صورة أرشيفية.. مرصد الأزهر
صورة أرشيفية.. مرصد الأزهر


مرصد الأزهر: الكيان المحتل يترنح وزوال إسرائيل مسألة حتمية

إيمان عبد الرحمن

الثلاثاء، 31 أكتوبر 2023 - 04:19 م

أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن اجتياح الكيان المحتل لغزة بريًّا لا علاقة له بتحرير الرهائن كما يشاع ونتنياهو يرغب في تحميل دول المنطقة وفي مقدمتها مصر والأردن مسئولية إخفاقاته السياسية الداخلية.

وأشار المرصد إلى أن المسؤولين داخل الكيان الصـ.ـهـ.ـيـ.وني على أتم الاستعداد للتضحية بالرهائن من أجل البقاء في السلطة فالدم لغتهم الوحيدة داخليًّا ومع الفلسطينيين.

 كما قال المرصد أن زوال "إسرائيل" مسألة حتمية شأنها في ذلك شأن كل محتل مصطنع والعقد الثامن هاجسهم لذا يعيثون في الأرض فسادًا بكل السبل من أجل البقاء 

وأضاف المرصد: إن تحميل نتنياهو في تدويناته الحديثة مسئولية "طوفان الأقصى" للاستخبارات ثم تراجعه عن ذلك إنما يكشف حالة التخبط السياسي التي يعيشها الكيان الصهـ.ـيـ.ـوني، خاصة رئيس وزرائه الذي جاء بعد أربع سنوات من أزمة سياسية داخلية أسفرت عن خمس جولات انتخابية جرت في أبريل وسبتمبر ٢٠١٩ ومارس ٢٠٢٠ ومارس ٢٠٢١ ثم نوفمبر ٢٠٢٢، كما يثبت رغبة أكيدة في الزج بدولة مصر لتحمل ملف غزة بالكامل واستخدامها طوقَ نجاة. وقد ظهر ذلك فيما أشيع بعد عملية السابع من أكتوبر مباشرة عن تلقيهم تحذيرًا مصريًا مسبقًا في مسعى واضح من طرف مجرم الحرب نتنياهو للبحث عن مخرج من أزمته السياسية الداخلية بالغة التعقيد عبر تحميل غيره -سواء من الدول أو المسئولين الآخرين- تبعة ما حدث، علمًا بأن حكومة الكيان المحتل تتغذى في استمراريتها على الشائعات والتلفيق!

كما يتأكد هذا التخبط مع تمسك نتنياهو باستخدام النصوص التوراتية في خطاباته الموجهة للمستوطنين الصهاينة لاستمالتهم ورأب الصدع الحاصل في صفوفهم، مثل نبوءة "إشعياء"، فاللعب على وتر الدين اليهودي السمة الغالبة في توجه نتنياهو حديثًا بعد احتراق أغلب أوراقه السياسية والعسكرية، الأمر الذي ينذر باستبعاد توقف حربه ضد قطاع غزة في الأيام القليلة القادمة قبل تحقيق نصر، وهذا النصر لا يتمثل في تحرير الرهائن -كما يشاع على ألسنة قادة الاحتلال- بل التقدم عسكريًّا على الأرض واجتياح غزة وإن كان الثمن توسيع نطاق الحرب في المنطقة.

و يضيف المرصد : والسبب في ذلك هو رغبة نتنياهو في إيجاد هدف مشترك يجمع تحت لوائه كل المستوطنين في ظل حالة الانقسام التي يشهدها الكيان مع صعود المتطرفين إلى سدة السلطة من أمثال إيتمار بن غفير –الذي كان منبوذًا في الماضي- وبتسلئيل سموتريتش – كان من قيادات حركة التمرد على خطة إخلاء مستوطنات قطاع غزة، وهو مؤيد لاستخدام القوة تجاه الفلسطينيين- بخلاف صعود واضح لتيار الصهيونية الدينية وما يمثله من أقصى اليمين وتحوله لقوة ذات تأثير فعال في الكنيست والحكومة، وانتشار عناصر هؤلاء جميعًا في الشارع. ولا أدل على ذلك مما ذكره إيهود باراك -رئيس الوزراء الأسبق- في أحد مقالاته التي شرحت الوضع الداخلي في الكيان الصـ.ـهيـ.ـوني: "اقترب مني رجل كان يرأس أحد أجهزة المخابرات، رجل مساهمته في أمننا لا تقدر بثمن، وقال: ينتابني شعور قوي بأننا في طريقنا إلى حرب أهلية".

إذا "إسرائيل" أمام أزمة وجودية، وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء الصـ.ـهيـ.ـوني الأسبق في ظل تصاعد نبرة العداء بين أطياف المستوطنين، في مقاله المنشور تحت عنوان "التهديد الحقيقي هو الكراهية بين اليهود"، محذرًا أن تحويل الصراع من سياسي إقليمي إلى حرب دينية بين "إسرائيل" والإسلام لا يخدم استقرار الكيان الذي دخل عقده الثامن، تلك النقطة التي تشكل هاجسًا لا يهدأ بالنسبة للمستوطنين على اختلاف أطيافهم لارتباطها بتاريخ حقبتين انتهيا تاريخيًّا بسبب الانقسام الداخلي، وهما: مملكة داوود والحشمونائيم - فكلتاهما زالتا في العقد الثامن.

وبالعودة إلى استخدام نتنياهو النصوصَ التوراتية؛ فالهدف منها إلى جانب توحيد الصف الداخلي في الكيان الصـ.ـهـ.ـيوني، هو رغبته في إثارة مخاوف رعاة الاستعمار ومن زرعوا هذا الكيان في المنطقة من إمكانية زواله عبر تحويل المعركة من سياسية إلى دينية لتوسيع مداها الإقليمي والعالمي بما ضمن استمراريته، وهذا الأمر عبر عنه قادة الكيان في أكثر من مناسبة.

 

ولا ننسى تصريحًا سابقًا لابن نتنياهو تحدث فيه عن الحل النهائي للقضية الفلسطينية حاصرًا إياه إما في خروج "الإسرائيليين" أو الفلسطينيين من الأرض، قائلًا: "وأميل إلى الحل الثاني"، قاصدًا به خروج الفلسطينيين من أرضهم!

اقرأ أيضاً|«فايننشال تايمز»: نتنياهو يسعى لحشد أوروبي للضغط على مصر لقبول تهجير الفلسطينيين

نعم، زوال "إسرائيل" مسألة حتمية شأنها في ذلك شأن كل محتل مصطنع يخالف قواعد المنطق والتاريخ والجغرافيا والحضارة، وهم يعلمون ذلك جيدًا وفق نبوءاتهم ونصوصهم التوراتية، خاصة مع استمرار مقاومة الفلسطينيين – شعب الحجارة كما وصفته الصحف العالمية منذ الانتفاضة الأولى، وهو تعبير استخدم للدلالة على عزيمتهم وإرادتهم القوية - ضد من احتل أرضه، وهو الأمر الذي لم تتمكن الحكومات المتعاقبة في الكيان المحتل من التغلب عليه لعلمهم اليقيني ببطلان عقد "بلفور" الذي رسخ لوجودهم في أرض فلسطين التاريخية، هذا الأمر كان يعيه دافيد بن غوريون جيدًا فنصح مستوطنيه بالوحدة الداخلية في وجه التحديات التي يواجهها في منطقة ترفض وجودهم كليًّا.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة