الثلاثاء، 07 نوفمبر 2023 - 07:26 م

(انا مع حزب الله)، كمقاوم للاحتلال الإسرائيلى لاراضٍ لبنانية، واتذكر انتصاره التاريخى فى حرب تموز٢٠٠٦، وقدرته على طرد الجيش الإسرائيلى من الجنوب فى عملية (الوعد الحق)، كما اطلق عليها يومها، (وضد) سياسات الحزب منذ سيطرته على العاصمة بيروت فى مايو ٢٠٠٨، والتى كانت إيذانًا بدخول الحزب معترك الصراع السياسى والطائفى فى لبنان، مدعوما بقدراته العسكرية التى تفوق الجميع، ومن هذا المنطلق، انتظرت الظهور الاول للسيد حسن نصر الله زعيم الحزب منذ عملية (طوفان الاقصي)، وسط توقعات عالية السقف، بإعلانه دخول الحزب المواجهات، على وقع المجازر التى يتعرض لها الفلسطينيون فى غزة، ولكنه اكتفى بالاعلان عن ان الحزب طرف داعم للفلسطينيين، وليس بديلا عنهم فى الدفاع عن قضيتهم، والتأكيد على دور محورى لحماس فى المعادلة الفلسطينية، وكان الامر محبطا للكثير الذين توقعوا التطبيق الفعلى لمفهوم (وحدة الساحات) للجماعات المقاومة فى المنطقة، خاصة وانه صاحب هذا المصطلح، وهى وفقا لمفهومه وما جاء فى خطابه، الجماعات المرتبطة بايران، وهى الحوثى فى اليمن، والحشد الشعبى فى العراق، وسوريا، وهو بذلك انهى مخاوف جهات كثيرة ايضا، من تحويل المواجهة فى غزة الى حرب اقليمية، تفتح (ابواب الجحيم) على المنطقة بأسرها، تبدأ باندلاع المواجهة بين حزب الله، وثلث القوات الاسرائيلية المحتشدة على الحدود المشتركة مع لبنان، ووصول الامور الى مواجهة مباشرة امريكية إسرائيلية مع ايران، خاصة وان واشنطن عامل مهم فى الحرب على غزة، ولم تخف ان حشودها العسكرية، حاملات الطائرات وحتى الجنود والمستشارين، مرتبط بردع اى دولة فى الاقليم عن دخول المعركة، والذى يحولها الى ( كارثة حقيقية)، فدول الخليج ستتحول بالتبعية الى ساحة مواجهة، كجزء من استهداف طهران للوجود العسكرى الامريكى فيها، صحيح ان حصر المواجهة فى غزة بين فصائل المقاومة واسرائيل امر مؤلم، ولكن الكارثة الحقيقية فى اندلاع حرب اقليمية، ستكون اولى نتاجها دفن القضية الفلسطينية لعقود، فالاولوية بالطبع ستكون لعلاج تداعيات ما بعد تلك المواجهة، وانا لا أدافع هنا عن احد، ولكن اخشى من فوضى عارمة فى المنطقة، ستمس الجميع، ودعونا نركز جهودنا جميعا على وقف العدوان الذى يواجهه الشعب الفلسطينى الصامد، والمقاومة الفلسطينية الباسلة.