صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


المصريون صف واحد لحماية الأمن القومي

الجبهة الداخلية ترفع شعار «لا اختلاف وقت الأزمات»

محمد مخلوف

الأربعاء، 15 نوفمبر 2023 - 05:41 م

عندما تتعرض مصر للخطر، فلا مكان لمحايد وآخر معارض، فالتاريخ أثبت أن الشعب المصري عندما يستشعر الخطر وفى أوقات الأزمات نجده صفاً واحداً داعماً لوطنه وقيادته، ونجد جميع المصريين باختلاف طوائفهم وفئاتهم فى خندق واحد وعلى قلب رجل واحد لمواجهة الخطر.

◄ لواء أبوبكر عبدالكريم: حماية الوطن قضيتنا

◄ الاصطفاف الشعبي سر انفراج الأزمات وإحباط المخططات ضد الوطن

آخر هذه المواقف هو تضامن مصر قيادة وشعبا وحكومة مع الشعب الفلسطينى ورفض تصفية القضية الفلسطينية بالتهجير القسرى للأشقاء الفلسطينيين إلى سيناء والإدانة الكاملة للعدوان الإسرائيلى والتنديد باستهداف المدنيين وبالمجازر التى يرتكبها جيش الاحتلال، فمظاهر التضامن المصرى والوقوف صفاً واحداً خلف القيادة السياسية كثيرة وأبرزها اصطفاف المصريين وتوحدهم فى ثورة 30 يونيو عندما استشعروا خطر تنظيم الإخوان الإرهابى وكان القرار بالتخلص من هذه الجماعة والاصطفاف خلف القوات المسلحة ونجحت مصر فى ذلك.

◄ دعم الشعب الفلسطيني
ولعل أقرب دليل آخر هو اصطفاف المصريين عقب أحداث 7 أكتوبر الماضى، حيث اتفقت جميع مواقف وبيانات كل المرشحين لرئاسة الجمهورية والأحزاب المؤيدة أو المعارضة، وكذا النقابات والمجتمع المدنى والمؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية، والشخصيات العامة، على الدعم الكامل للشعب الفلسطينى فى المقاومة من أجل استعادة حقه المسلوب وأرضه المحتلة، وإدانة ما حدث من الكيان الإسرائيلى من جرائم ضد الإنسانية، ورفض دعوات إسرائيل بتوجيه أهالى غزة نحو الحدود المصرية، مع تثمين قرار السلطات المصرية برفض السماح للرعايا الأجانب فى غزة عبور معبر رفح إلا بعد تسهيل عبور المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطينى أولًا، ومطالبين وداعمين ومفوضين القيادة السياسية باتخاذ ما يلزم للحفاظ على الأمن القومى المصرى، وحلحلة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

كما رأينا استجابة كافة مكونات المجتمع المصري لما يجرى فى غزة، بالاصطفاف الكامل خلف القيادة السياسية لحماية وصون الأمن القومى المصرى ودوائره المباشرة وخاصة فلسطين، فضلًا عن الوعى الجمعى المصرى بمحددات الأمن القومى المصرى وما يواجهه من تحديات ومحاولات للإضرار به من خلال التهجير القسرى للفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، ولذلك أظهروا رفضهم الكامل لهذه المخططات والمحاولات، ودعمهم للقيادة السياسية فيما تراه للتعامل مع ذلك.

كما تابعنا ما دعت له أحزاب سياسية مؤيدة ومعارضة إلى مظاهرات بمعظم الميادين الكبرى، للتنديد بالأحداث فى غزة، ورفض أية محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، إذ تظاهر الملايين من المصريين فى كافة ميادين الجمهورية، تضامنًا مع القضية الفلسطينية، ودعمًا وتفويضًا للرئيس عبدالفتاح السيسى لاتخاذ ما يلزم للحفاظ على الأمن القومى المصرى والوقوف ضد المساس بأرض سيناء الغالية.

وقام البرلمان بغرفتيه (النواب والشيوخ) خلال جلسات طارئة، بتفويض الرئيس السيسي، فى اتخاذ إجراءات لحماية الأمن القومى، وتأمين حدود البلاد ودعم الفلسطينيين. وأسفرت جلستا المجلسين عن تأييد شعبى جارف لموقف القيادة السياسية تجاه العدوان الإسرائيلى على غزة، ورفض الرئيس السيسي التهجير القسرى لأهل غزة إلى سيناء، ورفضه فتح معبر رفح لدخول الأجانب، حيث دعم وفوض أعضاء البرلمان الرئيس السيسي فى أى قرار يتخذه لحماية أمن مصر القومى، مؤكدين أن تهجير سكان غزة جريمة حرب، وطالبوا المجتمع الدولى بالحفاظ على الحق الإنسانى والتخلى عن ازدواجية المعايير.

بينما أعلنت النقابات المهنية تضامنها مع الشعب الفلسطينى ضد الاحتلال الإسرائيلى وما يقومون به ضد الشعب الفلسطينى؛ وتأييد الرئيس السيسى والدولة المصرية فى قراراتها بشأن القضية الفلسطينية، مع تأكيد العاملين بالنقابات على تأييدهم لموقف الدولة المصرية ضد تصفية القضية الفلسطينية مع حماية المدنيين ودخول المساعدات إلى القطاع.

◄ رفض الممارسات الإسرائيلية
وقال نقيب الزراعيين، الدكتور السيد خليفة: إن موقف مصر الراسخ ينطلق من ثوابت وطنية خالصة تجاه القضية الفلسطينية، وبما يعمل على حماية الأمن القومى المصرى وبسط السيادة الوطنية على كافة الأراضى المصرية؛ التى أهمها وأولها وآخرها أرض الفيروز. وأعلن تأييد النقابة واستجابتها لدعوة الرئيس للاصطفاف والاحتشاد لدعم ومساندة الأشقاء فى فلسطين، وتوجيه رسالة واضحة للعالم لا تحتمل اللبس أو التأويل من كافة أطياف الشعب المصرى بالرفض التام للممارسات الإسرائيلية وأن الأمن القومى المصرى والأراضى المصرية خط أحمر لا تهاون أو تفريط فيه، كما رفضت نقابة المهندسين فكرة تهجير الفلسطينيين لسيناء، التى تعنى تصفية القضية.

وفى نفس السياق، أعلنت مؤسسات المجتمع المدنى، وعلى رأسها التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، دعم القضية الفلسطينية، وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس السيسى تم إرسال قوافل محملة بالمساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والعلاجية إلى معبر رفح لإدخالها لغزة، وتضم قافلة المساعدات أطباء من جميع التخصصات وأدوية وأجهزة طبية. 

كما شارك «بنك الطعام المصري»، بـ41 شاحنة فى واحدة من أكبر القوافل الإنسانية من جمعيات مصر تحت راية التحالف الوطنى، والأغذية التى اختار بنك الطعام إرسالها هى مواد صالحة للأكل بدون طهى (كمية كبيرة من المياه المعدنية - لبن- عسل- تمر- جبن أبيض – فول معلب- لحوم معلبة)، وبجانب المواد الغذائية تحتوى القافلة على كميات كبيرة من الأدوية والبطاطين والمستلزمات الصحية بأنواعها، بخلاف فتح باب التبرعات النقدية والعينية والتبرع بالدم.

◄ موقف الأزهر والكنيسة
فيما أصدر الأزهر بيانات للتنديد بالانتهاكات الإسرائيلية على غزة، وخرجت عدة مظاهرات من الأزهر للتضامن مع فلسطين، ورفض التهجير، حيث وجه شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، التحية لصمود أبناء فلسطين العزيزة وتقديره لتشبثهم بأرضهم الغالية وتمسكهم بالبقاء فوق ترابها مهما كان الثمن والتضحيات، فالأرض أمومةٌ وعِرضٌ وشرفٌ وتوجيه رسالة من الأزهر لأولئك المتمسكين بأرضهم أنه خيرٌ لكم أن تموتوا على أرضكم فرسانًا وأبطالًا وشهداءَ من أن تتركوها حمًى مستباحًا للمستعمرين الغاصبين، واعلموا أن فى ترك أراضيكم موتًا لقضيتكم وقضيتنا وزوالها إلى الأبد.

وقالت الكنيسة على لسان قداسة البابا تواضروس الثانى: قلوبنا تعتصر ألمًا مما يحدث على أرض غزة والأعداد الكبيرة فى الضحايا من شهداء ومن قتلى ومن مصابين ومجروحين ومن أسر ومشردين وعنف قاسٍ للغاية، وباسم الكنيسة القبطية وباسم المجمع المقدس فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ندين هذه الأعمال الوحشية.

◄ التبرع بالدم
وتسابق المصريون للتبرع بدمائهم بعد تدشين التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى بالتعاون مع وزارة الصحة وبنك الدم ومؤسسة “حياة كريمة”، أكبر حملة للتبرع بالدم تحت شعار “قطرة دماء تساوى حياة” بكافة محافظات الجمهورية، حيث تجسدت مشاهد تلاحم وتسابق للمصريين أمام المراكز والسيارات المتنقلة التى تجوب جميع المحافظات.

وأشاد مساعد وزير الداخلية الأسبق والخبير الأمنى، اللواء أبوبكر عبدالكريم، بالاصطفاف الشعبى خلف القيادة السياسية، مؤكداً أن هذا هو المطلوب ودائماً ما نجده من الشعب المصرى العظيم عندما يستشعر الخطر تجاه وطنه وأرضه وفى وقت الأزمات، فالمتخاذل خائن وكلنا نقف خلف الرئيس السيسى، لدينا قضية واحدة هى حماية هذا الوطن، ولن نقبل التفريط فى ذرة من ترابه، فمصر بلد قوى ويملك الإرادة الكبيرة، ولن تهتز أو تهزم، موضحاً أن الدولة فى أعلى درجات الاستعداد الأمنى والعسكرى والجاهزية لتنفيذ أى مهام تطلب منها لحماية الأمن القومى.

◄ الاصطفاف الوطني
فيما قال الدكتور جمال شقرة، أستاذ التاريخ الحديث، إن الاصطفاف الوطنى كان مسئولاً عن انفراج الأزمات التى شهدتها مصر على مدار التاريخ، فمصر مرت بالعديد من الأزمات الضخمة والمعقدة طوال تاريخها، ولا بُد أن نسترجع ما أكد عليه الرئيس السيسي، فيما يتعلق بالاصطفاف الوطنى، لأن ذلك يمثل قوة كبيرة لا يستهان بها، موضحاً أن مصر تمر بأزمات تشبه الأزمات التى مرت بها على مدار تاريخها، مثلما حدث فى عين جالوت، ومن بعده جهاد المصريين ضد المحتل العثمانى، ثم مواجهتهم للحملة الفرنسية وقيامهم بثورتى القاهرة الأولى والثانية، إضافة لمواجهتهم الاحتلال البريطانى، فمن خلال الالتحام الشعبى ومساندة القيادة السياسية سنعبر أى أزمة ونحبط أى مخطط ضد الوطن.

من ناحيته، يقول نائب رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية عمرو أبو العيون: وقت الأزمات يصطف المصريون لدعم وطنهم، وعندما دعت الحكومة لمبادرة خفض أسعار السلع الغذائية، استجاب لها عدد كبير من السلاسل التجارية وشركات الصناعات الغذائية، وتم البدء فى تنفيذ طرح السلع بالأسعار الجديدة التى طرحتها الحكومة بالتعاون مع السلاسل والمنتجين والموردين بتخفيضات وصلت فى بعض السلع إلى 25٪، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل حالياً على زيادة عدد المنتجين الداخليين فى المبادرة بالأسعار المخفضة.

وأشار إلى أن الغرف التجارية لديها غرف عمليات تعمل على حصر جميع المصانع والشركات والمنتجين والموزعين والبقالين لضمهم ضمن المبادرة والتوسع فى تطبيقها فى عدد أكبر من المحافظات، مؤكداً وجود متابعة فورية للتأكد من وصول السلع المخفضة لكافة المحلات التجارية.

◄ ضد التهجير
وأوضح النائب طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أنه دائماً نجد أهالى سيناء داعمين للوطن ويصطفون بشكل أقوى ومعلن خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة عندما يستشعرون أى خطر، وظهر ذلك جلياً فى زيارة رئيس الوزراء الأخيرة لسيناء، كما عبروا عن رفضهم تصفية القضية الفلسطينية من خلال مخطط التهجير القسرى للشعب الفلسطيني، كما أن كلمة وزيارة الدكتور مصطفى مدبولى لشمال سيناء بمثابة دليل قاطع على حرص مصر على حفظ أمن واستقرار مصر والحفاظ على حدودها والاستمرار فى تشييد المزيد من المشروعات القومية العملاقة داخل أرض الفيروز.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة