رئيس ادارة تطوير المناهج
رئيس ادارة تطوير المناهج


«تطوير المناهج»: القراءة في سن مبكرة ترفع مستوى التعلم والنجاح المدرسي

فاتن زكريا

الأحد، 22 أكتوبر 2023 - 05:19 م

أوضح الدكتور أكرم حسن رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج، أن مشكلة ضعف مستوى الطلاب في مهارات القراءة والكتابة تعد من المشكلات متشابكة الأسباب، فمنها ما يرتبط بالبيئة الاجتماعية للطفل في السنوات الأولى من عمره، ومنها ما يرد إلى الازدواج اللغوي والتباين بين مفردات العامية والفصحى فضلاً عن تشوه اللغة بمفردات دخيلة ليس لها أصول لغوية، وغيرها من أسباب ترتبط بأساليب تعلم اللغة والمواد التعليمية المستخدمة في تعليمها وغيرها الكثير من الأسباب التي تكاتفت على إحداث هذه المشكلة، مشيرا إلى أن من الآثار السلبية المترتبة عليها هى تسرب الأطفال من المدارس.

مقترحات لتجديد أساليب التربية والتعليم على أساس مبادئ التعاون والتشارك

واستعرض رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج بعض الحقائق لمشكلة ضعف مستوى التلاميذ القراءة في مهارة القراءة والكتابة، قائلا: "في عام 2017 تبنت القيادة السياسية قضية التعليم وتطويره كأحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها الجمهورية الجديدة، وفي عام 2018 تبلور هذا الاهتمام في انطلاق مسيرة التطوير في كافة أركان العملية التعليمية، ومنها المناهج التعليمية والنقلة النوعية التي حدثت في هذا المجال".



وأضاف الدكتور أكرم حسن أنه كان من الضروري بعد أن وصلت مسيرة تطوير المناهج إلى الصف السادس الابتدائي لهذا العام 2024/2023 أن تستمر مسيرة تطوير المناهج بشكل أكثر قوة من خلال الاستفادة بالدراسات التقييمية بكافة أدواتها للمرحلة السابقة للتطوير، ومسايرة التغيرات الكبيرة التي حدثت في السنوات القليلة الماضية، مثل التقدم الهائل في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وطفرة تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتوجهات العالمية نحو التربية والتعليم في العقود القادمة في ظل الدعوات الدولية بالأخطار التي باتت تهدد الحياة على كوكب الأرض، وهو ما يحتم التوجه إلى التوسع في مفاهيم التعليم البيئي؛ لحماية مقدرات العيش على سطح الكوكب، وبالإضافة إلى العناية بالمهارات الحياتية في ظل التغير الشديد والمستمر في نوعية الوظائف الحالية والتوقعات باستمرار هذا التغير إلى واقع مختلف لا يمكن التنبؤ به، والقضايا ذات الصبغة المحلية كالقضية السكانية والصحة الإنجابية وتأثير الزيادة السكانية غير المنضبطة سلبيًا على جودة الخدمات و الخصائص السكانية.

وأوضح رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج أنه لهذا السبب، كانت الرؤية بتشكيل لجنة وطنية من خبراء المناهج مع الاستعانة بالخبرات الدولية المتميزة في هذا المجال لإكمال المسيرة، لافتا إلى توجه الوزارة في المرحلة القادمة إلى الاهتمام بالكيف دون الكم، وإبراز المفاهيم الرئيسية والاهتمام بنواتج التعلم وما يحققها من ممارسات وأنشطة، والاهتمام بمهارات العصر التي لا غنى في تمكين الطلاب منها لإعدادهم جيدًا لمواجهة موجات التغيرات السريعة فى جميع مناحي الحياة.

وتابع الدكتور أكرم حسن، أنه تم تطوير المناهج الدراسية، والتأكد من كل عوامل النجاح التي تحقق الغايات والأهداف المنشودة، ومنها الأداة التي سوف يستخدمها الطالب في الحصول على كل هذه المكتسبات والتي تمكنه من مهارات القراءة والكتابة، مؤكدا أن القراءة هي مفتاح المعرفة وأساس النجاح في الحياة؛ ووسيلة فعالة للتواصل مع الآخرين والتعبير عن الآراء والمشاعر والاتجاهات وهي وسيلته للانفتاح على العالم ومعرفة ما يحدث على الصعيدين المحلي والعالمي، ولا يمكننا إغفال علاقة القراءة بالتنمية المستدامة للمهارات والقيم التي تضمن مشاركة المتعلم في الأنشطة الحياتية الحالية والمستقبلية.

وأوضح أن هناك دراسة أجريت عام 2016 كشفت أن الأطفال في سن الثالثة والذين يتعرضون للقراءة من قبل والديهم يكونوا أقل عرضة للعدوانية وتجنب فرط النشاط، وليس لديهم صعوبة في الانتباه، مشيرا إلى العديد من الدراسات كشفت أن القراءة يمكن أن توقف التدهور المعرفي والأنشطة الفكرية، حيث تجعل القراءة العقل يعمل بشكل أكثر كفاءة، وتؤثر على الاضطرابات العصبية المرتبطة بالعمر، مشيرا إلى أن الباحثين أوصوا بأن المدة المثالية للقراءة في الطفولة المبكرة هي حوالي 12 ساعة في الأسبوع.

وأشار رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج أن القراءة تحفز العقول وتحافظ على القدرات المعرفية، حيث تشرك عمليات عقلية مختلفة في فهم الأفكار وربطها، للحماية من التدهور المعرفي وتعزيز الوظيفة الإدراكية.

وتابع رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج أن العلاقة وثيقة بين امتلاك مهارات القراءة والكتابة وقدرة الطالب على تحصيل جميع المواد، وأي قصور في القراءة بشكل عام يتزايد كلما تقدم الفرد في السلم التعليمي؛ وتؤثر سلبا على تحصيله الأكاديمي بشكل عام، لافتا إلى أن الأبحاث والدراسات تشير إلى أن التفوق في الدراسة لا يتحقق إلا بإتقان مهارات القراءة والكتابة، وأي قصور في إتقانها في المراحل الدنيا سوف يحمل التلميذ معه القصور إلى المراحل التالية التي تتطلب منه مهارات عقلية عليا؛ فتكون بذلك معوقاً من معوقات نجاحه وتقدمه دراسيا.

وأشار الدكتور أكرم حسن إلى أن بعض الباحثين كشفوا أن مؤشرات أداء الأطفال الذين بدأوا بالقراءة في سن مبكرة أعلى في التعلم اللفظي والذاكرة والكلام وفى مستوى النجاح المدرسي، ويتمتعون بصحة نفسية أفضل، وأقل ميلا للاكتئاب والتوتر وتركيزهم وانتباههم أفضل وأقل عدوانية وانتهاكا للقواعد الاجتماعية ويقضون وقتا أقل في مشاهدة التلفاز واستخدام الأجهزة الإلكترونية وفي المتوسط ينامون فترة أطول.

كما أكد الدكتور أكرم حسن أن أهمية القراءة والكتابة لا تتوقف على التحصيل الأكاديمي بل تمثل احتياجا حقيقيا للمتعلم ليعيش بشكل سوي دون اضطراب؛ وكثيرا من الأطفال الضعاف في القراءة والكتابة يعانون من اضطراب، وفقدان الثقة بالنفس، وتأخر النمو الاجتماعي والعقلي، وظهور المشكلات السلوكية مثل القلق والسلوك العدواني واعتزال الأصدقاء والأقارب؛ حيث تهدد تلك المشكلات تمتع الطفل بحياته؛ ويبتعد عن الانخراط الإيجابي في الأنشطة الهادفة الممتعة والمحببة لديه، سواء داخل الفصل أو خارجه وبذلك يحرم الطفل من فرص إيجابية تزيد من شعوره برفاهية حياته واستمتاعه بها، وتقف أمام تحقيق جودة ورفاهة حياة الطلاب وأسرهم.

وقال رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج إن تنمية مهارات القراءة والكتابة وسيلة الوصول إلى سوق العمل، والتخلص من الفقر، والتكيف مع عالم العمل المتغير، كما أن التأخر في اکتساب مهارات القراءة والكتابة يعوق الفرد عن بلوغ أهدافه، ولذلك عواقب اجتماعية واقتصادية طويلة المدى؛ فالتأخر في القراءة يهدد المستقبل المهني للطالب أو الخريج؛ وتقل فرصته في الحصول على عمل أو مهنة مستقرة، وبشكل مستدام، خاصة في ظل تعقيدات المعدات والأدوات والأجهزة؛ حيث أصبح من متطلبات سوق العمل لمعظم الوظائف بما فيها المهن إتقان القراءة والكتابة، لذا لابد أن تتضافر الجهود للتعلم المتواصل ؛ لضمان انتقال عادل وشامل إلى مستقبل عمل يسهم في التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة