الأربعاء، 15 نوفمبر 2023 - 09:18 م

ما الذى دعا إسرائيل أن تهدد باستخدام السلاح النووى ضد الدولة العربية، إذ أن إسرائيل لم تتعرض لأى تهديد من أى دولة عربية حتى أن حسن نصر الله زعيم حزب الله أعلن أنه لن يدخل فى مواجهة مع إسرائيل، فما الذى يدعو إسرائيل إلى التهديد باستخدام السلاح النووى.. رغم أن حجم الدمار والخراب الذى أحدثته فى غزة يتساوى بل يزيد عما يفعله السلاح النووى وهذا رأى الخبراء والمتخصصين!!

هل هو عمق الأزمة التى تجعل إسرائيل تنزف دما من مخارجها والتى جعلت مقاتلا فلسطينيا يشعل حاملة الجنود الإسرائيلية المدرعة بولاعة لا تزيد ثمنها عن بضعة قروش؟!

لقد وضعت المقاومة الفلسطينية إسرائيل فى حجمها الطبيعى وازالت عنها الدعاية الفجة التى راكمت عبر سنوات عن جاهزية جيوشها ومستويات التسليح لديها وامتلاكها لقوة نيران هائلة فقد أثبتت الطائرات المسيرة التى اخترعتها حماس وصنعتها فى الأنفاق أنها قادرة على إرباك جيش الاحتلال الصهيونى وأن عزيمة المقاتل هى التى تحمس المعركة وليس حاملة الطائرات الأمريكية.

ما تم خلال الشهر الماضى هو حرب مقاومة شعبية فعلها الكوبيون فى كوبا بقيادة كاسترو وچيفارا وكوبا التى تقع على بعد 90 ميلاً من أمريكا ولم تستطع أمريكا أن تنتصر على الشعوب التى تريد حريتها وحاملات الطائرات والأسلحة النووية تنتصر على المهزومين فقط ولكن الرجال الذين يعرفون معنى الحرية لا يقنعون إلا بالحرية.

التهديد باستخدام السلاح النووى هى محاولة مكشوفة وابتزاز لا مبرر له للأنظمة العربية للتهرب من جحيم المقاومة الشعبية التى يقوم بها الفلسطينيون. ولكننا نعلم أن إسرائيل لا تستطيع استخدام السلاح النووى وكذلك أمريكا لا تستطيع أن تستخدم السلاح النووى لأن السلاح النووى أصبح متوفراً لدى عشرات الدول حالياً. ولأن من لا يملك سلاحاً نووياً يملك أسلحة كيماوية تستطيع أن تحدث الأثر المدمر الذى قد يزيل إسرائيل من خارطة العالم، وحتى الدول التى لا تملك أسلحة فتاكة فإنها تملك إرادة قوية وعقيدة وأسلحة غير تقليدية واستطاعت الحصول على حريتها مثل كوبا وفيتنام وغيرهما ومنها الشعب الفلسطينى.

على الساسة الإسرائيليين أن يبتعدوا عن التلويح باستخدام القوة ضد الأنظمة العربية وإلا فإنهم يقودون مواطنيهم إلى هاوية لا قرار لها.