عاصفة على جناح متعب
عاصفة على جناح متعب


محمد سليم شوشة يكتب : عاصفة على جناح متعب: شعرية الاستشراف ... واستنطاق الطبيعة

بوابة أخبار اليوم

السبت، 04 نوفمبر 2023 - 01:19 م

فى هذه التجربة الشعرية المختلفة يميل سيف الرحبى نحو تصوير حال الحرب وهيمنة العنف فى الأرض عبر منظور مغاير وإحساس مثقل بأعباء الاستشراف ومحاولة قراءة ما يلوح  فى أفق الوجود ويغيب وراء جدران المستقبل الشفافة. إنها تجربة شعرية مختلفة كثيرا عما هو سائد فى الشعرية العربية لعدد من المحددات والمؤشرات أبرزها اتساع أفق الرؤية الإنسانية الشاملة التى تجمع بين شيئين أساسيين؛ الطبيعة ووحدة الإنسان وربما وحدة الوجود. والمقابلة بين جمال الطبيعة وعنف الإنسان وتخريبه، بين جمال الجغرافيا والطبيعة من الجبال والبحار والغابات والأشجار والحيوانات وبين ممارسات البشر الدائمة من القتل والكراهية والتفجيرات والعنف.

تلتحم الشعرية فى هذا الخطاب الأدبى المغاير بطاقات جمالية من أجناس وأنواع مختلفة، فنجد أننا أمام حال من الدمج والمزج بين الشعرية التعبيرية وبين السرد الارتحالى أو سرد التجوال والسياحة فى الوجود، بين الحكمة والتأمل الفلسفى وطرح الأسئلة وبين استرجاع الذكريات الفردية والجماعية، بين قفزات الذاكرة نحو الطفولة وآفاقها الملتمعة بالحلم وبين ذكريات أمة كاملة مثل الأمة العمانية التى نعمت بأرض أفريقيا وخصبها سنين طويلة، أو ذاكرة البحر العمانى والطبيعة العمانية بأبعادها الجماعية وانعكاس أنساق حركتها وخصائصها على حركة البشر، متجسدا ذلك فى أنواع معينة من الأشجار أو الحشرات الجبلية أو الصحارى والأفلاج وطقوس الناس وحياة البشر وعاداتهم فى النضال والتربية والحب والغزل. فيتحقق المزج بين الفردى والجماعى وبين الحركة الدائرية فى آفاق الأرض واتجاهاتها وبين العودة إلى نقطة الانطلاق أو المرتكز الأساسى للروح والذاكرة.

إنها تجربة شعرية مغايرة على أكثر من مستوى وجديرة بالتعمق، فهذه النصوص المتصلة المنفصلة فى الوقت نفسه يمكن أن تشكل قصيدة واحدة من مقاطع شعرية كثيرة ومتعددة، من دفقات شعرية متناغمة فى منبعها وروحها التى تنتظم بثها وتضبط درجة انفعالها وعواطفها، وفى الوقت ذاته تختلف أو تتمايز بما يجعلها نصوصا متنوعة، فيمكن استقبالها على النحوين دون إشكال. وإن كنا نميل إلى قراءتها بوصفها نصا واحدا ممتدا متنوع الوحدات الداخلية والفقرات والدفقات الشعرية، فهى أقرب لقصيدة ملحمية طويلة حافلة بالتأمل الفلسفى والتساؤل وتجنح إلى الشعر الملحمى القائم على التجول فى الكون والارتحال عبر وجهاته وفضاءاته. ليتشكل لدينا فى هذا النص الممتد حال ملحمية تتسم بالكونية، إهابها اللغة العربية ولكن تحتها لغة كونية تستند إلى القيم الإنسانية الكلية وروح الإنسان الفرد المعذب بحماقات البشر وتناقضات الحضارة وغرائبها. تتجول هذه النصوص فى الأماكن والفضاءات بمثل ما تتجول فى التجارب البشرية متأملة إياها، وبمثل ما تتجول فى الزمن بين الماضى والحاضر وبطون الكتب وذاكرة البشر والحجر والجبال والتماثيل والطيور والحيوانات. 

تشكل هذه النصوص حالا من الفتنازيا القائمة على تناقض البشر وخرافاتهم الكامنة فى أعماق الحضارة، يلبسون قشرة الحضارة على لحم وعظام وأجساد مسكونة بالبدائية والتوحش والافتراس لبعضهم أو افتراس خيرات الطبيعة وجمالها وتناسقها الأول، فيصبح أثر انفجار البراكين أجمل وأقيم من انفجارات البشر وتوحشهم وجنونهم. ويصبح مستقبل البشر فى عين الشاعر وخيال المستشرف ردة إلى البدائية والأسطورة والانقلاب إلى الماضى السحيق حيث يلتقى الماضى والحاضر ويتوحدان فى حال صادمة للوعى الفردى والجماعى لأمم تصورت أنها جاوزت البدائية وبلغت القمر أو اكتشف أسرار الكون. 

تنطلق الذات الشاعرة الجوّالة فى الكون وهى مثقلة بمشاعر الخذلان بمصادره المتعددة، لتتأمل أركان هذا الوجود، فتنتج خطابا شعريا مفعما بالحركة فى مطاردة للمعنى ومطاردة لعناصر الوجود وسيميائه أو رموزه وكائناته وأشيائه الدالة، فيبدو الشعر مجازفة على مستويى الشكل والمضمون؛ مستوى التعبير والتشكيل اللغوى ومستوى الرؤية والفهم، وهنا يبدو الخطاب الشعرى جانحا نحو شيء من الإجابة والتفسير والتحليل إلى جانب ما يطرح من الأسئلة التى تثقل كاهل ذهن الشاعر ووجدانه، فلا يكون الاكتفاء بالأسئلة على نحو ما يحدث كثيرا حتى لا ينكسر الأفق الشعرى بالوضوح والمباشرة، ولكن هنا لا يخاف الشاعر من تلك الحسابات التقليدية الموروثة وينشئ خطابه بتحرر من قيود الموروث والقوالب الجاهزة، فى أداء شعرى تعبيرى أشبه بنماذج الرسم السريالى والفن التكعيبى أو المدرسة الدادية التى كانت قد هيمنت فى فترة معينة، وليس أدل على هذا النهج الشعرى من التركيز على الأبعاد البصرية والتكوينات الحسية الإدراكية التى يستمدها الخطاب الشعرى من معطيات الأشياء الحسية التى يعبر عنها وفق منظور بصرى واضح وأبعاد تصويرية إدراكية واضحة مثل الأشجار والطيور والجبال والأمطار والسحب والبرق والضباب وضوء الصباح والشمس بدرجاتها المختلفة ولكن مع تركيز على صورة القيظ والشمس الملتهبة فى لقائها برمال الصحراء وأفقها الممتد. صورة الأرخبيلات والبحار والسفن والطرق والمنازل والأسماك والوعول. فيشكل الخطاب الشعرى من هذه السيمياء الكونية الوافدة من كل ركن فى العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا صورا ولوحات ناطقة بالأسئلة والدهشة والغرابة والاستشراق ومكتنزة بالتعجب من عنف البشر وقتلهم الأطفال وإبادتهم لبعضهم فى حروب العرق والقبائل. ومن الطريف أن يبدو الشاعر منفعلا بروح الاستشراف والميل إلى قراءة أفق المستقبل واستشفاف ما وراء جدران الزمن، لنكون هنا أم حال أخرى من الشعرية المفعمة بالحكمة والاستبصار والميل إلى قراءة الغيب والتنقيب فى طرفى الزمن السحيق إلى الوراء أو الأمام، ماضيا ومستقبلا. ومن ذلك ما نجد فى هذا المقطع الشعرى اللافت، حين يقول: 

عما قريب
سيتجول الماموث فى غابته الأثيرة،
تلك التى كانت قبل قليل عمائر شاهقة وأبراجا
قطارات وعربات ومطارات
(مأهولة ببشر بالغى الأناقة والغرور)
وسنصافح (السيكلوب) يدا بيد
وسننام فى أحضان الزواحف وطيور الرخّ
عائلاتنا السحيقة التي
أركها الانقراض قبل الأوان
ها هى على سدّة الكون من جديد
تقود قطار الأزل إلى حتفه الأخير
من غير مواربة ولا خطب رنانة ولا نفير. (عاصفة على جناح متعب، ص29).
والماموث هنا هو الرمز الذى بتفكيكه يطرح النص الشعرى أسراره، فهو حيوان منقرض موغل فى البدائية والقدم قريب من الفيل، وله ظلال أسطورية وتوظيفات عجائبية فى بعض الأحيان، ويستحضره الشاعر هنا ليكون دالا على اندغام طرفى الزمن والتحام الماضى بالمستقبل أو انطباق أحدهما على الآخر إما بارتداد المستقبل إلى الماضى أو العكس، فى نوع من الإشارة إلى النهاية وتصويرها عبر هذه الحال الفنتازيا والعجائبية أو الخرافة التى يشكل ظلالها حضور هذا الحيوان الذى يصبح متجولا فى أرض الجزيرة العربية بعد ارتدادها إلى البدائية، ونهاية ما كان فيها من العمائر والأبراج الشاهقة. وكانت فيها المطارات والقطارات ومأهولة ببشر بالغى الأناقة.

فى هذا المقطع الشعرى المشحون بطاقة هائلة من السخرية الخفية يستشرف الشاعر عبر بصيرة شعرية مصير الترف والرفاهية الآنية فى بلادنا، يستشعر الخطر فى قشرة الحضارة التى أطالت البنيان وشيدت الأبراج وبالغت فى الأناقة دون أن تنشغل كثيرا بالجوهر أو إصلاح القيم الأساسية أو تحقق إنسانية الحضارة. ويبدو النص الشعرى هنا جانحا إلى ذلك السرد الاستشرافى والعجائبى ليعبر عن شيء من عبثية الحياة وحتمية النهاية ويعكس القارّ فى وجدان الإنسان وأعماقه من أساطير قديمة تسكن تحت طبقات اللاوعى عن الدابة العجيبة التى تشير إليها بعض الأديان مع قرب القيامة أو نهاية الكون، وكذلك تلك الصورة عن السيكلوب وهو كائن أسطوري، يمثل رمزا تجتمع فيه عدة روافد، ولقد كان الخطاب الشعرى لسيف الرحبى كاشفا فى توظيفه له عن عمق مرجعياته وإدراكه لدلالات هذا الكائن الأسطورى الذى يمثل مجمعا لثقافات وأساطير عربية ويونانية وتنتمى للأديان السماوية، وهو كائن من العماليق بعين واحدة قادر على أكل البشر، وقد ورد فى ملحمة الأوديسا، ويلتقى فى الوعى الجمعى العربى والإسلامى بما يعرف بالمسيخ الدجال الذى هو أيضا بعين واحدة فى منتصف الجبهة ويفتن البشر ويرتبط ظهوره بنهاية الزمان.

وهكذا ترتكز هذه الشعرية المغايرة على تلك الطاقات السردية الدامجة بين الأسطورة والموروث الشعبى والعجائبى والخرافة ليعبر عن طاقات من اليأس والغضب من البشر وعنفهم وموبقاتهم التى توحى بقرب النهاية أو تدفع المخيلة المفعمة بالبراءة إلى استشراف النهاية لترى فيها خلاصا من كوابيس أفعال البشر. وهذه الطاقات السردية تجعل القيم الدلالية والحالة الفكرية والتأملية مصحوبة بما يدلل عليها أو بما يجعلها نموذجا ماديا ممثلا أو يتم تمثيله فى مشاهد وحكاية وسرد وحركة. والحقيقة أن مصادر الحركة وأشكالها فى النصوص الشعرية لهذا الكتاب متنوعة فى منابعها بين حركة تنتمى للبشر وحركة للحيوان أو عناصر الطبيعة أو لكائنات خرافية وأسطورية ومفترسات، وفى فضاءات وأماكن متنوعة، وكذلك بين حركة تنتمى وتنسب للفرد وللحياة اليومية الهينة أو العادية مثل بعض الأحداث بين الأصدقاء والأهل والعمال ورواد المقهى والفنادق والجبال والأحلام، وحركة تنتمى للجمعى أو للبشر كافة ، وتنسب للنوع دون الفرد أو النموذج المفرد. وهو ما يثرى منابع الحركة وروافدها وبالتالى منابع التشكيل الشعرى عموما.
ويستمر الاستشراف فى خطاب هذا الكتاب الشعري، ليقارب حالا طريفة من الضعف الشمولى والمراحل التاريخية الصعبة أو ما أسماه بالأعوام العجاف، وكأنه يقارب واقعنا بكل ما فيه من التفاصيل حتى تلك اللحظة التى تكتب فيها هذه المقالة وذلك الصراع الذى تشهده منطقتنا. 

صباح هذا اليوم
من أواخر هذه الأعوام العجاف
لا سحب تلوح فى سماء شبه الجزيرة العربية ولا أطياف غيوم
تنظر إلى الأعلى بتضرع وانكسار
حقولٌ مترامية بالوحشة واليباب
كأنما هجرتها الرحمة والأمطار منذ دهور
كأنما لم تعبرها غيوم ووعول
يحدّق الأطفال فى مراياها المشعّة باليأس والنحيب. (عاصفة على جناح متعب، ص28).
وكم هى صورة دالة وصادقة ومدهشة للمتلقى فى صدق تعبيرها عن الراهن عبر مزيج بين الواقعى الراهن والاستشرافى المستقبلي، وفى مزج كذلك بين المباشر الصريح فى ألمه وصدمته وبين الإيحاء والرمز، بين الأوبئة والحروب والصراعات والموت وقتل الأطفال، وحال هؤلاء الأطفال من اليأس وسيطرة الحزن وكأنهم يقرؤون فى المرآة ويرون مستقبلهم، وبين النمط الآخر من الرمز عبر اليباب والجفاف وغياب المطر، بين ما هو عصرى وبين ما هو تراثى فى منابعه وعلاماته الدالة. ومن الجميل شعريا أن تكون هذه الطاقات التعبيرية منتجة بشكل عفوى لأنماط طازجة من التصوير والاستعارات التى تبعد كل البعد عن أى نسبة من الافتعال، وتصبح ابنة الحال الشعرية الضاغطة على الوعى والوجدان والمخيلة وضاغطة على منابع التشكيل اللغوى فى اللاوعى والذاكرة والخبرة المتراكمة ومراكز تكون اللغة العميقة فى الذهن. ويميل الخطاب الشعرى هنا إلى استمداد طاقات السرد الروائى والقصصى أو سرد الرحلات كما هو حاصل فى كثير من كتب سيف الرحبى الشعرية التى هى فى المقام الأول تعكس ذهنية شاعر إنسان له مرجعياته التى تمثل الرحلة والتجول بين الحضارات والبشر أمام مرتكزاتها الأساسية ومنابع تكوينها. والحقيقة أن فكرة التجوال فى المكان والفضاءات والأزمنة لها استراتيجياتها العظيمة التى تحتاج إلى بحث مكثف فى معطياتها ونواتجها، إذ عبر التجوال والسفر والارتحال تتحقق قيمة المقارنة والمقابلة ورصد المفارقات وكشف الاختلافات بين البشر وبين عناصر الطبيعة، ويمكن تتبعها وفق طرح إدراكى يتصل بتنوع المجال والجغرافيا بين الأعلى والأسفل والماء واليابسة والأنهار والبحار والحركة والسكون والموت والميلاد وغيرها من البؤر ونقاط الانطلاق والمنابع التى يكون من أبرز نتائجها تحريك عقل المتلقى فى وجهات ومناطق وأماكن مختلفة وتجعله مهيّأً لاستقبال رسالة الخطاب الشعرى مجسدة فى تكوينات مادية من هذه المنابع المختلفة أو المتنوعة أو المتقابلة، فهو يتحرك فى الماضى بين تاريخ البوذية وفلسفة الأديان وبين تاريخ العمانيين ومناطقهم وأرضهم، وينتقل من آسيا وتاريخها مع الأديان إلى أمريكا اللاتينية وتهيمن عناصر طبيعية معينة لها أثرها أو حضورها الخاص الذى يمكن رصده فى نسق بحثى معين عبر استكشاف الأنماط الأسلوبية والإحصاءات، فنجد مثلا أن للغابة حضورا واسعا ودالا، وتأتى كذلك فى سياقات مختلفة لكل منها نواتجه الجمالية والدلالية المختلفة، وكذلك سيمياء الحيوان والطير والأشجار وعناصر الطبيعة، وكلها لها دلالاتها، وتحتاج إلى بحث تفصيلى كاشف. 

يتقمص الخطاب الشعرى المفعم بحال من الحزن الشفيف روح الشاعر العراف أو المستشرف القادر على قراءة أفق الغيب، ويعبر عن هذا فى تكوين لغوى يتسم بالتدفق والعفوية ويميل إلى طاقات سردية تجعل المتلقى قابضا على الحال المراد تصويرها من البداية إلى النهاية دون أن ينفصل منها برغم غياب العناوين الفرعية أو التقسيمات الداخلية التى تيسر الانتقال من حال إلى أخرى.

ويقترب هذا الخطاب الشعرى من حال الخطابات البصرية الأخرى مثل السينما والرسم والإعلانات ووسائل التواصل الاجتماعى وغيرها، ولكن ذلك يتم عبر استمداد روح هذه الخطابات وجوهرها من الطاقات البصرية والتشكيل الحسى أو المادى بدلا من الإشارة المباشرة إليها وافتعال حال من التفاعل والاشتجار بينها، بأن تنعكس الذهنية المعاصر والحداثية فى الاستخدام والتعبير مباشرة وبانعكاس وتمثيل فنى بدلا من التصريح القولى. 
يقول فى لوحة شعرية أخرى دالة:

كأنما الوباء جرفه مع الراحلين بكثرة هذا العام، عام الأفول الساحق
للبشر والحيوان. (عاصفة على جناح متعب، ص34).

ويصدر الشاعر فى نصوصه هذه عن مقاربة عميقة ومنفعلة بالأوبئة والكوارث الطبيعية التى عاشها البشر فى السنوات الحالية، وبذلك يتماس مع الراهن بكل ما يحمل من الأوجاع وما يثقله من الدهشة والغرابة والخوف من المستقبل والتطلع إلى أفق من الخلاص.

ومن الطريف أن يأتى فى خلاصة وقمة هذا الاستشراف ما يعبر عن الوجع العربى المستمر المتمثل فى فلسطين جرحنا النازف باستمرار، ولكنه هذه المرة يستشرف قرب الخلاص ويستشرف الأمل فى التحرر والانعتاق.

 

اقرأ أيضا| التحالف الوطني يجهز قافلتي مساعدات بالتعاون مع «حياة كريمة» للأشقاء في غزة

وكان شجر الخريف يخاطبك بأن موعدنا المزهر فى العام القادم فى قلب فلسطين. (عاصفة على جناح متعب، ص53).
ومن الجميل أن يكون هناك تنوع لبؤر الخطاب بين ضمائر الغائب والمخاطب/الحاضر، بما يشكل تنوعا إدراكيا فى تشكيل الذوات والشخصيات التى يقاربها الخطاب الشعرى فلا تكون ثابتة عند نمط بعينه أو جامدة على حال كلامية معينة، بل كما رأينا فى بعض الأمثلة بأن يكون الشاعر مخاطبا لذاته أو منسلا من ذاته خارجها ليخاطبها فى نوع من الانقسام أو الخروج عنها لمعاينتها من الخارج وهى فى حال حركتها أو تفاعلها مع عناصر الكون المختلفة من حولها، ليكون للذات الشاعرة فى حضورها داخل الخطاب الشعرى بوصفها شخصية ظلالا مميزة من الحضور المغاير والخارج عن السائد.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة