أطفال غزة يعانون من تداعيات الحرب على الصعيدين النفسي والاجتماعي
أطفال غزة يعانون من تداعيات الحرب على الصعيدين النفسي والاجتماعي


أطفال غزة يعانون من تداعيات الحرب على الصعيدين النفسي والاجتماعي

إسراء ممدوح

الثلاثاء، 07 نوفمبر 2023 - 11:42 م

عانى الأطفال في قطاع غزة على الصعيدين النفسي والاجتماعي بشكل كبير عقب الحرب الأخيرة التي اندلعت في 7 أكتوبر الماضي، وعاش هؤلاء الأطفال تحت ظلال قصف متواصل ومُرعب، وكانوا شهودًا على رحيل أحبائهم وانهيار أُسرهم، حتى نُزعوا من بيئتهم الطبيعية ومن مدارسهم في وسط هذا الصراع، لتترك هذه الحرب آثارًا سلبية عميقة على نفوسهم الصغيرة.

حتى الألعاب والأنشطة التي كانوا يستمتعون بها أطفال غزة تم استبدالها بأوقات الرعب والتوتر، ليعيشون اليوم في جو من القلق والخوف الدائم، كما أنه تسبّب انقطاع الكهرباء والمياه ونقص الإمدادات الأساسية، في زيادة صعوبة الحياة اليومية لهؤلاء الأطفال وعائلاتهم.

ويتعرض أطفال قطاع غزة، الذين يعيشون في ظروف استثنائية وصعبة جراء هذه الحرب، لمشاكل نفسية كبيرة، حيث تغيّر نمط نومهم بشكل جذري، ويصعب عليهم النوم بسبب أجواء الرعب والقلق الذي يعيشون فيه لتزيد من وحشة لياليهم.


بسبب الحرب.. 30% من أطفال غزة ستلازمهم الأمراض النفسية طيلة حياتهم 

ويواجه أطفال غزة أيضًا مشاكل تتعلق بالتغذية، ويرفض بعضهم تناول الطعام تمامًا، مما يؤدي إلى فقدان الوزن واضطرابات في النمو أكثر، ويصبحون أكثر عرضة للغضب والاكتئاب، ويعانون من العزل الاجتماعي، حسبما أفادت وكالة "رويترز".

وبحسب تقارير مركز الإحصاء الفلسطيني، يشكل الأطفال في غزة حوالي 60% من السكان، في حين يعانى 30% من أمراض نفسية سوف تلازمهم طيلة فترة حياتهم .

كما يعاني هؤلاء الأطفال من أعراض صدمة شديدة، بسبب مشاهد القتل والدمار التي يَرونها كل لحظة  وكل يوم، وذلك حسبما أفادت صحيفة "الجارديان" البريطانية. 

ومع استمرار الحرب على غزة، يتعرض المراهقون أيضًا لاضطرابات في سلوكهم، بسبب الأوضاع التي أُجبروا عليها، مما يؤثر هذا بشكل سلبي على تطورهم النفسي والاجتماعي.

حُرم أطفال غزة من راحة النوم منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر المنصرم، وأصبحوا يخشون من إغلاق أعينهم، خوفًا من أن يأتي صاروخ مدمر يطيح بأسقف بيوتهم أو المكان الذي يعيشون فيه.


أطباء فلسطينيين: الصدمات النفسية تُرافق أطفال غزة بسبب الحرب

وقال أطباء في فلسطين في ذلك السياق، "إن الأطفال بدأوا يعانون من أعراض خطيرة مرتبطة بصدمات نفسية شديدة، مثل التشنجات والتبول في الفراش، والخوف الشديد، والسلوك العدواني، والعصبية، وترابطهم بوالديهم لا يفارقونهم، وأكدوا أن هذه السلوكيات توضح الآثار النفسية والعاطفية القاسية التي يتعرضون لها نتيجة للحرب المستمرة على القطاع.

وقبل تصاعد العنف الأخير، كان ثلث الأطفال في غزة بالفعل في حاجة إلى دعم نفسي بسبب التوترات والصدمات النفسية المرتبطة بالنزاعات السابقة، إلا أن هذه الحاجة ازدادت بشكل كبير جراء الأحداث الأخيرة أيضًا، مما أدى إلى زيادة حادة في احتياجات الأطفال إلى خدمات الصحة النفسية والدعم الاجتماعي.

وأشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، إلى أن كل طفل تقريبًا في غزة يتعرض لأحداث مؤلمة جدًا، بما في ذلك الدمار والهجمات المستمرة، والنزوح، ونقص شديد في الاحتياجات الأساسية مثل الدواء والمياه والغذاء والكهرباء.

فبعد مرور شهر على الحرب، انقلبت حياة هؤلاء الأطفال رأسًا على عقب، ومنهم من فقد عائلته وأصبح وحيدًا وحُرم من الأمان العاطفي والأسري بعد غياب أحد والديه أو كلاهما وكذلك اخوته وأقربائه، وشهد معظم الأطفال مأساة النزوح مع أهاليهم، تاركين وراءهم ألعابهم وذكرياتهم الجميلة، واضطروا للبقاء في مدارس اللجوء المؤقتة أو المستشفيات المكتظة بالجرحى أو في منازل أقربائهم أو حتى في خيام إيواء تحت ظلام الليل في العراء، يبحثون عن شظايا أمان تكون غالبًا مفقودة في أي مكان داخل هذا القطاع المحاصر.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة