صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


بين وابل القصف.. باعة غزة يصنعون الحلوى للسكان على نيران الحطب |فيديو

إسراء ممدوح

السبت، 25 نوفمبر 2023 - 10:56 م

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، شهدت حياة السكان تغييرًا جذريًا، حيث أُوقفت التجارات وأُغلقت أبواب الرزق في وجه الكثيرين جراء القصف الإسرائيلي الذي خلف ورائه الكثير من الخراب، محلات كانت مصدرًا للعيش والرزق توقفت عن العمل، سواء بسبب الدمار الذي حل بها نتيجة للقصف الجوي، أو بسبب صعوبة تشغيلها بسبب نقص الإمدادات والموارد الأساسية.

فتسببت هذه الأحداث المأساوية في توقف معظم المحلات التجارية، وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي مر بها القطاع، لم ييأس السكان أبدا، بل وحاولوا جاهدين التأقلم مع أوضاع وأجواء هذه الحرب.

وفي ذات السياق، وبعد أن نزح آلاف الأشخاص من منازلهم في شمال القطاع واتجهوا جنوبًا بحثًا عن مأوى آمن، خرج الباعة في غزة لإسعاد السكان والنازحين، رغم نفاد الوقود الذي يُعد عصب حياتهم التجارية، ولكن أُلهموا الأمل وأدخلوا البهجة إلى قلوب الناس بصنع بعض الحلوى.

فقد جلب الباعة حلويات شعبية لذيذة، منها البسكويت والعوامة (الزلابية)، وقاموا بتحضيرها بأبسط أدوات الطهي في الهواء الطلق على جوانب الشوارع ليشتري منهم الأهالى والنازحين، وباتوا يستخدمون الحطب الذي أصبح الوسيلة الوحيدة لإعداد الطعام في ظل نفاذ الغاز بالقطاع، بسبب فرض إسرائيل الحصار على غزة منذ أكثر من شهر ونصف، حسبما أفادت "العربية" الإخبارية.

هكذا، تجمع السكان حول المكان، ليستمتعوا بتلك اللحظات النادرة في ظل أجواء الحرب والدمار الذي يحيط بهم وفي ظل الغموض أيضًا الذي يكتنف مستقبلهم.

وعلى الجانب الآخر، وخلال أزمة نفاذ الوقود وانقطاع التيار الكهربائي الناتجين عن الحرب الإسرائيلية على القطاع، حاول الكثير من الباعة التكيف مع هذه الأزمات بجانب مشاهد الدمار من حولهم، حيث اضطروا إلى افتراش الطرقات والبعض الآخر حمل بضاعته على عربات الكارو التي تجرها الدواب، في محاولة للاستمرار في تشغيل أعمالهم وكسب الرزق وهم بين وابل القصف، يسعون لتأمين لقمة العيش اليومية البسيطة لأسرتهم ولأطفالهم الصغار.

فكل فرد كان يحمل عبء مسئولية بيته ومتطلباته، كان عليه أن يفكر بشكل جاد في كيفية تأمين سُبل العيش، وبالرغم من أن القصف طال كل زاوية من أرجاء القطاع، لم يكن لدى السكان فرصة لوضع أيديهم على جبينهم بينما تمر أيام الحياة وتتزايد الظروف المعيشية سوءًا وفقرًا وتدهورًا، ولم يعتبر هؤلاء الرجال والنساء وحتى أطفال القطاع، الاستسلام أمرًا ممكنًا، فكل من كان يستطيع أن يعمل منهم يبادر بالمشاركة بقدر مجهوده وامكانياته بعدما دمر الاحتلال الإسرائيلي أماكن عيشهم ورزقهم.

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة