أحمد الجمال
أحمد الجمال


كلمة السر

أحمد الجمال يكتب: الحرب الخفية

آخر ساعة

الثلاثاء، 24 أكتوبر 2023 - 08:35 م

من بين ما يلفت النظر فى الحرب الدائرة حاليًا بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، معركة أخرى موازية ذات طابع تقني، جزء منها تدور رحاه فى الفضاء الإلكتروني، بدأتها حركة حماس فى 7 أكتوبر، حين مهّدت لاقتحام المستوطنات الإسرائيلية، بأن أرسلت طائرات «درون» لتعطيل محطات الاتصالات الخلوية وأبراج المراقبة لدى الجيش الإسرائيلى على طول الحدود، ولذا لم يتمكّن الضبّاط الإسرائيليون المناوبون من مراقبة المنطقة عن بُعد من خلال الكاميرات.

واستطاعت ذات الطائرات المسيّرة تدمير مدافع رشاشة أيضًا يجرى التحكم فيها عن بُعد، كانت إسرائيل قد نصبتها فوق تحصيناتها الحدودية، ما جعل دخول القسّاميين إلى المستوطنات يجرى بسهولة كأنهم فى نزهة على شواطئ المسيسيبي، فقد عبروا كل الأسيجة ووصلوا إلى علاف غزة، واقتحموا أكثر من 20 بلدة وقاعدة عسكرية إسرائيلية.

والمتابع للحرب منذ يومها الأول يدرك أهمية مواقع التواصل فى نقل أدق التفاصيل عنها، بكل ما فيها من حقائق وزيف، وهى حرب خاضتها إسرائيل بنشر الأكاذيب ومحاولة تضليل الرأى العام العالمى بأنْ لبِسَت رداء الضحية وأخفت سوط الجلاد، مثلما اعتمدت عليها أيضًا حركة حماس فى توصيل صوتها عبر تطبيق «تليجرام» الروسى لأنه الوحيد الذى لم يمارس المنع والحذف مثلما الحال فى المنصات الأخرى.

وكتائب القسّام تخوض الحرب متدرعة بأدوات إعلامية تستهدف الضغط النفسي على غريمتها، وبدا ذلك من خلال إعلانها الإفراج عن رهينتين من كبار السن لـ«ظروف إنسانية» وبدون مقابل، وحين رفضت إسرائيل استلامهما، خرجت التظاهرات فى إسرائيل يدعو فيها المستوطنون حماس إلى مقايضة ذويهم برئيس حكومتهم نتانياهو! ما يؤكد أن للحرب أبعاداً أخرى خفية غير تلك الدائرة على الأرض.. وأن نهاية الحرب بشقيها العسكرى والإلكترونى ستكتب نهاية المجرم نتانياهو فى أحد مكانين: السجن أو مستشفى المجانين.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة