أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

خطوط الأردن الحمراء

أسامة عجاج

الثلاثاء، 21 نوفمبر 2023 - 08:03 م

جاء العدوان الإسرائيلى الأخير على قطاع غزة، ليلقى بظلاله على العلاقات بين الأردن وإسرائيل، والتى تمر بأصعب مراحلها منذ تشكيل الحكومة الأكثر تطرفًا ويمينية فى ديسمبر الماضى، خاصة بعد أن استهدف بعض وزرائها المتطرفين الأردن بأشكال مختلفة، ومنها اقتحام بن غفير وزير الأمن القومى المسجد الأقصى، ومطالبته بإنهاء الوصاية الأردنية على المقدسات، وهذا يمثل خطاً أحمر لا يمكن الاقتراب منه، ووصل التبجح الإسرائيلى إلى أعلى مستوى له فى شهر مارس الماضى، عندما استخدم وزير المالية الإسرائيلى سموتريتش خلال مشاركته فى مؤتمر فى باريس، خريطة لإسرائيل تضم حدود الأردن وفلسطين حيث استدعت الخارجية السفير الإسرائيلى احتجاجا على ذلك، وجاءت عملية طوفان الأقصى وتوابعها، لتخلق أزمة غير مسبوقة فى العلاقات بين البلدين، خاصة، وبعض الدعوات الإسرائيلية تعيد للأذهان مشروع الوطن البديل، بإمكانية تهجير الفلسطينيين فى الضفة إلى الأردن، وهو ما تم اعتباره ليس فقط خطاً أحمر، بل إعلان حرب، ستتم مواجهته بكل السبل، كما قال رئيس الوزراء بشر الخصاونة، ودعونا نعترف بأن الجغرافيا، جعلت من الأردن فى قلب التطورات الأخيرة، مما دعا إلى استنفار كل قدرات الأردن، سواء القوة الناعمة، والمساهمة فى توضيح حقائق العدوان الآثم على المدنيين للرأى العام العالمى، من خلال الحوار الذى أجرته الملكة رانيا مع قناة سى إن إن، ومن مقال الملك عبد الله فى الواشنطن بوست، الذى حذر فيه من خطر توسيع الحرب الإسرائيلية، ونتائجها الوخيمة على المنطقة، وتنوعت المواقف الأردنية من إلغاء القمة الرباعية العربية، مع الرئيس الأمريكى بايدن بالتنسيق مع القاهرة، على خلفية الهجوم على المستشفى المعمدانى، كما سحب سفيره من تل أبيب، وأبلغ الخارجية الإسرائيلية عدم عودة سفيرها لعمان، وأوقف التوقيع على اتفاقية لتبادل الطاقة والمياه مع إسرائيل، كان من المقرر أن يتم التوقيع عليها الشهر الماضى، كما كشف عنه وزير الخارجية النشط أيمن الصفدى، وهو ما لقى ترحيبا من الرأى العام الأردنى، ولسان حاله يقول، (نموت عطشا لأجل فلسطين ولا نموت ذلا)، والتلويح بتجميد العمل باتفاقية وادى عربة، والذى مر عليها حوالى ٢٠ عاما، والأمور مرشحة للمزيد من التدهور فى حال استمرار العدوان.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة