محمد الشماع
محمد الشماع


قريباً من السياسة

رعونة ليست فى مكانها

محمد الشماع

الأربعاء، 08 نوفمبر 2023 - 08:36 م

التهديد الإسرائيلى باستخدام السلاح النووى ليس فى مكانه ولا فى توقيته وقد فعلتها إسرائيل إبان هزيمتها فى أكتوبر ١٩٧٣ وذلك للضغط وابتزاز الولايات المتحدة الأمريكية وقد نجحت فى ذلك. وها هى تكرر نفس اللعبة ولكن هذه المرة دون مبررات منطقية، فلا توجد أمامها جيوش نظامية ولا طائرات قاذفة ولا صواريخ ثقيلة، إنما هى فزاعات الروح القتالية التى استيقظت فى نفوس المقاتلين الفلسطينيين.

وللتوضيح فإن المواجهة بين الكيان الصهيونى وبين جزء محدود من الشعب الفلسطينى إذ إن معظم الفلسطينيين يقيمون فى الضفة الغربية وهى جبهة اكتفت بمظاهرات التأييد وبيانات الاستنكار، لكنها لم تأخذ خطوات قتالية، وبذلك فإن الأزمة التى تصرخ منها إسرائيل هى مع جزء من الشعب الفلسطينى فى حرب عمرها شهر واحد وها هى إسرائيل تهدد باستخدام السلاح النووى دون مبرر مما يؤكد أنها جعجعة إسرائيلية نعرفها من قادة إسرائيل عندما تصيبهم الكسرة وتربكهم الأحداث.

إن الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت دعمها المفتوح لإسرائيل على امتداد تاريخها، لكن الدعم هذه المرة يتم فى مواجهة غضب دولى عارم تضاءل فيه حجم ووزن السياسة الأمريكية التى دفعت بحاملات الطائرات الجبارة إلى منطقة لا تحتاج كل هذا الحجم لأن ما تم خلال الشهر الماضى هو حرب مقاومة شعبية. حاملات الطائرات والأسلحة النووية تنتصر على المهزومين فقط. ليست الجعجعة الإسرائيلية إذن إلا محاولة ابتزاز للسياسة الأمريكية التى بدأت تعانى من ضغوط الشعب الأمريكى الذى لم يعد يرى فى إسرائيل إلا مجرمة حرب تستأسد على المدنيين العزل وتغلق عليهم منافذ الروح.

لذلك فإن سياسة القيادات الإسرائيلية، تحاول أن تنقل الحديث إلى موضوع آخر، وتلك حيلة مكشوفة وابتزاز لا مبرر له للأنظمة العربية لمحاولة إقحامها فى حرب نظامية تستطيع إسرائيل أن تحقق فيها كما تعتقد بعض النجاحات وتستطيع أن تهرب من جحيم المقاومة الشعبية التى يقوم بها الفلسطينيون لكننا نعلم أن إسرائيل لا تستطيع استخدام السلاح النووى وأن أمريكا لا تستطيع استخدام السلاح النووى الآن. السلاح النووى موجود فى عشرات الدول الآن، ولأن من لا يملك سلاحاً نووياً يملك أسلحة كيماوية تستطيع أن تحدث الأثر المدمر الذى قد يزيح إسرائيل من خارطة العالم.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة