«العمل فى الحقل» للفنان حسن سليمان
«العمل فى الحقل» للفنان حسن سليمان


350 عملا لـ150 فنانا في معرض واحد| «سنوات الإبداع الأولى».. إعادة إحياء لذكريات التشكيليين

آخر ساعة

الأربعاء، 22 نوفمبر 2023 - 07:31 م

■ كتبت: هاجر علاء عبدالوهاب

بين الماضي والحاضر تكون نوستالجيا البدايات، التي تأخذنا للحنين إلى سنوات الإبداع الأولى، وصولا إلى لوحتنا الأخيرة، وخلال هذه الرحلة نتعرف على تباين أساليب التعبير عن الفن التشكيلي وصولا لما وصلنا إليه الآن من أساليب مختلفة متطورة في التعبير، فكان معرض «بدايات.. العودة لسنوات الإبداع الأولى»، المقام بقصر الفنون في دار الأوبرا تحت إشراف قطاع الفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة.

■ «وجه الإنسان» للفنان سمير رافع

المعرض يعد وثيقة بالغة الأهمية للفنانين والمتذوقين والمؤرخين للفن التشكيلى، لأنه كاشف ومؤرخ لتطور مدارس التشكيل في مصر، والأعمال كلها هي إجابة عن سؤال جوهري: كيف بدأ الفنان التشكيلي وإلى أين وصل؟

يضم المعرض 350 عملا لـ150 فنانا تشكيليا، يرصد خلالها بداية كل فنان من وجهة نظره الخاصة، وليس بالضرورة يكون العمل الأول له أو بدايته، وإنما بداية حريته الفنية أسلوبه المميز والمعبر لمشواره الفني، ربما أتى بعد سنوات وربما أتى في منتصف الطريق، وهذا ما يحدده الفنان بناءً على حالته الوجدانية التي يشعر بها، فكل الفنانين الأحياء يختارون بداياتهم بطريقتهم الخاصة التي تعبر عن نقطة البداية والانطلاق لمسيراتهم الفنية، ربما تكون لوحة خلال دراسته أو «اسكتش» لمشروع تخرجه أو لوحة في فترة نضوجه الفني.

أما بالنسبة إلى الفنانين الرواد أو الراحلين، فأعمالهم المشاركة في المعرض تكون مقتنيات وزارة الثقافة، أو أعمالًا حائزة على جوائز، وجميعها لا يعبِّر عن بداية الفنان الأولى بالفعل، وإنما تجربة ممتدة له خلال مراحله الأولى، وبمشاركة كل هذا العدد من الفنانين بعملين أو أكثر نجدنا أمام بانوراما تشكيلية تضم تطور الفن التشكيلي المصري على مر العصور.

■ إحدى لوحات يوسف كامل

◄ اقرأ أيضًا | في البدء كان الجمال| الإنسانية أعلنت ميلادها بالرسم والموسيقى

حالة نوستالجيا تعود بالمتلقى لذكريات القرن الماضي وصولا إلى يومنا هذا فنجد تنوعاً بين الأساليب والمدارس الفنية، من خلال أعمال بخامات مختلفة تتنوع بين ألوان الزيت والرصاص ومنحوتات جداريات ولوحات كلاسيكية وطبيعة صامتة وبورتريهات وتكوينات كلاسيكية بجوار حداثة العصر الحالي، تنوع وجمال يفوق الروعة بين التجسيد والتجريد وبين استخدام الضوء والظل واللون فكل فنان يخلق لنفسه مساحة تعبير خاصة به.

بريشة عبدالغفار رشيد

ومن ضمن اللوحات المشاركة في المعرض لوحة من بدايات الفنان حسن سليمان باسم (العمل فى الحقل) وهي تصور بقرتين مربوطتين بعربة «درس القمح» في حركة دائرية مغلقة لا نهائية، كما نراها في حركة دوران الشمس والكواكب، أو في حياتنا اليومية كأنها ساقية يدور فيها كل الكائنات الحية، استُخدِمَت فيها الألوان الهادئة لما تحمله اللوحة من رمزية لديمومة الحياة.

أما لوحة «وجه الإنسان» للفنان سمير رافع، فتتميز بصبغة فريدة، حيث استحضر خلالها سيمفونية مشاعر معقدة ومتشابكة، معبرًا عن قضايا البسطاء، إلى جانب انشغاله بإشكاليات عديدة كالاغتراب لما عاشه من الغربة لدراسة الفن، وقد لقّبه النقاد بـ«مؤسس السريالية الشعبية».

ويبدو العالم الذي يبتكره في لوحاته داخليا، كأنه لقطة حارة من الذاكرة.. عوالم مغلقة معزولة، وبحالة من الحرارة الداخلية فنجد الجدران شاحبة، والأفراد يقفون في عزلة، كما في لوحته عيونهم جاحظة ثابتة نحو الناظر إليهما داخل اللوحة.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة