الدكتور مصطفى مدبولي
الدكتور مصطفى مدبولي


مدبولي: التنمية طريقنا لحماية أرض الفيروز.. وأهلها أولى بتعميرها

سيناء للمصريين| أبرز رسائل إطلاق المرحلة الثانية للتنمية

ياسمين عبدالحميد

الثلاثاء، 07 نوفمبر 2023 - 07:42 م

رسائل مُهمة عديدة تضمنتها زيارة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إلى محافظة شمال سيناء، برفقة وفد ضخم من الوزراء والإعلاميين والسياسيين، لإعلان قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإطلاق المرحلة الثانية من تنمية وتعمير أرض الفيروز، وهى الزيارة التى تتزامن مع تصاعد وتيرة العنف الإسرائيلى  ضد سكان قطاع غزة، وانتشار الأحاديث الإسرائيلية الخبيثة عن مشروعات التهجير القسرى للفلسطينيين إلى الحدود المصرية، لتؤكد الدولة المصرية عبر هذه الزيارة، حضورها القوى فى منطقة سيناء بالكامل، ورفضها القاطع لمشروع التهجير الشيطانى، واعتباره تصفية للقضية الفلسطينية. 

◄ برلمانيون: قرار «عظيم».. وإعلان برفض «التهجير»

◄ خبراء: الزيارة أكدت أن مصر لن تفرط أبدًا فى حبة رمل واحدة من أرضها

زيارة رئيس الوزراء إلى شمال سيناء، تضمنت عقد لقاء موسع مع شيوخ وعواقل سيناء بمقر الكتيبة 101 بمدينة العريش، بحضور عدد من قادة القوات المسلحة، ونخبة من الإعلاميين والفنانين، واللواء محمد عبد الفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، وشيوخ وعواقل قبائل سيناء، وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة، كما ألقى مدبولى كلمة من أمام معبر رفح البرى، وتفقد العديد من المشروعات التنموية بالمحافظة، حيث شدد على أنه تم تنفيذ مشروعات فى سيناء خلال عشر سنوات بأكثر من 600 مليار جنيه، لافتًا إلى أن نصف المبلغ تم إنفاقه فى شمال سيناء، مشيرًا إلى الوصول بحجم محطات تحلية المياه فى شمال سيناء إلى نصف مليون م3/يوم، مؤكدًا أن الرؤية الموجودة حاليًا تشمل كل مناحى الحياة فى شمال سيناء، وستكون من أفضل المناطق على مستوى الجمهورية فى كل شىء، مُشددًا على أن الخطة المُستهدف تنفيذها فى شمال سيناء خلال خمس سنوات ستكون فى 6 مراكز بالمحافظة بتكلفة 363 مليار جنيه، مؤكدًا أن القرار الرئاسى فى هذا الشأن ينص على أن من يقوم بتنفيذ مشروعات تنمية وإعادة إعمار شمال سيناء هم أهالى شمال سيناء، وهم من لهم الأولوية، ويقع عليهم عبء التنفيذ، وقال: «نحن كدولة سنوفر التمويل اللازم وسنُساعد بكل اللوجستيات المُمكنة».

◄ مشروع وطني
وذكّر مدبولى، بأن الرئيس السيسي، أعطى فى فبراير الماضى، عقب الانتهاء بصورة كبيرة من الإرهاب، وتطهير الأراضى من العبوات المزروعة فى هذه المناطق، إشارة البدء لإطلاق خطة التطوير الاستراتيجى لتنمية شمال سيناء، لتستكمل الدولة إعادة خطة التطوير الاستراتيجى بشمال سيناء بالتنسيق مع الوزارات والهيئات والجهات المعنية ومحافظة شمال سيناء، وقال إن الرئيس أكد مرارًا خلال الفترة الأخيرة أن مصر لن تسمح أبدًا بحل أو تصفية قضايا إقليمية على حسابها، وهذه رسالة مهمة أردت التأكيد عليها، لافتًا إلى أنه لتأمين أى مكان من أطماع الطامعين لن يكون فقط من خلال وضع أقوى الجيوش وأكثرها تنظيمًا وتسليحًا، فهذا لا يغنى عن التنمية، فالأمر الذى يحمى أى مكان من الإرهاب يكون عن طريق تنميته وإشغاله وتعميره حتى لا يستطيع أى أحد أو يفكر بأحلامه أن يكون هذا المكان مطمعاً له.

◄ رسالة قوية
الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، قال إن مصر تريد تأكيد حضورها بعمق فى ملف «سيناء - غزة»، والبناء على مواقفها التى أعلنتها بعد المُباحثات التى تمت فى القاهرة مع بايدن وماكرون والملك عبدالله الثاني، ومؤتمر القاهرة للسلام، والتأكيد على «حل الدولتين»، وفق قرارات الشرعية الدولية، مُشددًا على أن رسالة مصر واضحة إلى «الأطراف العابثة» التى تطرح مشروعات تهجير الفلسطينيين من غزة، وتريد أن تقول «إذا لم تغلقوا ملف التهجير سنُغلقه نحن»، ولفت إلى أن خُطط الدولة للتنمية جيدة للغاية، وأن تدشين المرحلة الثانية لإعمار سيناء يعكس اهتمام الدولة بها، ضمن المشروع القومى لتنمية سيناء 2030، وهو مشروع مصرى ووطنى يلغى أى مشاريع أو مطامع أخرى تستهدف هذه المنطقة.

◄ اقرأ أيضًا | عضو بالشيوخ يكشف أهمية لقاء الرئيس مع مدير المخابرات الأمريكية

◄ جزء من الوطن
الدكتور أشرف سنجر، أستاذ العلاقات الدولية، عضو المجلس المصرى للشؤون الخارجية، شدد على أن زيارة رئيس مجلس الوزراء إلى شمال سيناء، جاءت بمثابة تأكيد لما ذكره الرئيس السيسى، فى مواجهة كل المشروعات الرديئة لتهجير الفلسطينيين، والتى قُدمت فى ظل الضرب المُبرح من آلة عسكرية ضخمة تجاوزت حدود الدفاع عن النفس وقتلت الأبرياء والنساء والأطفال فى غزة، مضيفًا أن مخطط التهجير تم رفضه بشكل قاطع، وزيارة رئيس الوزراء تؤكد أن سيناء جزء عزيز من الوطن لن يُسمح أبدًا بالمساس به، لافتًا إلى أن أرض الفيروز عانت من الإهمال لعقود طويلة، لكن منذ تولى الرئيس السيسى أصبحنا نرى ونلمس اهتمامًا بالغًا بتطوير هذه البقعة الطاهرة من أرض مصر تزامنًا مع مواجهة الجماعات الإرهابية والقضاء عليها، مُضيفًا أن تواجد رئيس الوزراء بالعريش يؤكد سيادة مصر على كامل القطر المصرى، رغم الأزمات المُلمة بدول الجوار، حيث جاءت تلك الزيارة فى توقيت مهم، لتؤكد أن مصر تتابع عن كثب مدى تقدم المشروعات، وكل ما تحتاجه سيناء للتعمير والتنمية والرخاء.

◄ أكبر ضمانة
من جانبه، قال الدكتور عاطف السعداوى، الخبير بمركز الأهرام للدراسات، إن مصر بدأت الرد عمليًا على تداعيات أزمة غزة ومشروعات التهجير بنقلها لصلاة الجمعة تلفزيونيًا من جنوب سيناء، ثم بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، الاصطفاف العسكرى بالسويس، وأخيرًا زيارة رئيس الوزراء إلى شمال سيناء لإطلاق المرحلة الثانية لتعميرها وتنميتها، مُضيفًا أن مصر تتحرك الآن بشكل مُباشر من أرض شمال سيناء، لتؤكد عدة ثوابت أبرزها أن سيناء ستظل مصرية وللمصريين فقط، وأنها لن تستقبل أى مواطن فلسطينى كلاجئ، وأنها ترفض بشكل قاطع وجذرى، تهجير الفلسطينيين من غزة إلى أرض سيناء، مُشيرًا إلى أن تنمية سيناء اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا هو الضمانة الأعظم لتحصينها من أى مشروعات استعمارية أو تخريبية تستهدفها.

وشدد الخبير السياسي، على أن دور مصر فى القضية الفلسطينية هو دور قدرى وتاريخى، لا يُمكن التقليل منه مُطلقًا، فالمتنفس الوحيد لقطاع غزة من خلال معبر رفح، ومصر لديها اتصالات عميقة وتاريخية مع كافة الأطراف والقوى فى فلسطين وإسرائيل.

◄ سلام.. لا تصفية
الخبير السياسى، محمد فتحى الشريف، مُدير مركز العرب للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أشار إلى أن كلمة رئيس الوزراء من سيناء، حملت العديد من الرسائل أبرزها أن مصر لن تُفرط أبدًا فى حبة رمل واحدة من أرضها، وأن الدولة المصرية لا تريد حربا فى المنطقة لأن جميع المتحاربين خاسرين، حيث إن زيارة مدبولى لسيناء جاءت لتقول إن «السلام هو الحل»، وأن مصر لن تقبل بتصفية القضية الفلسطينية على حسابها، لافتًا إلى أن الفترة المُقبلة ستشهد تنمية كبيرة بسيناء للحفاظ عليها من أى مُخططات، موضحًا أن أرض سيناء الغالية مُستهدفة دائمًا، والحل الأمثل لمواجهة ذلك هو العمل الجاد الذى يُحافظ على أمن واستقرار سيناء ضد أى اعتداء.

◄ مركز للعمران
النائب عادل عبدالفضيل، رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، أشاد بقرار الرئيس السيسي، بإطلاق المرحلة الثانية من تنمية سيناء، واصفًا إياه بـ«العظيم»، مُشيرًا إلى أنه أثلج صدور ملايين المصريين، مُعتبرًا ذلك تحولًا جديدًا فى جعل سيناء آمنة مُستقرة تزدهر فيها حركة البناء والتعمير، مُشيرًا إلى أن العمل الحقيقى لتنمية سيناء بدأ فى عهد الرئيس السيسى، بإعلان قراره الاستراتيجى بإطلاق المشروع القومى لتنمية سيناء جنبًا إلى جنب مع مواجهة الإرهاب فى 2014، وأثنى على كلمة رئيس الوزراء، والتى استعرض فيها محاور خطة التطوير الاستراتيجى لتحقيق التنمية المُتكاملة بشمال سيناء، والمُقرر تنفيذها لتحويل مناطق سيناء لأماكن جاذبة تستغل كل مقوماتها فى السياحة والاستثمار، وهو ما يعد تحولًا جديدًاً فى جعل سيناء آمنة مُستقرة فيها تزدهر حركة البناء والتعمير.

أضاف، أن رؤية الدولة المصرية تستهدف جعل شمال سيناء مركزًا عمرانيًا وصناعيًا وتجاريًا وزراعيًا وسياحيًا كبيرًا، وتحرص على منح جميع الحوافز الممكنة لتشجيع الاستثمار، وخدمة أهالى شمال سيناء، مؤكدًا أنه لا تنمية حقيقية دون مشروعات اقتصادية كبرى، وأن الدولة تسعى لاستقطاب مشروعات ضخمة تجعل من هذه المنطقة نقطة جذب للاستثمارات العالمية، مشددًا على أن إطلاق المرحلة الثانية من تعمير سيناء رسالة واضحة للعالم بأن مصر لن تسمح بأن يتم فرض أى مخططات عليها، وأن تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث، وفى كل الأحوال لن يحدث على حساب مصر أبدًا.

◄ الجمهورية الجديدة
النائبة نيفين حمدى، عضوة لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، أكدت أن القيادة السياسية الرشيدة، تبنت خلال السنوات العشرة الأخيرة، رؤية وطنية متعددة الأبعاد لتنمية سيناء باعتبارها قضية أمن قومى لا مجال للتهاون بشأنها، وترتكز رؤية واستراتيجية القيادة السياسية على تنفيذ عدد من المشروعات التنموية والعمرانية والخدمية والاستثمارية العملاقة فى شتى المجالات، وهى المشروعات التى تُحقق الرفاهية والرخاء لأهاليها، لتصبح عبورًا حقيقيًا نحو الجمهورية الجديدة، لافتة إلى أن الدولة المصرية خلال السنوات العشرة الماضية وضعت خططا واسعة لتنمية البنية التحتية بسيناء، وركزت على المشروعات القومية الكبرى للاستفادة من كافة المقومات التى تتمتع بها واستغلالها بالشكل الأمثل، فضلًا عن جعلها امتدادًا طبيعيًا لوادى النيل عبر ربطها بمدن القناة والدلتا، بما يحقق هدف تعميرها بعد تأمينها، والقضاء على بؤر الإرهاب، وتوفير الحياة الكريمة لأهلها. وعن الرسالة التى بعثت بها القيادة السياسية من سيناء خلال زيارة رئيس الوزراء، قالت إنها رسالة طمأنة للمصريين وللعالم كله، ولأهالى سيناء خصوصًا، مفادها أنه لا يُمكن أن نفرط فى حبة رمل واحدة من تراب الوطن، ولو كلفنا ذلك أروحنا، وأن المصريين جميعًا يقفون صفًا واحدًا خلف قيادتهم ممثلة فى الرئيس السيسى لثقتهم التامة وغير المحدودة فى سياسته داخليًا وخارجيًا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة