صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

حماية الرقعة الزراعية

صالح الصالحي

الأربعاء، 01 نوفمبر 2023 - 09:57 م

وسط كل هذه الأحداث المتلاحقة، التى تحيط بنا من كل صوب وحدب.

ووسط أحداث غزة المتسارعة والمجازر التى تشهدها ليلاً نهاراً بدون رحمة أو إنسانية، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى.. ووسط محاولات مميتة لتنفيذ صفقة القرن، بنقل أهالى غزة إلى سيناء، ورفض رسمى وشعبى مصرى وفلسطينى لهذه المحاولات.

فأى صفقة يتحدثون عنها.. هل هى صفقة من جانب واحد؟! صفقة تريد إسرائيل ومن يقف خلفها فرضها على الأطراف الأخرى بشتى الطرق، حتى تضمن تماماً موت القضية الفلسطينية ووأد الحلم الفلسطينى فى الدولة المستقلة، ومن ثم يحتل الكيان الصهيونى كامل غزة.

وسط كل ذلك وغيرها من الأحداث الإقليمية والدولية..

والتى تحظى بمتابعة دقيقة من الرئيس عبدالفتاح السيسى لم ينشغل الرئيس عن القضايا الداخلية التى تهم المواطنين، حيث عقد اجتماعاً الاثنين الماضى لمناقشة قضية أعتبرها من أهم القضايا المصيرية، التى تركت مهملة لسنوات طويلة دون تدخل حقيقى، حتى جاء الرئيس ووضعها فى بؤرة اهتمامات الدولة.

القضية هى حماية الأراضى الزراعية.

الرئيس اطلع على مستجدات الجهود الرامية لصون وحماية الأراضى الزراعية، على النحو الذى يحفظ حقوق الدولة والشعب.. كما استعرض التحديات التى تواجه الجهات المعنية فى هذا الصدد، وسبل التغلب عليها.

الرئيس أكد على الحكومة ضرورة المتابعة الدقيقة والمستمرة لحماية الأراضى الزراعية.. والتصدى بحزم للممارسات غير القانونية للتعدى عليها.
لماذا الأراضى الزراعية؟!

الزراعة تمثل لمصر المصدر الآمن للإنتاج الغذائى.. فقطاع الزراعة إحدى الركائز الأساسية فى الاقتصاد المصرى، حيث يسهم بما يصل إلى ١١٫٣٪ من إجمالى الناتج المحلى..

ويمثل القطاع الزراعى ما يقدر بحوالى ٢٨٪ من إجمالى الوظائف، وأكثر من ٥٥٪ من العمالة ذات الصلة.. كما أن الزراعة المصدر الرئيسى لتوفير الاحتياجات الأساسية للمصريين من السلع الاستراتيجية كالقمح والأرز والذرة والقطن وغيرها من الخضراوات والفاكهة.

الرقعة الزراعية فى مصر محدودة.. وقد تآكلت بمرور الزمن.. وتقلصت لأسباب عديدة أهمها البناء عليها. فتحولت الأراضى الخصبة الصالحة للزراعة إلى كتل خرسانية.. حيث أوضحت تقارير رسمية أن مصر فقدت خلال ٣٠ عاما أكثر من ٧٦٠ ألف فدان من أخصب أراضيها.

فى الوقت الذى تتكلف فيه الدولة مبالغ طائلة فى استصلاح الأراضى الصحراوية وجعلها صالحة للزراعة.. وبالتأكيد مهما بلغ حجم الإنفاق عليها لن تكون بنفس  كفاءة الأراضى الزراعية الخصبة.

ومن هنا فإن حماية الرقعة الزراعية والحفاظ عليها وصونها من ممارسات ومحاولات التعدى عليها، وتنميتها ضرورة، باعتبارها واجباً وطنياً، للحفاظ على الأمن الغذائى، وتلبية احتياجات المواطنين من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية.. خاصة وسط عالم غير مستقر يموج بالأحداث.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة