الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال افتتاح قمة القاهرة للسلام  بالعاصمة الإدارية الجديدة
الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال افتتاح قمة القاهرة للسلام بالعاصمة الإدارية الجديدة


الرئيس يخـاطب العـالم من قمة القاهرة للسلام

السيسي يعلن خارطـة طريق لإنهاء المأساة الإنسانية في غـزة.. ومصر ترفض التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء

محمد هنداوي

السبت، 21 أكتوبر 2023 - 06:58 م

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، رفض مصر التام للتهجير القسري للفلسطينيين ونزوحهم إلى الأراضي المصرية فى سيناء، وأشار الرئيس السيسى إلى أن هذه الخطوة تعد تصفية نهائية للقضية الفلسطينية وإنهاءً لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة وإهدارًا لكفاح الشعب الفلسطيني، والشعوب العربية والإسلامية، بل وجميع الأحرار فى العالم، على مدار ٧٥ عامًا، هى عمر القضية الفلسطينية.

جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسي أمام قمة القاهرة للسلام بالعاصمة الإدارية الجديدة بحضور عدد من ملوك وأمراء ورؤساء الدول والحكومات من الدول العربية ودول العالم ورؤساء المنظمات الإقليمية والدولية.

وقال السيسى إننا نلتقى اليوم بالقاهرة، فى أوقاتٍ صعبة.. تمتحن إنسانيتنا، قبل مصالحنا.. تختبر عمق إيماننا، بقيمة الإنسان، وحقه فى الحياة.. وتضع المبادئ، التى ندعى أننا نعتنقها، فى موضع التساؤل والفحص.

وأضاف السيسي: وأقول لكم بصراحة.. إن شعوب العالم كله، وليس فقط شعوب المنطقة.. تترقب بعيون متسعة.. مواقفنا فى هذه اللحظة التاريخية الدقيقة، اتصالاً بالتصعيد العسكرى الحالى، منذ السابع من أكتوبر الجارى، فى إسرائيل والأرض الفلسطينية.

وأكد الرئيس السيسي إدانة مصر بوضوح كامل، استهداف أو قتل أو ترويع كل المدنيين المسالمين.. معربًا عن دهشة مصر البالغة من أن يقف العالم متفرجًا.. على أزمة إنسانية كارثية.. يتعرض لها مليونان ونصف المليون إنسان فلسطينى، فى قطاع غزة.. يُفرَض عليهم عقاب جماعى.. وحصار وتجويع.. وضغوط عنيفة للتهجير القسرى.. فى ممارسات نبذها العالم المتحضر.. الذى أبرم الاتفاقيات، وأَسَسَّ القانون الدولى، والقانون الدولى الإنسانى، لتجريمها، ومنع تكرارها.. مما يدفعنا لتأكيد دعوتنا، بتوفير الحماية الدولية، للشعب الفلسطينى والمدنيين الأبرياء.

وتساءل الرئيس السيسى قائلاً: ودعونى أتساءل بصراحة.. أين قيم الحضارة الإنسانية.. التى شيدناها على امتداد الألفيات والقرون؟ ..أين المساواة بين أرواح البشر.. دون تمييز أو تفرقة.. أو معايير مزدوجة؟

وشدد الرئيس على أن مصر، منذ اللحظة الأولى، انخرطت فى جهود مضنية.. آناء الليل وأطراف النهار.. لتنسيق وإرسال المساعدات الإنسانية، إلى المحاصرين فى غزة.. لم تغلق معبر رفح البرى فى أى لحظة.. إلا أن القصف الإسرائيلى المتكرر لجانبه الفلسطينى حال دون عمله.. وأضاف السيسى: وفى هذه الظروف الميدانية القاسية، اتفقتُ مع الرئيس الأمريكى على تشغيل المعبر بشكل مستدام، بإشرافٍ وتنسيق مع الأمم المتحدة، ووكالة «الأونروا»، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطينى.. وأن يتم توزيع المساعدات، بإشراف الأمم المتحدة، على السكان، فى قطاع غزة.

وقال الرئيس السيسي إن العالم يجب ألا يقبل استخدام الضغط الإنسانى للإجبار على التهجير.. وقد أكدت مصر، وتجدد التشديد، على الرفض التام، للتهجير القسرى للفلسطينيين، ونزوحهم إلى الأراضى المصرية فى سيناء.. إذ أن ذلك، ليس إلا تصفية نهائية للقضية الفلسطينية.. وإنهاءً لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة.. وإهداراً لكفاح الشعب الفلسطينى، والشعوب العربية والإسلامية، بل وجميع الأحرار فى العالم، على مدار ٧٥ عاماً، هى عمر القضية الفلسطينية.

وأشار الرئيس السيسى إلى أنه يخطئ فى فهم طبيعة الشعب الفلسطينى، من يظن، أن هذا الشعب الأبى الصامد، راغب فى مغادرة أرضه، حتى لو كانت هذه الأرض، تحت الاحتلال، أو القصف ، مؤكدًا للعالم بوضوح ولسان مبين وبتعبير صادق، عن إرادة جميع أبناء الشعب المصرى.. فرداً فرداً: إن تصفية القضية الفلسطينية، دون حل عادل، لن يحدث.. وفى كل الأحوال.. لن يحدث على حساب مصر أبداً.

وتابع السيسى: هل كُتب على هذه المنطقة، بأن تعيش فى هذا الصراع للأبد؟ ألم يأن الوقت، للتعامل مع جِذر مشكلة الشرق الأوسط؟ ألم يأت الحين، لنبذ الأوهام السياسية، بأن الوضع القائم، قابل للاستمرار؟ وضع الإجراءات الأحادية.. والاستيطان.. وتدنيس المقدسات.. وخلع الفلسطينيين من بيوتهم وقُراهم، ومن القدس الشريف؟. وأكد الرئيس السيسى إن مصر.. دفعت ثمنًا هائلاً من أجل السلام فى هذه المنطقة.. بادرت به.. عندما كان صوت الحرب هو الأعلى.. وحافظت عليه وحدها.. عندما كان صوت المزايدات الجوفاء هو الأوحد.. وبقيت شامخة الرأس، تقود منطقتها، نحو التعايش السلمى القائم على العدل.

وأضاف السيسى: واليوم.. تقول لكم مصر.. بكلمات ناصحة أمينة: إن حل القضية الفلسطينية، ليس التهجير.. وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى.. بل إن حلها الوحيد، هو العدل، بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة، فى تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، فى دولة مستقلة على أرضهم.. مثلهم، مثل باقى شعوب الأرض.

وأوضح الرئيس السيسي أننا أمام أزمة غير مسبوقة.. تتطلب الانتباه الكامل، للحيلولة دون اتساع رقعة الصراع، بما يهدد استقرار المنطقة، ويهدد السلم والأمن الدوليين، مضيفاً: ولذلك، فقد وجهت لكم الدعوة اليوم، لنناقش معا، ونعمل على التوصل إلى توافق محدد، على خارطة طريق.. تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية، وإحياء مسار السلام، من خلال عدة محاور.. تبدأ بضمان التدفق الكامل والآمن، والسريع والمستدام، للمساعدات الإنسانية لأهل غزة.. وتنتقل فوراً، إلى التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار.. ثم البدء العاجل، فى مفاوضاتٍ لإحياء عملية السلام، وصولاً لإعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التى تعيش جنبًا إلى جنب، مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولية.. مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها، بشكل كامل، فى الأراضى الفلسطينية.. واختتم السيسى كلمته قائلاً: دعونا نوجه رسالة، لشعوب العالم.. بأن قادته يدركون عِظَم المسئولية.. ويرون بأعينهم، فداحة الكارثة الإنسانية.. ويتألمون من أعماق قلوبهم، لكل طفل برىء، يموت بسبب صراع لا يفهمه.. يأتيه الموت بقذيفة أو قصف.. أو يأتى بطيئاً، لجُرح لا يجد دواءً.. أو لجوع، لا يجد زاداً.. دعونا نوجه رسالة أمل، لشعوب العالم.. بأن غداً، سيكون أفضل من اليوم.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة