صورة موضوعية
صورة موضوعية


إغراءات مالية بعروض عمل مزيفة.. احذر فخ رسائل التوظيف على «واتساب»

سيد شليان

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2023 - 12:29 م

"سعدت بلقائك، أنا سوزان. باعتباري متخصصًا في الترويج بقسم الموارد البشرية بموقع للتسوق، يسعدني أن أقدم لكم خطة توظيف الموظفين عبر الإنترنت الخاصة بشركتنا.. محتوى هذه الوظيفة بسيط للغاية، ما عليك سوى تصفح موقعنا والتعرف على منتجاتنا، وسندفع لك راتبًا يوميًا حسب تصفحك يتراوح من 2000 جنيه مصري إلى 5000 جنيه مصري".

بهذه الرسالة النصية التي تصل إلى آلاف الأشحاض من أرقام مجهولة عبر استخدام حيل مختلفة منها عرض عمل بمقابل مغري في مجال التربح عن طريق الإنترنت، يقع الكثيرون في شباك أحدث أساليب النصب على المواطنين والإيقاع بهم، ووصلت هذه الرسالة على هاتف محرر "بوابة أخبار اليوم" ليقرر خوض المغامرة واستدراج الراسل ومعرفة دهاليز هذا العالم الخفي.

الفخ:
يبدأ الراسل في الإيقاع بالضحية عبر إرسال عدة رسائل متتالية لشرح طبيعة العمل أو بداية عملية النصب وهي رسائل معدة مسبقا في شكل بيانات تحدد مهام هذه الوظيفة، حيث يطلب منك فتح اللينكات التي ترسل إليك وعمل "سكرين شوت" وإرساله إليه.

بعد ذلك يبدأ عرض مزايا الوظيفة والتأكيد بأنها وظيفة قانونية ومجانية تمامًا وليس لديك ما تخسره، ويتم تحويل الراتب إليك بعد تنفيذ بعض المهام البسيطة للغاية، ولا يستغرق الأمر سوى بضع دقائق ويقنعك أن هذه الوظيفة تساعد التجار في الترويج لمنتجاتهم عبر الإنترنت، كل ما عليك سوى أن يكون لديك حساب على "تيليجرام"، ويتراوح الراتب من 40 جنيهاً مصرياً إلى 500 جنيه مصري لكل مهمة، على حد وصفه.

ومع تعدد المهام المزعومة يمكنك ربح ما بين 2000 إلى 5000 جنيه مصري يوميًا، وفق ساعات عمل مرنة، يمكنك ترتيبها بحرية، ويمكنك حتى إكمال العمل واستلام راتبك خلال 3 دقائق وإذا وافقت يبدأ في إرسال المهام الواحدة تلو الأخرى حتى تدخل دائرة النصب.

إقرأ أيضاً|سلاح «المقاطعة» ذو حدين.. روشتة الخبراء لجني الثمار دون الإضرار بالاقتصاد

 

الدخول إلى المصيدة:

البداية تكون بتحويلك إلى تطبيق التواصل "تليجرام" عبر إرسال كود معين إلى حسابك على التطبيق، والذي يبدأ شخص في مراستلك ويطلق عليه (المدير) يطلب معرفة عمرك ووظيفتك ثم يقوم بالفعل بتحويل مبلغ 40 جنيهاً مقابل دخولك على أحد جروبات على تطبيق "تليجرام" التي تضم آلاف الأعضاء، ثم تبدأ بمهام وظيفة مختلفة حتى تصل إلى المهمة الأخيرة التى تحصل فيها على ٥٠٠ جنيه في الحال، وهي اللحظة التي يتم فيها النصب عليك.

بعد إيهام الراسل لضحاياه بجدية العمل وتحويل مبلغ بسيط، يطلب منك تحويل 300 جنيه مصري على سبيل المثال وهي المهمة الأخيرة، وسوف تعود لك عبر تحويل مبلغ ٤٢٠ جنيهًا حسبما زعم النصاب.

تجارب الضحايا:

رصدت "بوابة أخبار اليوم" فيديو على تطبيق الفيديوهات الشهير "تيك توك"  لسيدة تروي تفاصيل محاولة النصب عليها بنفس الطريقة، تواصلنا مع السيدة "ريهام عبدالرازق" التي تعمل بمجال التسويق العقاري وأخبرتنا أنها تلقت رسالة على تطبيق "واتس آب" من رقم دولي بشأن فرصة عمل بمقابل مادي عن طريق تصفح بعض الحسابات ومتابعتها على تطبيق الصور "إنستجرام"، وتكون هذه هي مهام الوظيفة، فوافقت وأنا أعلم أنها محاولة للنصب ولكني قررت المضي قدما حتى أعرف كيف يتم الإيقاع بالضحايا وخصوصا وأن بعض المقربين مني تعرضوا لمثل هذا الموقف.

وأوضحت السيدة أنها تلقت مبلغ 50 جنيهاً من حساب على تطبيق "تليجرام" عن طريقة المحفظة الإلكترونية ويكون العمل هذا في شكل مهام وفي إحدى المراحل طلبوا منها تحويل مبلغ 300 جنيه، ثم إعادة استرداده بزيادة قدرها 30% وكلما زادات قيمة التحويل ارتفعت قيمة الفائدة العائدة وهو النصب بعينه: "لما قالولي كده شتمتهم الحقيقة فحسوا أني فهمت نصبهم وعملولي بلوك".

المكاسب الفورية خسائرها غير محدودة

على جانب آخر، قال الدكتور عمرو صبحي خبير أمن المعلومات، إن هناك العديد من الحيل التي يستخدمها هؤلاء النصابين للإيقاع بضحياهم عن طريق تصفح بعد المواقع والإعجاب ببعض الصفحات على مختلف منصات التواصل الاجتماعي وإرسال (سكرين شوت) مقابل مبالغ مالية متفاوتة تصل في بعض الأحيان إلى 1000 جنيها وكل هذه الوسائل المختلفة ما هي إلا شبكة يقوم النصاب بإدخالك فيها وبعدها يقوم بسحبها ببطء شديد ليحصل على ما يريد، ثم يبدأ بتكليفك ببعض المهام البسيطة وفي هذه الأثناء يتم تحويل مبالغ مالية إليك على محفظتك الإلكترونية وبعدها تأتي عملية المضاربة بأن يطلب منك إرسال مبلغ مالي على سبيل المثال 500 جنيه ليعود إليك 800 جنيه وهي عملية نصب مكتملة الأركان.

وأشار "صبحي"، إلى أن هؤلاء النصابين يستخدمون أرقاماً دولية عن طريق بعض الخدمات على الشبكة العنكبوتية تستطيع الحصول منها على أرقام من أي بلد في العالم وشحنه وإنشاء حسابات به أيضًا على مواقع التواصل المختلفة. 

وأكد "صبحي" أن ما يفعله هؤلاء هو استدراج أصحاب النفوس الضعيفة التي تبحث عن الثراء السريع وهو غير موجود على الإطلاق. 

واختتم صبحي، بأنه يجب عدم الانسياق وراء تلك الرسالة المجهولة لأنه لا يوجد في العالم عمل مفاده تصفح وسائل التواصل أو حتى الإعجاب بالصفحات على المنصات المختلفة، وتجنب السعي وراء شيء غير حقيقي، فلا يوجد أحد يوزع مكاسب فورية بهذه الطريقة إلا وورائها خسائر غير محدودة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة