زلزال داخل حكومة نتنياهو احتجاجات عارمة تطالب بإقالة الحكومة
زلزال داخل حكومة نتنياهو احتجاجات عارمة تطالب بإقالة الحكومة


«طوفان الأقصى» يفضح هشاشة الأمن الإسرائيلى .. ويكشف عن فشل استخباراتى وعسكرى كبير

زلزال داخل حكومة نتنياهو| احتجاجات عارمة تطالب بإقالة الحكومة.. وتمرد وتذمر بين جنـود جيش الاحتلال

أخبار اليوم

الجمعة، 27 أكتوبر 2023 - 05:49 م

محمد رياض

أحدثت عملية «طوفان الأقصى» التى أطلقتها حركة المقاومة الفلسطينية «حماس» فى السابع من أكتوبر الجارى زلزالا كبيرا ومفاجأة صادمة داخل المجتمع الإسرائيلى، ليس على المستوى العسكرى والأمنى والاستخباراتى فقط، لكن على المستوى السياسى أيضاً.

حيث شهدت العاصمة الإسرائيلية تل أبيب، مظاهرات عارمة أمام مقر وزارة الدفاع، تطالب بإقالة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وحكومة الطوارئ والإفراج عن الأسرى فى غزة.

وقالت وكالة رويترز، وفقا لاستطلاع رأى نشرته صحيفة جيروزاليم بوست، إن 94% من الإسرائيليين يحملون نتنياهو مسئولية الإخفاق الامنى والسياسى، ويرى 80% منهم أنه يجب على نتنياهو تقديم الاستقالة بعد انتهاء الحرب الجارية.

وهو ما تؤكده يديعوت أحرونوت فى تقرير لها، أن ثلاثة وزراء إسرائيليين على الأقل يفكرون فى الاستقالة، لإجبار نتنياهو على تحمل مسئولية أحداث 7 أكتوبر.

ويواجه نتنياهو مزيدا من الانتقادات الواسعة والتظاهرات فى الشارع الاسرائيلى من قبل عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين وصل عددهم إلى 224 أسيرا. بل إن أعدادا كبيرة من أهالى الاسرى الاسرائيليين هاجموا منزل نتنياهو مطالبين بوقف العدوان على غزة لأن أولادهم سيموتون بسبب القصف العنيف على القطاع بدلا من تحريرهم.  

وظهرت حملة واسعة بدأت على مواقع وسائل التواصل الاجتماعى فى إسرائيل ضد قرارات نتنياهو، مطالبة بتأخير الاجتياح البرى لقطاع غزة. وتشمل تلك الحملة نشر مقاطع فيديو وصور للغارات التى يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلى على غزة، وتتضمن تعليقات مثل: «حياة جنودنا أولا». 

وكشف موقع «والا» الإسرائيلى أن تلك الحملة يقف خلفها مقربون من نتنياهو، أبرزهم ران بارتز، المستشار الإعلامى السابق لرئيس الحكومة الإسرائيلية، وعدد من الذين دشنوا تلك الحملة تحت شعار «خاب أملنا». وهدف هذه الحملة هو التأثير على مستقبل نتنياهو السياسى، أو التعجيل باستقالته من منصبه. 

وقالت صحيفة فاينانشيال تايمز، إن «فشل نتنياهو فى الاعتذار عما يراه الكثيرون أسوأ كارثة حلت بالشعب اليهودى منذ المحرقة، أمر يدعو للحيرة والاستغراب».ونقلت الصحيفة عن الكاتب أنشيل فيفر» إنه يدرك تماماً أن هذه هى أكبر مأساة فى تاريخ إسرائيل ومسيرته السياسية. لكن الاعتذار فى نظره هو الخطوة الأولى نحو الاستقالة، وهو لا ينوى الاستقالة».

ووصل الامر الى ان المحامى والحقوقى الإسرائيلى إيتاى ماك،  قال فى مقال نشرته صحيفة هآرتس، إن «نتنياهو يمثل خطراً وجودياً على إسرائيل». وأرجع ماك الهجوم الذى تعرضت له مستوطنات غلاف غزة، إلى السياسات اليمينية المتطرفة لرئيس الحكومة وائتلافه، وتجييش المستوطنين لارتكاب انتهاكات ضد عرب أراضى 1948 والبلدات الفلسطينية فى الضفة الغربية.

وأشار ماك الى أن نتنياهو يشكل خطراً وجودياً على إسرائيل فى حال كانت خسائر حربه كبيرة، أو ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى أرقام فلكية، وذلك ما سيتسبب فى تفكك البلاد من الداخل، لأن «الجرائم الجسيمة ضد الإنسانية التى ترتكبها إسرائيل فى قطاع غزة لا يمكن أن تؤدى فقط إلى عدد لا يُحصى من القتلى الفلسطينيين فى غزة، بل أيضاً إلى النهاية السياسية والأخلاقية لإسرائيل نفسها».

ومن ناحية أخرى، ارتفعت أصوات سكان مستوطنات غلاف غزة فى وجه الحكومة الإسرائيلية. وفى رسالة كتبها رئيس بلدية مستوطنة نتيفوت، احتج على نتنياهو بالقول: «الدولة تشرع فى خطة طوارئ اقتصادية، بما فى ذلك تقديم المنح للمستوطنات المحيطة، سكان نتيفوت لا يتلقون أى مساعدة خاصة، ويعاقَبون إذا ما طلبوا هذا الأمر مثل المستوطنات فى المركز».

ومن ناحية أخرى، يواجه نتنياهو أزمة ثقة مع الجيش، وهو ما ظهر فى الزيارات التفقدية التى قادها رئيس الحكومة لعدد من تشكيلات قواته العسكرية، حين هاجمه الجنود محملين إياه مسئولية الهجوم المباغت.

واضطر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى إلغاء كلمة كان مقرراً أن يلقيها على الجنود بمركز عسكرى فى مستوطنات غلاف غزة، بعد أن تعرض لصدام مع أحد الضباط الذى شتمه ووصفه بالكاذب.

وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن العلاقة الحالية متوترة بين نتنياهو ووزير الدفاع يواف جالانت، ونتنياهو متردد فى الاجتياح البرى فى قطاع غزة . كما أن هناك أزمة ثقة بين الجيش ورئيس الحكومة، حيث رفض عدد كبير من جنود الاحتياط والطيارين الاسرائيليين تأدية الخدمة العسكرية، ما يجعل من الصعب للغاية التركيز على الحرب واتخاذ القرارات.

وفى المقابل «يسعى نتنياهو إلى التنصل من مسئولية فشل التنبؤ بهجوم حركة حماس وإلقاء المسئولية على عاتق الجيش»، وفق ما ذكرت هآرتس. 
وما زاد من الطين بلة  أن المواطنين الاسرائيليين لا يزالون يتظاهرون ضد نتنياهو، موجهين انتقادات له ولابنه يائير بسبب تركه الحرب والذهاب لقضاء عطلة على شواطئ فلوريدا الامريكية .

ورفض بعض الجنود الذهاب للحرب قائلين ان نتنياهو يريد ارسالنا للحرب والجبهات الامامية بينما يستمتع ابنه بوقته على  الشاطئ. 

وعلى الرغم من الهجمات الاسرائيلية العنيفة على قطاع غزة وحملات الاعتقالات، إلا أن الإسرائيليين لا يزال لديهم شعور بأنهم «عرضة للخطر»، ويفتقدون الثقة بالمنظومة الأمنية. «خاصة أن صفارات الإنذار تدوى مرارا يوميا فى أرجاء المدينة، جراء الرشقات الصاروخية التى تطلقها الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة. 

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة