الثلاثاء، 07 نوفمبر 2023 - 09:15 م

في افتتاح فعاليات الملتقى الدولي للصناعة أواخر أكتوبر الماضي ، طلب الرئيس عبد الفتاح السيسي زيادة « المكون المحلي « في الصناعات المصرية ، معرباً عن تمنياته وصول بعض الصناعات ليكون 90 أو 100%.

والمكون المحلى هو مفتاح الحل لأزمة الدولار ، وكبح جماح الواردات وتعظيم المكون المحلي ، وضخ دماء جديدة في عروق المنتجات المصرية ، ووضع حلول جذرية لمشكلة سعر الدولار ، الذي لا يعبر بأي حال عن سعره الحقيقي في مواجهة الجنيه المصري ، وبالقواعد العادلة فلن يتجاوز 25 جنيهاً  .
نحن   مثلاً  لدينا اكتفاء ذاتي في الدواجن والبيض ، ولكننا نستورد الذرة وفول الصويا بحوالي 6 مليارات دولار في العام ، ولو نجحت العقول المصرية الخلاقة في إنتاج العلف محلياً أو إيجاد بدائل من زراعات مصرية  لتمكنا من سد فجوة دولارية واسعة   .

وفي 15 ديسمبر 2015 وأثناء تجهيزات محطات معالجة المياه وجه الرئيس بدخول رجال الصناعة والشركات لتعظيم المكون المحلي ، طالما سندخل في برامج ضخمة بمستوى عالٍ ومحطات معالجة كبيرة تتطلب تعظيم المكون المحلي ، وقال الرئيس أن السنوات القادمة ستشهد فرصة كبيرة لعمل منتجات تحتاجها خطة التنمية  .

لا أزعم أنني امتلك خبرة رجال الاقتصاد والصناعة ، ولكني أرى أن تعظيم فكرة « المكون المحلي « تحتاج أفكاراً ومقترحات إبداعية، وأن تعقد لها ورش العمل في الجهات المختصة ، وأن تدرج ضمن الخطط المستقبلية ، حتى يمكن التعامل مع أزمات سعر الصرف بالإمكانيات الكبيرة للاقتصاد المصري  .
وأن تتحول توجيهات الرئيس في هذا الشأن إلى برنامج عمل  :

ففي 21 مارس 2021، عقد الرئيس اجتماعاً مع كبار المسئولين في الدولة طلب فيه «تحقيق طفرة صناعية شاملة، بهدف الاعتماد على الإنتاج المحلي وخفض الواردات وتقليل استخدام العملة الأجنبية في «الاستيراد».

ووجه الرئيس بتعزيز جهود التصنيع المحلي وتوظيف التكنولوجيا ، بهدف تلبية احتياجات السوق المحلي في ظل المتطلبات الإنتاجية المتزايدة للمشروعات القومية  .

لا أزعم أنني امتلك خبرات رجال الاقتصاد والصناعة ، ولكني أرى أن « اللعب بالدولار « ، سبباً مهماً في تقلباته الحادة، حتى لو كانت الواردات المصرية ضعف الصادرات أو أكثر، فالفجوة يمكن تقليلها سنوياً بتعظيم المكون المحلي، وتقليل حجم مستلزمات الإنتاج المستوردة   .

مثلاً : سمعت من وزير التموين الدكتور علي مصيلحي منذ عدة شهور، أنه تجرى دراسة إنتاج الخبز من البطاطا، وأنها من حيث المذاق والأراضي الصالحة لزراعتها متوافرة تماماً في مصر، ولكن الأمر يحتاج دراسة دقيقة ومتأنية.. ولو حدث ذلك لامكن توفير بعض المليارات في شراء القمح   .

 وقال الرئيس أثناء حديثه مع رئيس « مصنع فيوتك « مايو الماضي، «ادعمك» إذا وصل المنتج المحلي في معدات الإضاءة الذكية الموفرة للطاقة إلى 90% أو 100%، وفي حال الاستطاعة بالوصول إلى مكون محلي كامل أو شبه كامل ، سيرتب على ذلك عدم وجود أعباء على الدولة .