الكاتب الصحفي محمود موسى
الكاتب الصحفي محمود موسى


الكاتب الصحفي محمود موسى: هذه قصتى مع المواطن الفنان أحمد زكى

أخبار النجوم

السبت، 25 نوفمبر 2023 - 01:41 م

أحمد‭ ‬إبراهيم

بعيدا عن تفاصيل أدوار أحمد زكي والتي دائما تكون حديث الصحف ووسائل الإعلام مع حلول ذكرى الفنان الكبير الراحل، لكن هناك جوانب لا يعلمها البعض عن حياة أحمد زكي الشخصية أو الفنية يتذكرها فقط الفئة المقربة منه، والتي كانت تضم عدد قليل من الصحفيين والإعلاميين والفنانين.. إليكم أحد المقربين من الراحل أحمد زكي، أنه الكاتب الصحفي محمود موسى.

يبدأ محمود موسى حديثه عن أحمد زكي بالقول: “أحمد سيظل أخي الذي لم تلده أمي، لقد جمعتنا مواقف وذكريات عديدة منها المؤلم ومنها السعيد، لكن لا أنسى يوم أن ودعته قبل ساعات من رحيله، خاصة لحظة دخوله غرفة العناية المركزة، وكان في غيبوبة كاملة، ودخلت عليه، وكان كل صلته بالحياة هو أنفس تدخل وتخرج، أتذكر تلك اللحظة التي لم تغب يوما عن ذاكرتي، فهي الأشد قسوة في سنواتي الأخيرة، ورغم مرور تلك السنوات مازلت أفتقد الأخ والصديق، وسأظل اليوم وغدا أشعر بإعتزاز أنني كنت قريبا منه”.

ويضيف: “أنا أول من علم بمرضه، وكانت صدمة كبيرة، وطلب مني أن لا أخبر أحد، وهو ما حدث، إلى أن طلب مني أن أكتب على لسانه تفاصيل رحلة مرضه، وقال: (أنشر هذا الكلام)، وأضاف: (أحسست بثقل في صدري وخشونة وطلبت إجراء أشعة على الصدر والرجلين، ثم بعد ذلك اكتشفت أنه إلتهاب رئوي حاد وماء في الغشاء البلوري، وقال لي الأطباء لابد من دخولي المستشفى، وقلت لهم: لا أقعد في البيت وأتابع بالأدوية، وجلست في المنزل 5 أيام، لكني شعرت بالتعب، وذهبت إلى مستشفى (دار الفؤاد)، وبعد الفحوصات والأشعات، بدأوا عملية سحب للماء، في أول مرة لتر ونصف لتر على الرئة، ثم لترين، إلى أن وصل إلي 6 أو 7 لترات)، ويضحك ويستكمل: (أنا طول عمري كنت أسمع أن الماء على الرئة “معلقة” أو أكثر قليلا، وإنما 6 لترات شيء لا يصدق”.

ويتابع موسى: “زكي من الشخصيات الصادقة مع نفسه، ومع كل زملائه وأصدقائه، وأتذكر جيدا موقف وقع بيننا عند رحيل سعاد حسني، حيث اتصل بي وطلب أن أذهب له في الفندق الذي يقيم به، وعندما وصلت إلى هناك طلب مني أن أنشر نعي مدفوع الأجر في (الأهرام)، ومنحني ورقة النعي، ومازلت أتذكر كل كلمة بها، حيث كتب (إليها هي.. إلى الفنانة سعاد حسني.. يا أكثر الموهوبين إتقانا، وأكثر العباقرة تواضعا، وأكثر المتواضعين عبقرية، بوجودك ملأت قلوب البشر بهجة، وبغيابك ملأتها بالحزن، أستريحي الآن.. أهدئي، يا من لم تعرفي الراحة من قبل، لك الرحمة وكل الحب والتقدير، أسكنك الله فسيح جناته، يا من جعلت حياة الناس أكثر جمالاً”.

دائما ما يتهم النجوم بالغرور، لكن محمود يتحدث عن تواضع أحمد زكي بالقول: “أحمد من الفنانين المتواضعين بشكل غريب، لم أرى نجم كبير بهذا التواضع، وعندما سألته كان يقول لي: (الفنان مهمته رصد الشخصيات في الحياة من أجل تقديمها بشكل جيد عبر الشاشة، ولا يوجد ممثل نجم بل فنان، والفنان يترك الدنيا وناقصه أدوار كثيرة يبقى إيه لازمة الغرور، هنا الفنان عايز يمسك الشمس ومستحيل يمسكها، والفنان ممكن يترك الدنيا وسايب أدوار كثيرة جدا، إذا لماذا الغرور؟.. الفنان الذي يصاب بالغرور عليه أن يجلس في بيته، لأن الغرور نوع من الموت للفنان”.

ويتابع موسى: “أحمد كان يخشى الزمن، فكان يقول: (الفنان ملتزم بسنه، وعندما كنت شاب كنت أقدم أدوارا معينة، تغيرت تماما بعد ذلك حتى أصبحت أقدم أدوار الأب في أعمالي، فالزمن أزمة حقيقية، ويفرض على الفنان الأدوار التي يقدمها”، ويستكمل حديثه بالقول: “كان أحمد دائما ما يقول لي: (أنا في كل مرحلة عمرية أكون وجها جديدا فيها وعملت (بانوراما) من الأدوار الشعبية مثلا في (أحلام هند وكاميليا) و(كابوريا) وكمان أدوار فيها سياسة مثل (زوجة رجل مهم) وأدوار إجتماعية مثل (نزوة) و(الراعي والنساء) و(البيه البواب) و(شادر السمك)، وقدمت في كل مرحلة عمرية ما بها من أفلام شعبية وسياسية واجتماعية، لهذا عندما يأتي لي موضوع لا يتناسب مع المرحلة العمرية (لازم أبعد عنه)، لأنني مع كل مرحلة احتاج لعمل يغطي جموع الناس التي تكون على شاكلة هذا العمر، وقد يكون معي مجموعة من الشباب لكي يحدث (هارموني) وإنسجام، لأننا نعبر عن الشارع، الذي يضم الشاب والرجل والشيخ”.

وعن حب الوطن في حياة أحمد زكي يقول موسى: “أهم ملامح شخصية أحمد هي وطنيته، حيث كان مشغول بهموم الوطن والمواطن، ويقول لي: (أنا مواطن أولا ومهموم بوطني)، وكان يسعى دائما لإنتاج عدد كبير من الأفلام الوطنية من أجل الأجيال المقبلة، حتى لو جاء ذلك على حساب ماله الخاص.

ويختتم موسى حديثه عن زكي بالقول: “واجه أحمد تحدي كبير في إنتاج بعض أفلامه، لكن ليس الإنتاج وحده التحدي الذي واجهه، لكن التأليف أيضا، حتى أنه اشترك في تأليف فيلم (أيام السادات) من أجل أن لا يمنح أحد فرصة كتابه إدعاءات أو أكاذيب، بل أراد أن تكون الحقيقة فقط محور فيلمه، وهو ما حدث بالفعل، حتى أنه ظل فخورا بتلك الأفلام حتى آخر يوم في عمره” .

اقرأ أيضا : في ذكري وفات أحمد زكي .. نكشف عن وجوه الفتى الأسمر


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة