الخميس، 26 أكتوبر 2023 - 09:24 م

بين اللحظة والأخرى قد تتواتر الأنباء عن بدء عملية الاجتياح البري لقطاع غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يكثف من ضرباته على القطاع منذ عملية "طوفان الأقصى"، التي شنتها المقاومة الفلسطينية في الداخل الإسرائيلي ومستوطنات غلاف غزة بدءًا من السابع من أكتوبر الجاري.

وأودت الغارات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الجاري، وعلى مدار 20 يومًا بحياة ما يربو على 7000 فلسطيني سقطوا شهداء جراء جرائم الاحتلال، بينهم أكثر من 2700 طفل، إلى جانب ما يفوق 18 ألف جريح.

لكن حكومة الاحتلال لم تكتفِ بذلك وتصر على الحرب الشاملة بما في ذلك الاجتياح البري لقطاع غزة، وسط تحذيرات دولية من مغبة الخطوة وتأثيرها على الصراع الذي بلغ ذروة التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين المحتلين للأرض.

وتتوجس إسرائيل من خوض الحرب البرية خشية تداعياتها والخسائر التي سيتكبدها جيش الاحتلال في عملية اجتياحه لقطاع غزة برًا.

وأجرى جيش الاحتلال محاولة للاجتياح البري في تخوم شرق خان يونس، قبل أيام، إلا أن العملية فشلت بعدما أظهرت المقاومة الفلسطينية صلابة، وقتلت جنديًا إسرائيليًا وأصابت آخر، واستولت على إحدى الدبابات الإسرائيلية.

اجتياح بري وحيد

وفي تاريخ السجال العسكري بين جيش الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، لم يحدث أن اجتاح جيش الاحتلال لقطاع غزة بشكل بري سوى مرة وحيدة أواخر عام 2008 إلى غاية مطلع عام 2009.

وكان السبب وراء توقف عملية الاجتياح البري تلك هو الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، الذي لم يكن وقتها قد تسلم مقاليد الحكم في البيت الأبيض بعد.

أوباما والحرب البرية السابقة

ويقول عبد المهدي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، إن إسرائيل قامت من قبل في حرب 2008-2009 باجتياح بري ووصلت إلى منتصف مدينة غزة من ثلاث محاور.

وحول مدى نجاحها في ذلك التوقيت، يوضح مطاوع، لبوابة أخبار اليوم، "عسكريًا إسرائيل اجتاحت، لكن لم تواصل العملية بسبب أن (باراك) أوباما كان قد فاز بالانتخابات، فأرسل كونداليزا رايس ونقلت رسالة أن الرئيس الأمريكي لن يُنصب على شاشات منقطة بالدماء".

وفي ذلك التوقيت لعب أوباما، الذي كان على موعد مع حفل تنصيبه في 20 يناير 2009، دورًا في إذعان لقادة دولة الاحتلال بإيقاف الحرب البرية، وذلك حتى لا تكون الصورة الذهنية له مع توليه الحكم في البيت الأبيض ملطخة بالدماء.