الضحايا
الضحايا


فى معركة ذوى الهمم و النصاب.. المحكمة تقضي بالسجن ١٠ سنوات على المتهمين

أخبار الحوادث

الخميس، 23 نوفمبر 2023 - 12:39 م

أسماء سالم

  فى العدد رقم 1650، الصادر بتاريخ 9 نوفمبر الماضي، نشرت «أخبار الحوادث» تحقيقًا صحفيًا عن مستريح سيارات ذوي الهمم؛ الذي نصب على بعض أصحاب الإعاقة بزعم بيع سيارات لهم بالتقسيط المريح؛ ليكتشفوا في النهاية أنهم وقعوا ضحية لنصاب وضاعت أموالهم في غمضة عين؛ حيث التقينا المتضررين الضحايا، الذين تقدموا بمحاضر ضد مالك شركة خاصة لبيع سيارات ذوي الهمم بالتقسيط، وتبين من أقوال الضحايا والمحاضر التي حرروها انهم تعرضوا لعملية نصب، فبعد الاتفاق مع الشركة وإبرام العقود وحصلت الشركة نصف ثمن السيارة من كل متضرر والذي بلغ عددهم 158 شخصًا من ذوي الهمم؛ ممالطة الشركة في ميعاد الاستلام وفي يوم وليله أغلقت الشركة ابوابها واصبح المتضررون ليس لديهم وسيلة لأخذ حقهم سوى بالقانون، حرروا المحاضر تباعًا بقسم شرطة العجوزة وتحولت المحاضر إلى امام النيابة العامة ثم إلى محكمة شمال الجيزة الذي اتى حكمها الناجز بعد أول جلسة في 5 قضايا أقامها 11 متضرر.

كنا مع الضحايا من ذوي الهمم في محكمة شمال الجيزة،بصحبتهم أسرهم، الجميع ينتظر بفارغ الصبر رؤية المتهمين وفي أيديهم الكلبشات، فكل شخص من هؤلاء الضحايا استطاع بعد جهد جهيد تجميع المبلغ المطلوب سواء بقرض من البنك أو الاستدانة من قريب له أو غريب أو بيع الذهب والممتلكات، من اجل الحصول على السيارة التي تعينه على إعاقته، لكن لم يرحم  المستريح هؤلاء الأشخاص وإنما نزع الرحمة من صدره ليستولي على أموالهم، لكنهم أي هؤلاء الضحايا قرروا مطاردته؛ ليستعيدوا حقوقهم.

داخل القاعة

بمجرد أن بدأت الجلسة للقضايا المعروضة على المحكمة، دخل الضحايا قاعة المحكمة وبدأ بعضهم يسرد للقاضي ما حدث لهم، فقالت سيدة ودموعها على وجنتيها: انها ارملة وأم لطفل معاق يعاني من ضمور في العصب، استطاعت أن تجمع مال السيارة بشق الانفس، فقد أغراها إعلان على الفيس بوك لمن يريد أن يشتري سيارة خاصة للمعاقين وسداد أقساطها بشكل مريح، لذلك لم تتردد في أن تجمعمقدم المبلغ، وذهبت تتعاقد مع الشركة كي ترحم نفسها وطفلها من التنقل لتلقي العلاج.

ينما قال محمد امام للمحكمة: ان نجلة مصاب بالشلل؛ فبعد أن دفع مبلغ 80 ألف جنيه مقدم السيارة ظل ينتظر استلامها، وقرب الميعاد المقرر فوجئ باعتذار اصحاب الشركة، وتأجل الاستلام لاشهر، هنا شعر محمد بالريبة في أمر أصحاب الشركة، فذهب الى مقرها ومعه نجله المريض، التقى المسؤول عن الشركة، بكى الرجل أمامه يرجوهرد ما دفعه كمقدم للسيارة حتى يتحرك مشاعر المتهمين ولكن القلوب القاسية كانت اشد من الحجارة، واستمروا في الوعود الكاذبة بلا جدوى.

واثناء الجلسة قدم محامي المتهمين ايصال بوليسة شحن لصورة افراج جمركي لــ 7 سيارات كإثبات حسن النية بتسليم السيارات، ولكن محمد رمضان محامي المتضررين قدم صور لعقود لأرقام شسيهات سيارات مباعة لأكثر من شخص في ذات الوقت.

وتوالى حديث الضحايا لأخبار الحوادث بعدما تحدثوا امام هيئة المحكمة، فأكد صلاح فتحي؛ إن نجله من ذوي الهمم، لم يتردد في دفع 80 الف جنيه للشركة بعد أن شاهد اعلانات لاستلام بعض الاشخاص للسيارات على السوشيال ميديا، فقد كان عرض الشركة مغريًا بتقسيط باقي المبلغ بشكل مريح علما بأن أصحاب الشركة زعموا أن استلام السيارة سوف يكون خلال شهرين من دفع المقدمة، ولكن بعد ان أخذت الشركة 80 ألف جنيه، مر عامًا كاملًا ولم يستلم صلاح السيارة،وفوجئ بأن الشركة أغلقت ابوابها واختفى العاملين بها؛ فتقدم بالمحضر ليثبت حقه.

لم تختلف قصة مصطفى عبد الرحمن مع الشركة عن باقي الضحايا، فهو مريض بتيبس بالركبة ورغم تعبه قرر أن يحضر إلى الجلسة؛ فقد باع ذهب والدته ليدفع مقدمة السيارة, وكان ينوي ان يعمل بها حتى يسدد باقي المبلغ، ولكن انقلبت الأمور وتم النصب عليه.

أما الحاج عماد فمأساته تُبكي العيون؛ فقد ابنته الصغيرة من كثرة الحزن على والدها الذي جمع 50 ألف جنيه بشق الانفس، فقد كان حلمه أن يمتلك سيارة صغيرة لطفلته التي كانت تعاني من إعاقة، فالأسرة تعيش في محافظة المنيا وجلسات علاج الابنة في القاهرة، فـ بعد المسافة صار مرهقا عليها وعلى والدها الذي لا يفكر إلا في راحة ابنته الصغيرة، إلى أن علم أن الشركة بمقدم بسيط تبيع سيارات للمعاقين والباقي بالتقسيط المريح، فأسرع اليهم بعدما جمع المبلغ المطلوب، ليكتشف في النهاية أنها سرقت ماله؛فسقط الأب ارضًا ودخل المستشفى وعندما رأت الطفلة والدها طريح الفراش، ظلت تبكي وشعرت أن إعاقتها عبء على والدها فماتت نتيجة لحزنها على والدها وتعرضه لعملية نصب، يقول الاب: «بنتى ماتت قبل ما احقق حلمها.. سابت الحياة وفارقتنى بسببهم».

أما يوسف وبسبب هذه الشركة ألقى على زوجته يمين الطلاق؛ لانها من اقترحت عليه التواصل مع الشركة لشراء سيارة لنجلهم، فمن كثرة الغضب والصدمة بالاستيلاء على امواله لم يشعر بنفسه إلا وهو يطلق زوجته.

وأكد محمد مجدي أنه أقترح على والده ان يتعاقد مع الشركة من أجل شقيقته التي تتلقى العلاج، وبالفعل اختار نوع السيارة وبعد دفع 100 ألف جنيه وانتظار سنة ونصف على امل ووعود كاذبة وبعدما فاض به حرر محضر شرطة ضدهم.

الحكم

رفعت بعدها هيئة المحكمة الجلسة للحكم خلالها كان الضحايا على اعصابهم ينتظرون النطق بالحكم، وبمجرد أن اصدر رئيس محكمة العجوزة بشمال الجيزةالحكم في 5 قضايا لــ 11 متضررًا من ذوي الهمم؛ بالسجن سنتين مع الشغل للمتهمين وإلزامهم بالتعويض المدني عن كل قضية.ولا تزال هناك قضايا أخرى ضد المتهمين تصدر فيها أحكام تباعا

بمجرد أن سمع الضحايا من ذوي الهمم الحكم تهللت أساريرهم، فأخذ الكل يرقص ويهلل يشعرون بالانتصار ويرددون «يحيا العدل.. حقنا رجع».

وبالتواصل مع الضحايا اكدوا انهم على امل أن يحصل باقي المتضررين والذي يصل عددهم إلى  160 شخصًا على أحكام قضائية تشفي صدورهم.

وكانت المفأجاه أن هناك بعض الاشخاص المتضررين لم يعلموا بعملية النصب حتى الآن وكانوا على أمل ان يحصلوا على السيارة، ولكن بعد الحكم القضائي؛أسرع آخرون بتحرير محاضر جديدة ضد القائمين على الشركة. 

اقرأ أيضا : حصيلة النصب على المواطنين.. إحباط مخطط سيدتين لغسل 50 مليون جنيه 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة