تستعد إيران للتحرر من العقوبات الدولية المرتبطة ببرنامجها النووي الذي سيرفع عنها الحصار الدولي، ويجعلها أكثر اندماجا في المجتمع الدولي، مما يطرح تساؤلات عن التأثيرات السياسية والاقتصادية بل والعسكرية التي سيتركها تحرر المارد الإيراني من قيوده، على دول المنطقة العربية والإسلامية.

فإذا كانت إيران تحت الحصار استطاعت تطوير قدراتها العسكرية والتكنولوجية والتدخل في عدة بلدان عربية وإسلامية خاصة في العراق وسوريا واليمن، وشجعت على انتشار وتوغل المذهب الشيعي في عدة دول عربية وإفريقية، فكيف سيكون الأمر بعد أن تتخلص هذه القوة الإقليمية من كل تلك القيود الاقتصادية والسياسية؟ وحذر الخبراء العسكريون من تزايد النفوذ الإيراني بمنطقة الخليج عقب رفع العقوبات.


في البداية يقول اللواء أ.ح محمد الغباري مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا إن رفع العقوبات المفروضة على إيران سيمثل أكبر تهديد على الدول العربية ويعمل على تأجيج المنطقة وفقاً لمخطط الشرق الأوسط الجديد، حيث ستعمل إيران على زيادة قدراتها العسكرية، وتحديث ترسانتها من الأسلحة، وستكون روسيا وربما الولايات المتحدة أول من يوقعان عقود توريد الأسلحة ، دون اعتبارات لأمن وسلامة المنطقة، نظراً لأن تسليح الجيوش "بيزنس" تحكمه الأموال أولاً .

وأضاف الغباري أن إيران ستكون بعد فك الحصار الاقتصادي والعسكري ستصبح "بعبع" المنطقة ، وسيتم استخدامها من قبل الغرب لإحداث الصراعات والقلاقل، نافياً ما يتردد حول خوض حرب محتملة بين العرب وإيران قائلاً : "مش ويبقى فيه حرب دولة ضد دولة" ، ومصالح الغرب في المنطقة ليست إبادة الدول ولكن إحداث قلاقل بها لتفكيكها ذاتيا وسيستخدم إيران لإشعال فتنة الصراع السني الشيعي ، وستكون أولى الدول المستهدفة هي المملكة العربية السعودية ووفقاً لخريطة تقسيم الشرق الأوسط تم تقسيم السعودية لـ 5 تقسيمات وبدأ بأولها في الجنوب بالصراع اليمنى مع الحوثيين وهدفهم نجران ، ثم الصراع الشيعي بتفجير مسجدي القطيف في المنطقة الشرقية لصنع قلاقل ولتكون نواة لانفصالها ، الجزء الثالث من الدولة هي المنطقة الدينية مكة والمدينة مثل حادث التدافع خلال موسم الحج الماضي ، طلب إيران بعدها مباشرة الرقابة على تنظيم الحج.

وحول التكهنات بوجود سباق تسلح قريباً بالمنطقة قال "الغباري" إن سباق التسلح موجود بين العرب وإيران ، فالعرب يعملون على تشكيل القوة العربية المشتركة لمواجهة أي تهديد ضدهم ، وإيران هي التهديد الأقرب الآن، ولكن هذا لن يحدث إلا في حالة إذا ما كانت هناك بوادر لظهور تلك القوة المشتركة، والتي تتطلب إنشاء قيادة واحدة تحدد متطلبات الجيوش العربية، واستراتيجية موحدة لمواجهة أي خطر، وهو ما يعمل الغرب على هدمه لكي لا يرى النور.

وحذر "الغباري" من وجود دولة قطر في المنطقة وأكد أن دويلة قطر ما هي إلا قاعدة أمريكية في المنطقة بجانب اتفاقيات التعاون العسكري الإيرانية القطرية ، سوف تمثل تحدياً كبيراً فى محاولات التعاون العربي، وتساءل متعجبا كيف لقطر أن تتعاون مع إيران والولايات المتحدة وتكون عضواً في الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ، فالتنازع بين العرب ووجود قطر يمثل تهديداً لتشكيل القوة العربية المشتركة.

وهاجم اللواء ممدوح عطية، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا قرار رفع العقوبات على إيران واتهمها بأنها تحاول تجميد العالم الإسلامي من خلال تقسيمه إلى شيعة وسنة، مؤكدا أن الجيش المصري بدأ بالفعل في التحرك ومساندة الخليج، وذلك لخطورة الوضع، مطالبا بسرعة تفعيل القوة العربية المشتركة.


وحذر عطية من خطورة زيادة النفوذ الإيراني في المنطقة وسعيها لتوسيع مخططتها وتأجيج الصراعات في سوريا واليمن لفرض أجندتها على الشرق الأوسط كله وهو ما ينبئ بحالة من عدم الاستقرار .