رفعت رشاد
رفعت رشاد


حريات

هجوووووم .. !!

رفعت رشاد

السبت، 11 نوفمبر 2023 - 08:07 م

كنت مستقلا المترو وعندما وصل إلى محطتى تأهبت للنزول ووقفت أمام الباب ، كانت سيدة تقف على الرصيف فى مواجهة الباب فى انتظار الصعود مع ابن وابنة ، الطفلة فى عمر ست أو سبع سنوات ، رأيت الفتاة الصغيرة تتحفز للصعود قبل أن يفتح باب المترو ، وبمجرد أن فتح الباب وجدتها تصرخ : هجووووووم !!


بقيت للحظات مندهشا لكنى استفقت لأفكر فيما حدث . كيف للطفلة أن تتصرف بهذا الشكل !! استعدت المشهد ووجدته يتكرر مع مرور كل قطار للمترو . يتجمع ركاب العربة أمام الباب للنزول وفى نفس الوقت يتجمع الركاب فى مواجهتهم على الرصيف للصعود ، الموجودون على الرصيف لا يتزحزحون من أمام الباب رغم إدراكهم أن صعودهم مرهون بنزول الآخرين لكى يخلوا أماكنهم فى القطار ومع ذلك لا يتزحزحون ويصطدمون ببعضهم البعض وتحدث مشاحنات . فى كل مرة أتساءل : هل يفكر هؤلاء الناس فيما يفعلون ؟ الأمر واضح كل الوضوح ، اتركهم ينزلون لكى يخلوا أماكنهم فى القطار فتصعد أنت وتجد مكانا مريحا للوقوف أو ربما تجد مقعدا خاليا .


لماذا يتصرفون بهذه الطريقة ؟ . هل هو الخوف من مغادرة المترو المحطة بدون أن يلحقوا به ؟ هل هو الخوف من عدم وجود مكان عند الصعود ؟ هل هى ثقافة الزحام ؟ هل هو افتقاد للتربية السليمة وعدم تعلم النظام والتنظيم ؟ ربما تكون كل هذه الأسباب مجتمعة .


إن تعلم السير بنظام ودخول الأماكن بنظام وعبور الشارع بنظام هو سمة الشعوب المتحضرة ، فإذا حدث خلل فى تطبيق النظام ، على مؤسسات الدولة أن تدرس أسباب هذا الخلل وأن تتدخل لتصلحه . للمؤسسات التى أقصدها المؤسسات البحثية الاجتماعية والنفسية والجامعات ، فلكل مشكلة أسبابها والعلاج يبدأ من تشخيص المشكلة ووضع الحلول لها ، لا تركها تتفاقم ، وعندما تسأل أحدهم من المسئولين عن سبب حدوث ذلك ، يهز كتفيه قائلا : إنه سلوك الناس !! نعلم يا أخى إنه سلوك الناس ، لكن تعليم الناس وتقويم سلوكهم مسئولية الدولة ، إن ترك الأمور بهذا الشكل جعل طفلة صغيرة تصرخ : هجووووم ، لكى تحفز نفسها لركوب المترو .


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة