كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

لن يحدث أبدًا

كرم جبر

السبت، 21 أكتوبر 2023 - 07:34 م

«وأُكرر، وبوضوح وبلسان مبين وبتعبير صادق، بأن إرادة الشعب المصرى، فردًا فردًا، ترفض تصفية القضية الفلسطينية دون التوصل إلى حل عادل، فإن ذلك لن يحدث، لن يحدث أبدًا على حساب مصر، لن يحدث أبدًا».

وجاءت كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى "بعاليه" فى مؤتمر القاهرة للسلام أقوى من غارات إسرائيل، والمؤامرة الكبرى لتصفية القضية وتهجير الفلسطينيين بعيدًا عن وطنهم، "لن يحدث أبدًا".

وتساءل الرئيس أمام الزعماء ورؤساء الوفود الذين حضروا المؤتمر عن قيم الحضارة الإنسانية التى تضربها إسرائيل بالصواريخ، وأن القيم الإنسانية موضع التساؤل والفحص، لتقدير قيمة الإنسان وحقه فى الحياة.

ففى الوقت الذى أكد الرئيس إدانة مصر لاستهداف وقتل وترويع المدنيين المسالمين، عبَّر عن دهشتها من وقوف العالم متفرجًا على كارثة العقاب الجماعى والحصار والتجويع الذى تفرضه إسرائيل على مليونين ونصف من أبناء غزة.

حل القضية ليس بالتهجير وإزاحة شعب بأكمله عن وطنه إلى أماكن أخرى، ولكن بالحل العادل للقضية وحصولهم على حقوقهم المشروعة مثل باقى شعوب العالم.

لماذا مصر التى جاء إليها زعماء العالم لحضور قمة القاهرة للسلام؟

لأنها المعنية رقم واحد بالقضية عربيًا وإقليميًا ودوليًا.. مصر التى حاربت وتحملت المسئولية كاملة دفاعًا عن القضة الفلسطينية، وهى الجار والمنفذ والبوابة لفلسطين، وتتحمل أعباء وتبعات كثيرة نتيجة التوتر والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على غزة.

عقد مؤتمر القاهرة أمس فى أجواء عاصفة، بفعل الغارات الإسرائيلية المستمرة، ونداءات غامضة للإسرائيليين بمغادرة مصر والأردن والمغرب فورًا، مع بارقة أمل ببدء دخول عدد قليل من الشاحنات المحملة بالأدوية والمستلزمات الطبية، وأعقبها تصريحات غريبة لإسرائيل بأنها لن تسمح بوصول المساعدات إلا للجنوب، ولن تسمح بدخول الوقود.

مصر لا تبحث عن دور ولا يحركها إلا مصلحة الشعب الفلسطينى ورفع المظالم عنهم، ونبذ الأوهام السياسية لدى الغرب بأن الأوضاع الهشة الحالية يمكن أن تستمر، فالمنطقة معرضة للانفجار فى ظل تردى الأوضاع الحالية.

مصر التى أيد الزعماء الذين حضروا المؤتمر أمس دورها التاريخى وتحملها للمسئوليات الجسام، فى مجتمع دولى لا يدرك حتى الآن فداحة المسئولية، وكأنه كُتب على المنطقة أن تعيش هذا الصراع إلى الأبد.

مصر التى وجّه رئيسها رسالة أمل للعالم بأن يكون غدًا أفضل من اليوم، وشخص أمام المؤتمر الأزمة وأسبابها وتداعياتها وخطورتها، وكيفية الخروج منها.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة