السبت، 28 أكتوبر 2023 - 07:09 م

اختارت المقاومة الفلسطينية توقيتا ممتازا لعملية « طوفان الأقصى « التى تعتبر فى نظر الخبراء العسكريين حربا فدائية غاية فى الإتقان من حيث شمولها وتنفيذ تفاصيلها الدقيقة .

أسرت المقاومة ما يزيد على مائتى فرد من بينهم جنرالات وضباط وجنود وهو ما أذل جيش الاحتلال واستولت المقاومة على أجهزة الكمبيوتر التى تحوى بيانات عن العمليات الإسرائيلية وجواسيس إسرائيل فى غزة وهو ما جعل إسرائيل عمياء لا ترى فى ضباب غزة الكثيف . كان لاختيار المقاومة هذا التوقيت علاقة بالأزمات التى تعانيها الحكومة الإسرائيلية اليمينية برئاسة نتنياهو . 

مر ثلاثة أسابيع على عملية طوفان الأقصى ولم تقم إسرائيل باجتياحها البرى الذى أعلنت عنه أو على الأقل أجلته كثيرا ما يعنى أن المقاومة الفلسطينية مازال لها تأثير ميدانى معتبر .

تدك الطائرات والمدافع الإسرائيلية غزة وتدمر منازلها وتقتل الآلاف حفظا لماء وجهها ، لكن المقاومة ترد بكل قوة برشقات من الصواريخ التى تضرب تل أبيب وهو تكتيك عسكرى ناجح يؤكد للإسرائيليين أن الصواريخ الفلسطينية قادرة على الوصول إليهم فى غرف نومهم وأن عليهم أن يعرفوا المعاناة الحقيقية للحرب التى يعيشها سكان غزة كل يوم . أدى ذلك إلى نزوح من يحملون جنسيات مزدوجة من الإسرائيليين ويتردد أن عددهم بلغ نصف مليون .

إن الخريطة الدولية ستتغير حتما بسبب حرب غزة إذا طالت ، وهناك مستفيدون من ذلك ، روسيا مثلا يمكنها التهام أوكرانيا ، والصين يمكنها أن تسترد تايوان وإذا حدث هذا فإن النظام العالمى الحالى سيتقوض بلا شك وستفقد أمريكا مكانتها إذا ما تحول الشرق الأوسط إلى ساحة حرب يتغير بناء عليها النظام العالمى ، ليبدأ نظام جديد تحكمه قوى جديدة ولن تنفرد أمريكا مرة أخرى بالسيطرة على العالم . 

من جهة أخرى لو حدث هذا سيكون إعلان قيام دولة فلسطين أمرا واقعا .