سعيد الخولى
سعيد الخولى


كلمة والسلام

من ترامب لبايدن ياقلب لاتعجب!

سعيد الخولي

الثلاثاء، 07 نوفمبر 2023 - 08:17 م

بمناسبة سياسته المتطرفة تجاه الفلسطينيين مع إسرائيل وإطلاق يدها في البطش والإجرام ـ يخطئ من يظن أن بايدن بموقفه من غزة ومجازر إسرائيل فيها يفعل ما لم يفعله غيره من قادة أمريكا،إنه فقط حلقة واضحة منهم وليس بدعة بينهم، ولنتذكر تصريح سلفه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بعد خسارته للانتخابات أمام بايدن نفسه الذى أعلن فيه ، أن بامكانه بسهولة أن يصبح رئيسا لحكومة إسرائيل، وأن الشعب اليهودى فى الولايات المتحدة يجب أن يكون أكثر تقديرا لما فعله لمصلحة إسرائيل.

لقد كتب ترامب: «لم يفعل أى رئيس (أمريكى) لإسرائيل أكثر مما فعلته.. من المدهش إلى حد ما، أن الإنجيليين الرائعين لدينا يقدرون هذا الأمر أكثر بكثير من أتباع الديانة اليهودية، وخاصة أولئك الذين يعيشون فى الولايات المتحدة».

بل استمرأ مدح نفسه والتعبير عما قدمه لإسرائيل وأضاف: «يمكننى بسهولة أن أكون رئيسا لوزراء إسرائيل».

ولم يكن ماكتبه ترامب فقط مجرد محاولة للعيش في الأضواء بل هو تعبير حقيقى عن العقيدة الأنجلو صهيونية، فللحكاية جذور تبدأ منذ أواخر القرن التاسع عشر حيث تحالفت الصهيونية اليهودية مع النزعة الكنسية الكاثوليكية والبروتستانتية للاستيلاء على القدس الشريف.

وكانت الأساطير اللاهوتية التوراتية هي المحرك الأساسي لهذه النزعة الاستعمارية.وهى نزعة ترجع إلى ماقبل مئات السنين وتحركت على أساسها الحملات الصليبية في القرون الوسطى فتحت دعاوى تخليص قبر المسيح ودخول الأرض المقدسة التي تفيض عسلا ولبنا عملت الكاثوليكية في فرنسا على تحفيز أمراء الإقطاع الأوروبيين الذين كانت أوروبا تعاني من خلافاتهم  نذاك على دخول الأرض المقدسة وتخليصها من أيدى المسلمين. بل كانت الأساطير اللاهوتية التوراتية هي المحرك الأساسي لكرستوفر كولمبوس الذي أقنع وأوهم ملكي اسبانيا بأن الطريق لتحرير القدس والاستيلاء على قبر المسيح سيتحقق من إسبانيا. مستشهدا بنبوءة أحد القديسين ويدعى بيير (ان حملة ستخرج من اسبانيا تقوم باعادة بناء الضريح المقدس للمسيح فوق جبل صهيون).

اما البروتستانتية فقد تحالفت بكليتها مع الصهيونية اليهودية حيث أصدر مؤسسها مارتن لوثر كتابه (المسيح يهوديا) ضمنه أفكارا من قبيل أن الرب وهب الأرض المقدسة لإبراهيم وذريته من إسحاق. وأن عودة المسيح ليحكم ألف سنة سعيدة مرتبطة بحشر اليهود في فلسطين وإعادة بناء الهيكل، وهكذا تلاقت احلام الصهيونية اليهودية التوراتية بدخول الأرض المقدسة مع الأطماع الاستعمارية الغربية.

لذلك فإذا انتقلنا للعصر الحالي نجد أنه فى عام 1970 صدر في أمريكا كتاب ” كوكب الأرض العظيم والأخير” للكاتب التوارتى الأمريكى “هال ليندسى « الذى جاء فيه: أن دولة إسرائيل هي الخط التاريخي لمُعظم أحداث الحاضر والمستقبل، وأننا نركض نحو الأيام الأخيرة حيث سيجتمع أعداء إسرائيل من مختلف شعوب الأرض في هرمجيدون وتقوم المعركة الكبرى.»

إن عشرات القنوات الإعلامية اللامعة والتي يتم بثها يوميا بعدد لا نهائي من الساعات ويصل بثها إلى الملايين من الأمريكيين والعالم، ويُقدمها رجال دين وسياسة ويدعمها رجال أعمال، كلها تصب في نفس الهدف، ترسيخ المفاهيم عن نهاية العالم وإسرائيل وهرمجيدون في عقول شعوب الأرض عامة والشعب الأمريكي خاصة، وهاهو كينين كوبلاند أحد كبار المؤمنين بذلك ويصل برنامجه إلى الملايين من الشعب الأمريكي يقول:»إن الله أقام إسرائيل..

إننا نشاهد الله يتحرك من أجل إسرائيل..إنه لوقت رائع أن نبدأ دعم حكومتنا مادامت تدعم إسرائيل..إنه لوقت رائع أن نُشعر الله بمدى تقديرنا إلى جذور إبراهيم».

قد يمكننا ربط كل ذلك بموقف أمريكا وأوروبا من أحداث غزة الحالية فتدعى كل دولة أن لها ضحايا وأسرى لدى الفلسطينيين ويصرح وزير خارجية أمريكا فى تل أبيب بأنه حضر إليهم كيهودى، كل ذلك يكمل بقية المشهد القديم.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة