عدد من سكان غزة ينتقلون إلى جنوب القطاع  على عربة كارو بعد نفاذ الوقود
عدد من سكان غزة ينتقلون إلى جنوب القطاع على عربة كارو بعد نفاذ الوقود


«التهجير القسرى» جريمة ضد الإنسانية

الخبراء يفضحون مخططات إسرائيل لنزوح الفلسطينيين إلى سيناء

إسلام الراجحي- فاطمة مبروك- أحمد عبيدو

الخميس، 02 نوفمبر 2023 - 08:35 م

أكد عدد من الخبراء الاستراتجيين والقانونيين أن مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى شبه جزيرة سيناء هو مخطط إسرائيلى قديم كشفت عنه وثائق غربية ويعود إلى عشرات السنين وأن إسرائيل تستغل عدوانها الحالى على القطاع للبدء فى تنفيذ هذا المخطط الشيطانى للتخلص من سكان غزة ودفعهم للهجرة منها فى اتجاه الأراضى المصرية .

يقول القاضى الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة فى إحدى دراساته عن « التهجير القسرى جريمة حرب تهدر الشرعية الدولية وتعيد البشرية لشريعة الغاب «  أن بعض المصادر - موقع إخبارى إسرائيلى سيشا ميكوميت (Sicha Mekomit) - كشفت ما اقترحته وزارة الاستخبارات الإسرائيلية فى وثيقة رسمية بنقل سكان قطاع غزة، وعددهم 2.3 مليون نسمة تقريباً ، على هيئة مدن خيامية فى شمال سيناء، وهو ما كشف عنه أيضاً قول جيورا إيلاند رئيس مجلس الأمن القومى الإسرائيلى السابق بأن «إسرائيل بحاجة إلى خلق أزمة إنسانية فى غزة.

وإجبار عشرات الآلاف أو حتى مئات الآلاف على البحث عن ملجأ فى مصر أو الخليج « وهو الاقتراح الذى يمثل عدواناً على السيادة المصرية ومخالفاً للشرعية الدولية وسيؤدى إلى محو الوجود الفلسطينى من سياق التاريخ ، وهو ما يتنبه إليه الفلسطينيون أنفسهم بالذكريات النكباء التى حلت بهم فى عام 1948 حينما أجبر الآلاف منهم على ترك منازلهم دون أن يتمكنوا من خدمة قضيتهم مرة أخرى.

ويضيف الدكتور محمد خفاجى أن أى نقل قسرى لبعض أو كل الفلسطينيين من غزة خارج ديارهم سيشكل فى حقيقته وجوهره انتهاكًا خطيرًا للقانون الإنسانى الدولى ، إذ تحظر المادة (49) من اتفاقية جنيف الرابعة  النقل القسرى الفردى أو الجماعى أو ترحيل الأشخاص المحميين إلى أى دولة أخرى، بغض النظر عن الدافع إليه.

 كما أنه سيشكل انتهاكًا خطيرًا للمادة (2)  من البروتوكول الإضافى الثانى  لاتفاقيات جنيف، الذى يحظر الأمر بتهجير السكان المدنيين أو إجبارهم على النزوح ، وتجدر الإشارة إلى أن الترحيل والنقل القسرى للسكان يعتبر جرائم ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية، التى يجب أن تجرى تحقيقًا نشطًا فى الوضع فى  غزة  وما يجرى فيها . 

من ناحية أخرى .. اكد د.حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية صحة المعلومات التى يتم تداولها فيما يخص بمخطط تهجير إسرائيل لأهالى غزة إلى سيناء ، وأن هذا المخطط بالفعل تم وضعه عام ١٩٧١ مضيفا ان مخططات إسرائيل لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء قديمة من أجل تصفية القضية الفلسطينية وتنفيذ حلمها فى إقامة دولة يهودية كاملة على الأراضى الفلسطينية .

وأوضح  أن احلام إسرائيل اصطدمت بالمواقف المصرية الرافضة تماما لمثل هذه المخططات الشيطانية والتى فكرت فيها إسرائيل مجددا حاليا متذرعة بأحداث ما بعد ٧ اكتوبر ، وهنا ظهر الموقف المصرى واضحًا ورافضًا لهذا المخطط حيث اكد الرئيس السيسى أن السيادة المصرية غير مستباحة والحدود المصرية لا يمكن تجاوزها .

كما أكد عدد من  الخبراء العسكريون أن خطة إسرائيل السرية عام ١٩٧١ والتى كشفت عنها الوثائق البريطانية لتهجير آلاف الفلسطينيين الى مصر لن تحدث و لن تكون على حساب مصر.

وأضافوا أن هذا المخطط الخبيث يتم وفق توجيهات عقائدية لإسرائيل فهى تريد الضفة الغربية والقدس فى اعتقاد أن هذه هى حدود مملكتهم التاريخية ، وأوضحوا أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أجهض هذا المخطط منذ بداية الأحداث وقال بشكل واضح لا لتصفية القضية الفلسطينية ولن تحل على حساب مصر، وأشاروا إلى أن هذا المخطط الخبيث تقدمه إسرائيل إلى أوروبا لأنه حماية لهم من أضرار الهجرة غير الشرعية إلى أراضيهم..والتفاصيل فى السطور التالية .

أكد اللواء د.محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق أن الوثائق البريطانية التى تم الكشف عنها عن خطة إسرائيلية لترحيل آلاف الفلسطينيين إلى سيناء عام ١٩٧١ لن تحدث ولن يكون ذلك على حساب مصر ، فهى تعكس هدفهم الخبيث فهم يريدون ترحيل الفلسطينيين من الضفة الغربية والقدس إلى سيناء حيث إنهم لديهم قناعات دينية وعقائدية بأن أرضهم فى الكتاب المقدس فى صفر التكوين فى الضفة الغربية والقدس وليس لهم أرض على الساحل .

وأضاف أن هذا المخطط الخبيث بدأت ملامح تنفيذه فى عام ٢٠٠٣ عندما أعطى شارون لغزة الحكم الذاتى بدون أى مفاوضات او اتفاقيات لأنها خارج مملكتهم التى يعتقدون بها ، ولذلك ومنذ اليوم الأول للأحداث فى غزة خرج الرئيس عبد الفتاح السيسى بكلمات واضحة وصارمة وهى أن القضية الفلسطينية لن تصفى ولن تحل على حساب مصر وطالبهم إذا كانوا يريدون التهجير فإلى صحراء النقب وليس سيناء لأنه يعى جيداً مخططهم الخبيث.

وأضاف اللواء عادل مسعود الخبير العسكرى أن خطة إسرائيل لها عدة مراحل حيث سعت منذ سنوات وهذه هى المرحلة الأولى إلى بقاء سيناء خالية من السكان ودفع الفلسطينيين للداخل المصرى وهى ما تعمل عليه حالياً تمهيداً لمرحلة ثانية فى المستقبل لابتلاع سيناء وتحقيق حلم إسرائيل الكبرى من النيل للفرات وهو الأمر الذى يقف له بالمرصاد الرئيس عبد الفتاح السيسى لأنه يدرك تماماً المخطط الصهيونى .

وأضاف العميد حاتم صابر خبير مكافحة الإرهاب الدولى أن مخطط إسرائيل القذر كان فى العقود الماضية مجرد جس نبض ولكن الآن انتقل إلى مرحلة ما قبل التنفيذ والدليل على ذلك ما كشفت عنه وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية عن صياغة وزارة حكومية إسرائيلية لمقترح فى وقت الحرب لنقل سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى شبه جزيرة سيناء ويعود تاريخ الوثيقة إلى 13 أكتوبر، أى بعد ستة أيام من عملية طوفان الأقصى وما تلاها من عدوان إسرائيلى على قطاع غزة، ونشرها لأول مرة موقع إسرائيلى محلى وهو أمر مستحيل . 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة