محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

حرب الإبادة الشاملة والحقوق المشروعة

محمد بركات

الأربعاء، 18 أكتوبر 2023 - 07:52 م

المذابح الإسرائيلية البشعة مستمرة ومتواصلة دون توقف ودون هوادة لليوم الثالث عشر على الأراضى الفلسطينية، فى إطار حرب الإبادة التى تمارسها ضد الشعب الفلسطينى فى عمومه وأهالى غزة على وجه الخصوص.

والعدوان الغاشم والمتصاعد فى كل يوم مازال قائماً، وسط حالة الجنون الخارج عن نطاق السيطرة، التى أصابت كل قادة وزعماء إسرائيل فى أعقاب «طوفان الأقصى» وما أدى إليه من خلل جسيم واضطراب شديد لديهم، ورغبة عارمة فى الانتقام بقتل كل الفلسطينيين والدمار لكل مظاهر الحياة فى قطاع غزة.

والواقع يؤكد أن جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى لم تنته ولم تتوقف، منذ احتلالهم المشئوم للأراضى الفلسطينية، ففى كل يوم طوال السنوات الماضية منذ النكبة فى عام ١٩٤٨ وحتى اليوم، ترتكب إسرائيل المزيد من الجرائم وتمارس القتل والإرهاب فى الأراضى المحتلة، وتواصل جرائمها دون أن تلقى بالا للقانون الدولى، وحقوق الإنسان على الإطلاق.

ولكن جريمة إسرائيل الجديدة التى تمارسها الآن فى غزة ليست كسابقاتها من الجرائم، التى دأبت على ارتكابها طوال السنوات الماضية، بل هى الأكثر عنفاً وبشاعة على الإطلاق، من حيث الحجم الهائل من الدمار، الناجم عن ذلك الكم غير المسبوق من القنابل والصواريخ والمتفجرات المستخدمة فى قصف غزة،...، وما أدت إليه من دمار وإزالة لأحياء وأجزاء كاملة من القطاع، وهو ما يجعلها الأقرب إلى حرب إبادة شاملة.

وفى الواقع لا تحتاج إسرائيل إلى مزيد من الجرائم والمجازر كى تدرج فى مصاف الدول الإرهابية، التى تمارس أبشع أنواع جرائم الحرب العرقية والعنصرية والإرهاب الدولى.

وإذا كانت إسرائيل وهى تمارس اليوم تلك الجرائم والمذابح الإرهابية، وجرائم القتل والتصفية العرقية والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، تتوهم أنها ستقضى على المقاومة الفلسطينية، وتجبر الشعب الفلسطينى على الرضوخ لها والاستسلام للاحتلال، فهى واهمة وغافلة عن الحقيقة المؤكدة والثابتة تاريخياً وعلى مر الزمان.

تلك الحقيقة التى تؤكد أن الانتصار يكون دائماً وأبداً من حق الشعوب المناضلة والساعية لنيل حقوقها المشروعة،...، وعلى إسرائيل أن تدرك أن الشعب الفلسطينى لن يستكين أو يستسلم للاحتلال والقهر والإرهاب، وأن روح النضال والمقاومة ستظل مشتعلة حتى يتحقق النصر بإذن الله.

وعلى إسرائيل أن تستوعب أن الوسيلة الوحيدة لحصولها على الأمن والسلام، هى فى أن يحصل الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة فى التحرر والاستقلال، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضى المحتلة عام ١٩٦٧، فى إطار المبادرة العربية للسلام وحل الدولتين.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة