متطوعو قوافل الإغاثة خلال الاستعداد لعبور غزة
متطوعو قوافل الإغاثة خلال الاستعداد لعبور غزة


جدران ملطخة بالدماء وأشلاء الجثث تحت الأنقاض

ضرب المستشفيات والمدارس هواجس إسرائيل لتحقيق مآربها

صالح العلاقمي

الأربعاء، 22 نوفمبر 2023 - 09:12 م

مواقف إسرائيل أعطت المجتمع العالمى انطباعا بأن ما يحدث فى غزة بعيد كل البعد عن معانى الإنسانية وقوانين الحرب التى تحمى المدنيين، خاصة الأطفال والنساء.. فقد ضرب الاحتلال الإسرائيلى بكل هذا عرض الحائط، وراهن على المزيد من غياب الضمير الإنسانى.

مدفعية الاحتلال التى توغلت برا فى شمال غزة تستهدف على مدار الساعة المستشفيات والمساجد واحدا تلو الآخر، لدفع الفلسطينيين للانتقال من مستشفى إلى آخر ليصبحوا هدفا لرشقات الصواريخ والأحزمة النارية، كما حدث فى مستشفى المعمدانى، بهدف وقوع أكبر عدد من الضحايا، وخروج المنظومة الصحية عن العمل.. فهى مصيدة لأكبر عدد من الفلسطينيين.. وهى ليست إلا هواجس لدى إسرائيل كى تحقق مآربها.

«الأخبار» التقت مع بعض المرافقين للجرحى الفلسطينيين المصابين فى أحداث غزة، الذين وصفوا المشاهد التى تعرضوا لها والمجازر التى ارتكبتها إسرائيل بحق المدنيين الأبرياء أثناء تواجدهم فى المستشفيات والمدارس بحرب الإبادة الجماعية.

قالت «أم خليل» التى ترافق نجلها الذى أصيب نتيجة قذيفة مدفعية من القوات التى توغلت برا: شاهدت منظرا لطفل فقد أسرته وهو يبكى على استشهاد أبيه، ويقول عايز أروح عندك يا بابا.. إنه مشهد يقطع القلب.. فقد أصبح وحيدا يبحث عن أليف له يواصل حياته معه.. حتى ابن عمه جهاد مات تحت أنقاض منزلهم الذى تهدم على رءوس ساكنيه بعد قصفه من الجيش الإسرائيلى.

وأضافت: جيل الأطفال الذى شهد هذه المجازر، سيعيش حياة صعبة، كلها مخاوف بعد الحالة النفسية التى رسخت فى ذهنه وصور هدم المنازل وفقدان الأهل والأقارب، وتشوه آخرين بعد إصابتهم من آثار القصف.. سيتذكرون أيام الحرب التى حرمتهم من البيت الهادئ والأسرة المستقرة بين الأم والأب والأشقاء ممن فقدوهم بسبب الحرب على غزة.

ووصفت «أم خليل» منظر أشلاء الجثث وهى تلتصق بالجدران، وأجزاء من الأطراف تتطاير بعيدا عن مكان القصف.. بمشهد مفزع ومؤلم نفسيا على أى إنسان مهما كانت مشاعرة متبلدة أو متحجر القلب.


وقال «أبوالوليد» المرافق لابنه الذى أصيب إثر قصف منزلهم فى بيت لاهيا: الحرب أكلت منا الكثير.. خرجنا من بيوتنا ويعلم الله ما سيحدث فى باقى الأهل وسط هذا الدمار الذى تسعى إسرائيل إلى تحقيقه..

مضيفاً: سنبكى العمر كله على ما ضاع فى غزة.. الجميع يبحث عن أشلاء الجثث فى طرقات الشوارع وتحت أنقاض المنازل..

العين تبكى على وداع الشهداء واللهفة على الجرحى لسرعة إنقاذهم لتلقى العلاج.. فالإصابات بالغة ومفجعة بل ستلحق عاهات مع ما تبقى من العمر.

وأضاف: نتمنى من المنظمات الدولية أن تضغط على إسرائيل لتوقف المجازر ضد الأبرباء، وأن تتيقن أن النازحين هم المواطنون البسطاء وليس لديهم رفاهية المقاومة.. بل كل همهم العيش فى سلام.

وقالت والدة مصطفى، التى ترافق نجلها الذى أصيب فى أحداث غزة، بكسور مضاعفة فى النصف السفلى من جسمه إن مصر تقدم خدماتها الطبية للجرحى على أكمل وجه.. حيث يتلقى نجلها رعاية طبية مميزة، بما يجعله ينسى آلامه وأحزانه على حال قطاع غزة.. وهى قلقة على الأهل خوفا عليهم من بطش القوة التى تمارسها قوات الجيش الإسرائيلى، فهى لاترحم صغيرا ولا كبيرا..

وأضافت: إسرائيل لا تكتفى بما ارتكبته من مجازر ضد المدنيين..

ولا تكتفى بما قصفته من مدارس ومستشفيات.. وما فرضته من حصار على الفلسطينيين.. لم تكتف بما سعت إليه من نزوح معظم سكان شمال قطاع غزة.

وقدمت أم مصطفى الشكر للرئيس السيسى على مساندته للشعب الفلسطينى وإصراره على إدخال الجرحى عن طريق معبر رفح لتلقى العلاج فى مصر.. تخفيفا على الفلسطينيين من هول الصدمة التى يتعرضون لها بسبب العدوان الغاشم عليهم.

أم جهاد التى ترافق ابنتها للعلاج فى مصر، تقول: ماذا تبقى بعد الدمار.. حسرونا على الأبناء والأهل والجيران، الحسرة على بيوتنا وما صار لم يحدث من قبل..

لم يعد هناك شىء، فقد قتلت إسرائيل الحقيقة باستهداف اعداد كبيرة من الصحفيين هذه المرة، فهى لا تريد أن تنقل جرائمها، كى لا يرى العالم ممارساتها الوحشية، وبشاعة المجازر..

ولكن من يدفع الثمن هم المدنيون الفلسطينيون الذين لا حول لهم ولا قوة..

وقالت: الحقيقة لم ولن تموت.. لأن الجرائم التى ارتكبها العدو واضحة، تركت وراءها بصمات عديدة لا يمحوها الزمن.. بل ستكون شعلة الوقود لاسترداد غزة من جديد.

وأضافت أنها رأت طفلة ذات الـ12عاما وهى تنعى الأهل الذين راحوا تحت الأنقاض فى استهداف منزلهم بمنطق رفح، ولم ينج سوى هى لمواجهة ظروف الحياه بدون بيت تسكن تحت سقفه، بدون أحد من الأهل ليحنو عليها ويرعاها.

وقالت والدة الطفلة ماريا: ولدت طفلتى قبل الحرب بـ 10أيام وتم إيداعها مستشفى الشفاء بغزة ثم أرغمنا الاحتلال على إخلاء منزلنا فى جنوب غزة للنزوح إلى مناطق الشمال.

وقال اللواء محمد عبدالفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، إن مصر تقدم للأطفال الخدّج الرعاية الصحية الكاملة، تنفيذا لتوجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أنه وصل إلى الأراضى المصرية 343 جريحا فلسطينيا من المصابين فى أحداث غزة، و269 مرافقا إلى الأراضى المصرية لتلقى العلاج فى المستشفيات..

حيث تتلقى تلك الحالات رعاية طبية فائقة من خلال أعضاء الفرق الطبية المتخصصة التابعة لوزارة الصحة لتأكيد دور مصر الإنسانى فى إنقاذ الجرحى.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة