آمال عثمان
آمال عثمان


أوراق شخصية

عقدة الذنب النازية!

آمال عثمان

الجمعة، 17 نوفمبر 2023 - 08:21 م

فى ظل تحول المواقف الدولية.. واستجابة الحكومات الغربية للضغوط الشعبية المنددة بالمذابح الصهيونية للأطفال والنساء والحصار والدمار فى غزة، والإذعان للمظاهرات الرافضة لما يفعله الاحتلال الإسرائيلى من وحشية، وانتهاك للمستشفيات والمساجد والكنائس، وحرمان للفلسطينيين من كل مقومات الحياة، يظل موقف الحكومة الألمانية الرافض لوقف إطلاق النار غير مفهوم أو مبرر، ويبقى السؤال: لماذا تتبنى ألمانيا هذا الموقف غير الإنسانى ضد شعب يقاوم لاسترداد وطنه المحتل؟!، وما السر وراء هذا الصمت المريب تجاه حرب الإبادة العرقية على الفلسطينيين؟!، هل هى عقدة الذنب تجاه ما اقترفه هتلر النازى فى حق اليهود؟!، أم أنهم مازالوا يدفعون فاتورة ما فعله الأجداد النازيون، حتى وإن كان الثمن المشاركة فى إبادة عرقية أخرى، لكنها على الشعب الفلسطينى هذه المرة؟!. 

قد نجد الإجابة فى مقال سطرته الكاتبة البوسنية «لانا باستاشيتشي» المقيمة فى ألمانيا، من خلال مقال لها بجريدة الجارديان البريطانية، تحدثت فيه عن موقف ألمانيا من حرب غزة، وما شهدتْه وهى فى الثامنة من عمرها من التطهير العرقى للمسلمين فى البوسنة على أيدى الصرب، ومعاناة جيرانهم «البوشناق» الذين كانوا يتحدثون اللغة نفسها ويدخلون المدارس ذاتها، ولا يختلفون عنهم سوى فى أسمائهم الإسلامية، مما جعلهم عرضة للتشهير فى وسائل الإعلام الصربية، والتى كانت تصوّرهم على أنهم ليسوا بشراً، يُقتلون أثناء النوم باعتبارهم جهاديين، ويُعاملون مثل الحيوانات فتُخلع أسنانهم، وتُغتصب نساؤهم، مما دفع بعضهم لتغيير أسمائهم إلى أسماء مسيحية، ومع ذلك كانوا يتعرضون للتنمر يومياً، لذا تعلمت فى طفولتها أن تنسب الأشخاص إلى عروقهم، وليس إلى مهنهم، فالمعلمة أصبحت صربية، وزميلها أصبح مسلماً، والطبيب أصبح كرواتياً!! 

وانتقلت الكاتبة البوسنية إلى برلين، بعد أن استوحت رواية من تلك الذكريات والأحداث المؤلمة، تُرجمت إلى عدة لغات من بينها الألمانية، وحصلت بعدها على منحة ثقافية ألمانية، وتشير الكاتبة إلى أن ما دفعها للتحدث عن أحداث البوسنة بعد 28 عاماً من اتفاق دايتون للسلام، هو صمت موطنها الجديد «ألمانيا» إزاء الإبادة فى غزة، والرغبة فى التحذير من  عواقب التطهير العرقى قائلة: «لا يوجد شيء اسمه السلام بعد التطهير العرقي»!! 

وللحديث بقية عن حكاية لوسى اليهودية وخطيئة المثقفين.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة