محمد الشماع
محمد الشماع


قريباً من السياسة

مقاومة فلسطينية طويلة الأجل!

محمد الشماع

الأربعاء، 01 نوفمبر 2023 - 09:53 م

ما نشهده فى غزة الآن ليس حربا نظامية، لكن ما نحن فيه هو ما يعرف بالحرب الشعبية طويلة الأجل، أو هى كما يقول ماو تسى تونج حرب بلا جبهات، حرب بالكر والفر واستنزاف قدرات العدو. إن حرب التحرير التى قادتها الشعوب الضعيفة فى مواجهة القوى الاستعمارية الغاشمة، وتلك هى الحرب التى استطاعت فيتنام البلد الضعيف الذى ينتمى للعالم الثالث أن تهزم فرنسا أولا ثم الولايات المتحدة بعدها.

ومن عجيب الصدف أن المقاومة الفتنامية، استعملت سلاح الأنفاق فى مواجهة العدو الأمريكى ومن طرائف التاريخ أن قاعدة داننج الأمريكية كانت على جدول المباحثات بين كيسنجر والثوار الفتناميين فى باريس وتعثرت المفاوضات حول تسوية القاعدة التى قام الثوار بتفجير الأنفاق التى حفروها أسفل القاعدة فتم شطب بند المعاهدة من أجندة التفاوض.

لقد اكتشف الفلسطينيون بعد عقود من البحث عن السلام المراوغ ومن المفاوضات التى أديرت فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية أن السلام لا تصنعه إلا البندقية وأن قذائف ـ الـ «آر. بى. جى» ـ تستطيع أن تنسف الدبابة التى يفوق ثمنها مائة مليون دولار، وأن الأرض الفلسطينية لا يصح ويجب ألا تكون مكانا آمنا للغزاة والمغتصبين.

أولا: إن حرب التحرير الشعبية هى حرب طويلة الأمد تخسر فيها القوات النظامية المدججة بالسلاح أمام الابتكارات الفردية للمقاومة.

ثانيا: إن استمرار الوضع الذى يحمل مواجهة بين المقاومة الفلسطينية والكيان الإسرائيلى يكسب الاقتصاد الإسرائيلى خسائر فادحة ويشل قدرته ويكفى أن نعلم أن ٣٥٠ ألف جندى إسرائيلى حاليا يقفون تحت السلاح.

ثالثا: إن اعتماد المقاومة الفلسطينية حرب التحرير الشعبية منهجا لا يعنى بأى شكل انخراط الجيوش النظامية العربية فى مواجهة مع الجيش الإسرائيلى. لأن مواجهة كتلك تتناقض مع فكرة حرب التحرير الشعبية.

أردت أن أوضح هذه النقطة لمن يوجهون النقد إلى الدول العربية، لأنها لم تنخرط فى مواجهة عسكرية لأن للمواجهات والجيوش النظامية حسابات أخرى، وأى خطأ فى الحسابات وأى انقياد وراء الحماس دون دراسة من شأنه أن ينتج كارثة وأن يعطى الفرصة لإسرائيل ومن ورائها أمريكا لكى تستخدم أسلحة متطورة فى كسر ظهر العرب. كل الدعم يجب أن يتوجه إلى المقاومة الشعبية الفلسطينية طويلة الأجل.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة