الأربعاء، 08 نوفمبر 2023 - 02:26 ص

كتب فتحي البيومي

لم يك حب وعشق أسرة محمد علي لهذه المدينة مجرد كلمات كتبها التاريخ عنها، بل كانت أسطورة عشق شهدت على مولد الكثير من بطولات أبناء هذه المدينة الباسلة، فعشقهم لها بدأ من رغبة الخديوي إسماعيل لانشائها وزيارته لباريس ورغبته في بناء مدينة مصرية تشبه عاصمة النور الفرنسية " باريس" في كل شئ من مبانى وتخطيط الشوارع والطرقات، وساعده في ذلك الشركة الفرنسية التى تولت حفر قناة السويس تحت قيادة الدبلوماسي الفرنسي فيرناند دي لسبس، وتوالى عشق هذه المدينة الباسلة "الإسماعيلية" وتوارثته أسرة محمد على بداية من الخديوي إسماعيل وحتى الملك فاروق، فقد كان فاروق يحرص دوما على زيارة الإسماعيلية والتنزه في شوارعها وضواحيها، ويتمتع بهواء طرقاتها النقي .

نزهة الملك فاروق والإسماعيلية المفضلة إليه .
وعن حب الملك فاروق للإسماعيلية يقول الباحث والمؤرخ "أحمد فيصل" رغم أن الملك فاروق الذي تعرفه شوارع أوروبا ويعرفها جيدا، والذي زار وتنزه في العديد من الدول العالمية، إلا أنه كان يكن بداخله لمدينة الإسماعيلية معزة خاصة حيث كان يحرص دوما من آن لآخر بقضاء عطلة بمدينة الإسماعيلية، حيث كان يراها مدينة تضاهى المدن الفرنسية والعالمية في جمالها، وكان يستمتع بقيادة سيارته بنفسه ليتمتع بجمال الشوارع والتنزه في حدائق الإسماعيلية وكان له استراحة خاصة في منطقة نمرة ٦ " قصر الملك فاروق" كان يقضى بها سهراته ليختتم بها نزهة يوم كامل ترى فيه عيناه كل شوارع الإسماعيلية ويستنشق هواءها النقي.

اقرأ أيضا| انطلاق الندوة التعريفية «المرأة تقود» بقصر ثقافة الإسماعيلية

حادث الملك فاروق في مدينة القصاصين بالإسماعيلية.
وعن الحادث الذي تعرض له الملك فاروق بالإسماعيلية يقول "فيصل" لقد كان الملك فاروق يمتلك سيارة مرسيدس أهداها له "هتلر" بمناسبه زفافه، وكان دوما يحب قيادة هذه السيارة بنفسه، وفي عصر يوم ١٥ نوفمبر ١٩٤٣ تعرض الملك فاروق لاصطدام سيارته التى كان يقودها بسيارة مقطورة عسكرية إنجليزية وكان عائدا من رحلة صيد "بط" قرب مدينة الإسماعيلية، ووقع هذا الحادث أمان بوابة معسكر المنشآت الهندسية رقم ١٤٠، وكاد الحادث أن يؤدي بحياة الملك فاروق الذي كان يردد حينها " يارب عفوك، يارب عفوك " وعلى الفور تم نقله داخل المعسكر لإسعافه، ولكنه قال: لا أريد شيئا من هؤلاء " بعد انصراف الطبيب الإنجليزي" وفهم المرافقون المغزى من كلام الملك فاروق، وحملته السيارة الملكية إلى المشفى العسكري القريب من مدينة القصاصين ، وقامت الطبيبة الانجليزية بفحص الصدر والبطن، وأشار الملك الى موضع الالم وقال : عندي كسر في عظمة الحوض أسفل البطن.

نقل الملك فاروق لمشفى نمرة ٦ وسعادته بالطاقم المصري بالمشفى.
ويضيف "فيصل" بعد ذلك تم نقل الملك فاروق إلى مستشفى نمرة ٦ *مستشفى هيئة قناة السويس " حاليا، ورغم المه الشديد كان سعيدا حينما شاهد ضباطا وجنودا مصريين من الجيش المرابط في المنطقة ، وقد أسرعوا من تلقاء انفسهم واحاطوا بالمستشفى لحراسته ، وتم إبلاغ القصر الملكي وحضر الجراح على ابراهيم باشا بالطائرة من القاهرة ، وكان أحد كبار الجراحين الانجليز قد عرض اجراء العملية بصفة عاجلة ، ولكن الملك فضل انتظار الجراح المصري رغم خطورة إصابته.
ويضيف "فيصل" لقد عشق فروق الأول الإسماعيلية عشقا يفوق عشقه للمدن العالمية ورغم سفراته العديدة للنزهة والعمل إلا أنه كان يكن للإسماعيلية مكانة خاصة تجعله يعود إليها كلما تركها واشتاق إليها.