صورة تاريخية لكنيسة المهد في بيت لحم عام 1945
صورة تاريخية لكنيسة المهد في بيت لحم عام 1945


المهد الخالد.. قصة كنيسة الأمل والتسامح بفلسطين

سامح فواز

الخميس، 09 نوفمبر 2023 - 09:36 م

في ظل الاحتلال والصراعات، لا تزال كنيسة المهد في مدينة بيت لحم الفلسطينية، تضيء درب الأمل، وبالرغم من محنتها والتحديات، تبقى رمزاً لروح الوحدة والمحبة بين أبناء السماء. هذا التقرير يسرد قصة هذه الكنيسة المقدسة ودورها في تجسيد رسالة المسيح.

تعود تسمية المكان إلى الرواية الإنجيلية حول ميلاد يسوع في مغارة تقع تحت كنيسة المهد الحالية. وقد بنى الإمبراطور البيزنطي جستنيان أول كنيسة على الموقع عام 530م.

لكن الكنيسة تعرضت لعدة هجمات خلال الحروب، ففي عام 614م دمرها الفرس، ثم تعرضت لأضرار جراء حروب الصليبيين.

داخل كنيسة المهد 

عادت السيطرة عليها للمسيحيين مع سقوط الدولة العثمانية عام 1917. ولكن ذلك أثار نزاعات بين الكنائس المسيحية حول حقوق الملكية. ومازال الصراع قائماً حتى اليوم بين الأرمن الأرثوذكس والأقباط واللاتين.

لكن على الرغم من التنافس، تظل كنيسة المهد تجمع الطوائف. فهي تقوم بالشعائر معاً، وتحتضن القداسات المشتركة للكاثوليك والأرثوذكس. وقد نالت اعترافاً عالمياً باعتبارها رمزاً للسلام بين الأديان، كما تم تسجيلها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2012 .

الكهف الذي وُلد المسيح

وتحتوي الكنيسة على العديد من الرموز الدينية المقدسة كنجمة الميلاد، وحجر المهد، والكهف الذي وُلد فيه يسوع. ما يجذب سنوياً ملايين الزائرين من كل أنحاء العالم.

إلا أن كنيسة المهد ليست بمنأى عن آثار الاحتلال والنزاع. فقد واجهت تحديات كثيرة منذ عام 1967، حين احتلت إسرائيل الضفة الغربية بما فيها بيت لحم.

فالحجاج من الأراضي الفلسطينية يواجهون صعوبات كبيرة في الوصول إلى الكنيسة بسبب نقاط التفتيش والحواجز. وتدخل قوات الاحتلال إلى داخلها أكثر من مرة، سواء لتنفيذ عمليات أمنية أو لفرض السيطرة.

أما القدس فتشهد نزاعات مستمرة بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين للسيطرة على مناطقها. ما يهدد أمن الكنيسة وسلامتها، مثلها مثل كافة المقدسات في المنطقة سواء كانت مسيحية وأيضا إسلامية، فالكل لم يسلم من يد البطش والاستيطان، إذ في سنة 2002، أقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي على إطلاق النار على الكنيسة المهد، ما أدى إلى نشوب حريق في مدخلها، وتدمير أجزاء منها، وتضرر أجزاء أخرى، وفي هذه الاثناء تواجدت القوات الإسرائيلية داخل دير المهد للروم الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس والفرنسيسكان.

القنابل المضيئة لجيش الاحتلال تضيئ سماء بيت لحم فوق كنيسة المهد 

لكن على الرغم من التحديات، لا تزال كنيسة المهد محتفظة بدورها الروحي والرمزي. فهي لا تزال تستقطب مئات الآلاف من الزوار سنوياً من كل أنحاء العالم. ينبض قلوبهم بأمل السلام والمحبة التي جاء بها المسيح للعالم.

وعلى الرغم من الاحتلال والصراعات السياسية، فإن رسالة المسيح والتسامح التي تجسدها كنيسة المهد ستبقى مصدر إلهام للعالم. فهي المكان الذي شهد مولد الحب، وستبقى دوما الآية الانجيلية القائلة " الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ" رمزاً للأمل بأن يجتمع محبو السلام من جديد يوما في فلسطين الحرة أرض السلام.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة