الثلاثاء، 07 نوفمبر 2023 - 12:08 م

لطالما كان الفن والسياسة وجهان لعملة واحدة، فالفن يعد القوة الناعمة للدولة ومقياس حضاري لمدى تقدم المجتمع وازدهار أبناءه، كما أن الفن لا يعبر عن أزمات المجتمع ومشاكله بل هو مرآة لكل ما يحدث في المجتمع.

لذلك أصبحت رسالة الفنان هامة وعليه أن يعي خطورتها، خاصة في أوقات الأزمات والحروب الداخلية كانت أو الخارجية، خاصة مع قضية "أمة عربية" مثل القضية الفلسطينية.

"بوابة أخبار اليوم" ترصد في هذا التقرير دور الفنانين الذين حملوا قضايا مجتمعهم في أوقات الحروب.

كوكب الشرق "أم كلثوم"

قامت أم كلثوم بمجهود كبير بعد حرب 1967، لصالح الجيش المصري، حيث قدمت عدة حفلات وخصصت أرباحها للمجهود الحربي، الحفلات كانت في محافظات مصر وفي محيط الوطن العربي بل وصلت إلى أوروبا، وبسبب أم كلثوم انتشرت فكرة التبرع بأجر الحفلات للأعمال الخيرية.

عبدالحليم حافظ

كان العندليب عبدالحليم حافظ، من أكثر الأصوات الوطنية التي عبّرت عن أزمات المجتمع وهمومه، وكان صوته معبرًا عن جيل الثورة بأكمله، وبعد حرب 1967 وحتى حرب 1973 قدم العديد من الأغاني الوطنية التي ساهمت في رفع الروح المعنوية للمصريين خلال تلك السنوات العصيبة، مع إقامة حفلات والتبرع بأجرها لصالح المجهود الحربي.

تحية كاريوكا

من الفنانات التي عُرفن بدورهن الوطني، الفنانة تحية كاريوكا، حيث كانت تساعد الفدائيين ضد الاحتلال الإنجليزي عام 1948، كما أنها شاركت في مقاومة العدوان الثلاثي عام 1956.

عادل إمام

مع مرور السنوات، وظهور أزمات مجتمعية كبيرة، مثل الإرهاب المسلح، في سنوات الثمانينيات والتسعينيات، وحدوث أكثر من عملية إرهابية في مصر، وخاصة في مدينة أسيوط، وتهديد إحدى الفرق المسرحية هناك.. لم يهتم الفنان عادل إمام بجماهيرته أو أمانه الشخصي، وذهب لأسيوط ليقدم مسرحيته هناك، ليقدم رسالة واضحة ضد الإرهاب، ولم يكتف بذلك، فاستمر وقدم عدة أفلام تهاجم التطرف الديني، مثل الإرهابي، وطيور الظلام.

نور الشريف

الفنان نور الشريف كان من أكثر الفنانين ثقافة ووعيًا وإدراكاً لقضايا بلده ومجتمعه وجيله، ومن أبرز تلك القضايا قضية فلسطين، فبعد اغتيال ناجي العلي قدم شخصيته في فيلم سينمائي شهير.

ولم يهتم بكل الجدل الذي يثار حوله بسبب تقديم تلك الشخصية، ودفع ثمن تقديم هذا العمل وهوجم كثيرًا بسببه، لكنه كان مهتمًا وواعيًا بتلك القضية، ودفع ثمن اختياره لموقفه.

ومؤخرًا هناك دور مشرف لأغلب الفنانين فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، سواء بالتبرع بأرباح حفلاتهم أو جمع التبرعات والمواقف المعلنة، تبرز دور ووطنية الفنان، سواء في قضايا الداخل أو الخارج.