الأربعاء، 18 أكتوبر 2023 - 02:04 م

الفن من أمتع الرسائل الذهنية على مر العصور؛ ويعتبر القوة الناعمة للشعوب ومصدر تأريخ للأجيال القادمة، ونحن شعب يحتفى بالفن فى كل المواقف، فبالفن نكتب تاريخنا للأجيال المتعاقبة.

فى الأيام السابقة؛ لم ينقطع الحديث عن فيلم «جولدا» الإسرائيلي، من حيث القصة والتمثيل والأحداث، ولا شك أنه من أفضل أفلام 2023، فقد تناول أحداث حرب أكتوبر، ولكن من وجهة نظر صناعه. قد يتساءل البعض: لماذا لا ننتج أفلاما - مثلما فعلوا- تؤرخ لحرب أكتوبر وتظل مصدر إلهام للكثيرين، والحقيقة أننا فعلناها ونحن فى أصعب مراحل الحرب وليس بعد مرور 50 سنة كاملة. لقد وثّقنا كل موقف فى حينه، وأنتجنا من الأفلام ما يجعل المشاهد كأنه يشهد الحرب بعينيه ولكن دون تزييف أو تجميل! ونقلنا بكل مصداقية ما حدث فى نكسة 67 مرورا بحرب الاستنزاف وحتى انتصرنا فى 73.

لقد زخرت المكتبة الأرشيفية بمبنى الإذاعة والتلفزيون بأفلام عديدة تناولت حرب أكتوبر، منها «غروب وشروق»، و»الرصاصة لا تزال فى جيبي»، و»العمر لحظة»، مرورا بأفلام وثائقية أنتجتها قواتنا المسلحة من ملف بطولات أكتوبر، لم تحظ بدعاية كافية كالتى تمت لفيلم «جولدا»!

فمثلا هناك فيلم «أبابيل» (2014) إنتاج المجموعة 73 مؤرخين، يتناول الضربة الجوية الأولى، و»الكتيبة 418» سنة 2017، عن أحداث إنشاء حائط الصواريخ، وكيف استطاع جيشنا خداع العدو والتغلب على كل ظروف النكسة، وإنشاء سلاح الدفاع الجوى ونقل الصواريخ تحت أستار الليل إلى الجبهة، والتى بدورها أفقدت العدو العديد من طائراته وحرمته من تفوقه الجوي، اتنهاءً بفيلم «الممر» (2019) الذى تناول جانبا من بطولاتنا بحرب الاستنزاف وكيف بذل جيشنا كل غالٍ ونفيس فى سبيل الدفاع عن الأرض، فعقيدتنا التضحية والفداء والسعى للنصر.. وليست سرقته!