السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان
السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان


مع استهلال أجواء الاحتفالات بالعيد الوطني الـ 53 المجيد

سلطنة عُمان تواصل مسيرة نهضتها التنموية الشاملة والمستدامة بعرس ديمقراطي عبر انتخابات مجلس الشورى للفترة العاشرة

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 01 نوفمبر 2023 - 08:15 ص

الفترة الجديدة لمجلس الشورى مهمة على المستوى الوطني وستشهد مزيداً من تفعيل وترجمة أهداف "رؤية عُمان 2040"

يعُد يوم الـ 29 من أكتوبر 2023 يوم وطني، بامتياز، في تاريخ عُمان الحديث؛ ليس لأن العُمانيين يمارسون فيه حقهم الديمقراطي لانتخاب 90 عضوا يمثلونهم في مجلس الشورى للفترة العاشرة فقط، فهذا متحقق منذ ثلاثة عقود مضت، بل الأمر له علاقة بالمستوى الذي وصل له الوعي بفكرة الشورى وأهمية اختيار المرشح الكفء الذي يستطيع أن يحدث التغيير المنتظر في مرحلة مهمة من مراحل عُمان الحديثة.

يتزامن هذا العرس والمشهد الديمقراطي مع الدخول إلى أجواء الاحتفالات بالعيد الوطني الثالث والخمسين المجيد الذي يتوج مسيرة أكثر من نصف قرن من العطاء الجاد المتواصل لبناء عُمان الحديثة ونهضتها المتجددة، تحت القيادة السياسية الحكيمة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان، وليبدأ عاماً جديداً بما فيه من الخطط والاستراتيجيات والمبادرات على كافة المستويات لتحقيق مستهدفات الرؤية المستقبلية "عُمان 2040".

من أجل التغيير والشراكة في صناعة مستقبل عُمان

وقد شهدت سلطنة عمان خلال السنوات الثلاث الماضية حركة تغيير كبيرة متواكبة ونقلات نوعية في مختلف المجالات، هذه النقلات وما يصاحبها من حركة إصلاح كبرى تحتاج إلى مجلس قوي يواكب كل الطموحات التي تسعى سلطنة عمان لتحقيقها كما يواكب ويعي حقيقة التحولات الكبرى التي تحدث في الإقليم وفي العالم.

وإذا كانت هذه أهمية الانتخابات من الناحية العملية لمجلس شورى قوي فإن الدولة التي تدعم مجلس الشورى وتريده قويا وشريكا في صناعة المستقبل وفرت كل الإمكانيات لنجاح العملية الانتخابية وعملت عبر وسائل الإعلام لبناء وعي متقدم لاختيار الأعضاء الأكفاء كما طورت آليات الانتخاب وسهلتها حيث عملت على تنظيم انتخابات إلكترونية بنسبة 100% يستطيع الناخب في أي مكان وفي أي وقت خلال الساعات المعتمدة للانتخاب الدخول عبر تطبيق الانتخابات واختيار ممثله في مجلس الشورى دون أي عناء للخروج من منزله أو التحرك من المكان الذي هو فيه، وفي سرية تامة وبشفافية عالية.

تطبيق "أنتخب"... نقلة نوعية متميزة تسهل عملية الانتخاب

وتُعدُّ العملية الانتخابية للفترة العاشرة – من خلال النسخة الثانية من تطبيق «أنتخب» الذي أدخل عليه تحسينات وتحديثات جديدة كخاصية القراءة الصوتية لذوي الإعاقة البصرية (المكفوفين) وميزة لغة الإشارة المتاحة بشكل اختياري لذوي الإعاقة من الصم والبكم – نقلةً نوعية ملموسة في مسيرة الانتخابات في سلطنة عُمان. ويتميز التطبيق بواجهة مستخدم سهلة وبسيطة وبمستوى عالٍ من الأمان باستخدام أحدث التقنيات في مجال التشفير، ويتمُّ التحقق من بيانات الناخب في ثلاث خطوات أساسية، وهي تصوير أصل البطاقة الشخصية من الجهتين ثم قراءة بيانات البطاقة الشخصية عن طريق خاصية اتصال قريب المدى NFC والتقاط صورة شخصية للناخب. ويتيح «التطبيق» للناخب نشر دعايته وفقًا لضوابط الدعاية الانتخابية التي تمكنه من الاطلاع على قائمة المرشحين ومتابعة ما ينشرونه، والتفاعل معه من المقر الانتخابي نفسه.

الشورى تلعب دوراً مهماً في رسم مسارات الخطة الخمسية الـ 11

شهدت العملية الانتخابية لانتخاب أعضاء مجلس الشورى للفترة العاشرة حراكًا واضحًا من قبل المرشحين والناخبين مما عكس اهتمام المجتمع ونضجه في اختيار ممثليهم في الفترة الجديدة القادمة لمجلس الشورى، خاصة بعد "رقمنة" كافة الخدمات والبرامج إلكترونيًّا، ضمن خطط عُمان نحو التحوُّل الرقمي، والاستفادة من التقنيات المتطورة، وما وصل إليه الذكاء الاصطناعي.

إن انتخابات مجلس الشورى تستمد أهميتها من الموقع المركزي الذي يتصدره المواطن في فلسفة النهضة العُمانية والدور المحوري الذي يمثله في مسيرة العمل الوطني، فهو محرك التنمية ووقودها وإليه تؤول مكاسبها ومنجزاتها، ومن هنا، فإن الشراكة في صنع القرار بين المواطن وقيادته المستنيرة، تمثل أساس الحكم في الدولة العمانية الحديثة، ليست ترفا مرحليا أو ظرفا طارئا، إنما هي الأرضية الصلبة التي أقامت عليها عمان بنيانها الحضاري القوي المتماسك.

ولأن عُمان ليست جزيرة معزولة عن العالم، فإن ثقة المواطنين في مثل هذه المجالس قد تخبو وقد تزداد توهجا تبعا لما تمارسه من أدوار، وتتأثر بالعديد من الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها المجتمعات، لذا فإن المأمول من مجلس الشورى العماني في فترته العاشرة إيلاء المزيد من الاهتمام بقضايا المجتمع والمواطنين.

إجمالي القول، أن تجربة الشورى العُمانية وديمقراطيتها الهادئة تتعزز على المستوى الوطني بتعظيم قدرة المجلس على ممارسة صلاحياته التشريعية والرقابية وفق القانون، وفي تكامل وتنسيق مع مختلف أجهزة الدولة، بما يسهم في تحقيق مصالح المجتمع وإثراء الخطط والاستراتيجيات التنموية وتحديد أولويات الأهداف الوطنية وتحفيز سياسات الشفافية والمساءلة في العمل الحكومي، ومكافحة الفساد.

يُشار إلى أنّ الفترة العاشرة القادمة من مجلس الشورى التي تضم 843 مرشحًا بينهم 32 امرأة  تأتي مختلفة في تشكيلها وعطائها بما يواكب متطلبات الخطط والرؤى والتوجهات المستقبلية لسلطنة عُمان. وتعد الفترة العاشرة لمجلس الشورى مهمة على المستوى الوطني كونها ستشهد مزيدًا من تفعيل وترجمة أهداف "رؤية عُمان 2040" في مختلف الأصعدة والمجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية وأهداف الخطة الخمسية العاشرة ورسم مسارات الخطة الخمسية الحادية عشرة.

 

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة