وُلدت الطفلة «مكة» وتوفي أشقائها ووالدتها
وُلدت الطفلة «مكة» وتوفي أشقائها ووالدتها


بين الفراق واللِقاء..

وُلدت الطفلة «مكة» وتوفي أشقائها ووالدتها جراء قصف إسرائيلي بغزة

إسراء ممدوح

الخميس، 26 أكتوبر 2023 - 10:30 م

بين فراق ولقاء في أرض غزة، حيث الأمواج الهادرة للحياة تأخذ وتعطي بلا رحمة، هناك، يقتل العدوان الإسرائيلي الأرواح البريئة دون تمييز، حيث يقع الصغار والكبار على حد سواء أمام ويلات القصف الإسرائيلي، وفي قلب هذا الكابوس، تنبت قصصًا بمعنى جديد للحياة والصمود، ويروي البشر حكايتهم بمشاعر مختلطة بين الحزن والفرحة، لتولد قصص تحمل في طياتها الفراق واللقاء، وتجلب معنى مؤثرًا من بين زخات الألم.

وفي هذه القصة المأساوية تحديدًا، حيث يتجسد الفراق واللقاء، نرى مأساة تحاكي واقعًا مؤلمًا، فالأم التي واجهت قسوة الحياة وعبء الحرب، كانت تحتضن حياة جديدة داخل رحمها، وفي الوقت نفسه، كان القصف الإسرائيلي يبتلع حياتها، ورغم تلك اللحظات المريرة، وضعت الأم جنينها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة وترحل عن هذا العالم، تاركةً حياة ابنتها يتيمة الأم، ثم اجتمعت روحها بأبنائها الذين غيبتهم أصوات القصف في عالمٍ آخر بعيدًا عن ويلات الحروب والدمار.


مأساة الفقدان.. ما يخلّفه الحرب في غزة

في هذه القصة، نجد الأب أيمن أبو شمالة وهو يعيش لحظات ومشاعر مختلطة بين ألم وفرح، وبينما كان يراقب ابنته الرضيعة مكة وهي في حالة صحية صعبة جدًا، تمثل أمامه شريط حياته ليحكيه بكلمات الألم والفقدان، وذلك حسبما أفادت قناة"يورونيوز" الإخبارية.

وأثناء ما كان ينظر أيمن لمولودته وهي في الحضّانة (الخدج)، كان يبكى على زوجته وابنه الغالي آدم وابنته الحبيبة شام، الذين توفوا جراء الغارة الإسرائيلية القاسية التي أصابت منزلهم.

يقص أيمن، والد مكة، تلك اللحظات المروعة حينما شهد وفاة زوجته التي سقطت من مكان عالي، وكيف أنه لم يكن يتوقع أن يبقى حتى جنينها على قيد الحياة بعد تلك المأساة الرهيبة.


من بين آلاف القصص في القطاع.. حكاية «مكة» ألم وأمل 

حيث ولدت الطفلة مكة على ضوء عملية قيصرية طارئة، بعد أن نقلت والدتها إلى المستشفى بعد إصابة منزلهم بقصف إسرائيلي وسقوطها من الطابق الثالث.

لكن عندما وصلوا إلى المستشفى، في تلك اللحظة الأليمة التي يتمنى فيها الوالد ألا يفقد طفلته الصغيرة أيضًا، قالت له زوجته الحبيبة وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، "طلع مكة"، ( أى يولّدوها) وبهذه الكلمات، كان أيمن ينظر إلى الأمل رغم قلبه المكلوم.

ثم التفت أيمن إلى الأطباء برجاء، يطلب منهم أن ينقذوا ابنته الصغيرة، رغم صعوبة اللحظة، وخرجت الفتاة من رحم والدتها حية تُرزق، في الوقت الذي كانت فيه أمها قد فارقت الحياة.

وأعرب الأب عن تفاؤله وقال وهو ينتظر بصبر وأمل شفاء ابنته الوحيدة مكة: إن "ابنتي الصغيرة متعبة قليلًا الآن، ولكن إن شاء الله ستكون بخير".

ومنذ صباح يوم السبت 7 أكتوبر، شنت المقاومة الفلسطينية هجمات استهدفت الداخل الإسرائيلي، كما قصف المقاومة مستوطنات غلاف غزة بآلاف الصواريخ التي استهدفت مواقع عديدة في المستوطنات الإسرائيلية، ورد الاحتلال الإسرائيلي بقصف قطاع غزة، والذي تم بشكل واسع ومكثف.

وسقط مئات القتلى في إسرائيل جراء هجمات المقاومة الفلسطينية، وقال هيئة البث الإسرائيلية.

وقال موقع "واللا" العبري، في وقتٍ سابقٍ، نقلًا عن العاملين في المستشفيات الإسرائيلية، "ما يحدث حاليًا لا يمكن وصفه بالفوضى العارمة بل أسوأ من ذلك بكثير".

واعتبر بنيامين نتنياهو، في أول خطابٍ له بعد اندلاع المواجهات، أن ما حدث يوم السبت 7 أكتوبر هو يوم قاسٍ غير مسبوق في إسرائيل، لتبدأ إسرائيل في قصق مكثف على القطاع

وقال نتنياهو، في كلمةٍ له، "هذا يوم قاسٍ لنا جميعًا"، مضيفًا: "ما حدث اليوم لم يسبق له مثيل في إسرائيل وسننتقم لهذا اليوم الأسود".

وأشار نتنياهو إلى أن فصائل المقاومة مسؤولة عن سلامة الأسرى، مضيفًا أن إسرائيل ستصفي حساباتها مع كل من يلحق بهم الأذى، وذلك حسب قوله.

وشهد يوم 17 أكتوبر نقطة فاصلة بعدما أقدم الإحتلال الإسرائيلي على ضرب مستشفى الأهلي المعمداني في قطاع غزة في جريمة سقط فيها آلاف الشهداء من الجانب الفلسطيني.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة