صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


جهود الإنقاذ تتسارع مع الهدنة المؤقتة لانتشال ودفن الشهداء في غزة

إسراء ممدوح

الأحد، 26 نوفمبر 2023 - 11:43 م

تسارعت جهود الإنقاذ في غزة بشكل ملحوظ من أولى ساعات الهدنة المؤقتة في يوم الجمعة الماضية وحتى اليوم الثالث من التهدئة لانتشال الشهداء الذين علقوا تحت أنقاض المباني المتضررة بالقصف الإسرائيلي الغاشم الذي طال أنحاء القطاع ودفنهم بالطريقة الائقة، وجرى ذلك بعدما توصلت حركة "حماس" مع إسرائيل إلى وقف إطلاق النار والغارات الإسرائيلية على غزة لمدة 4 أيام.

وفي ذات السايق، استطاع المسعفون وطواقم الإنقاذ في القطاع، انتشال أشلاء العديد من الضحايا والكثير من الجثث في عملية مستمرة شملت عدة مناطق بغزة، وبذل رجال الإنقاذ كامل جهودهم ومازالت عملية البحث عن المفقودين في تحت أنقاض المباني المدمرة وعلى جوانب الطرقات متواصلة، والتي كانت غير قابلة للوصول إليها في الأيام السابقة قبل فترة التهدئة بسبب القصف الإسرائيلي الذي طال أنحاء القطاع، والذي تسبب في صعوبة الوصول لهذه الجثث المتراكمة تحت الأنقاض، ولكن ما إن انطلقت الهدنة أُفسح المجال لانتشال الشهداء من تحت الأنقاض.


عراقيل عمليات الإنقاذ راكمت الضحايا تحت الأنقاض

أما عن عمليات انتشال الضحايا قبل الهدنة المؤقتة، فكانت تعتبر تحدٍّ إضافيًا للجهود الإنسانية، نظرًا لما أحدثته العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع من خراب ودمار، كما عانت الفرق من نقص الإمكانيات وتدمير الطرق التي تؤدي إلى الأحياء المستهدفة بالغارات الإسرائيلة والتي وقع حيالها الكثير من الأشخاص شهداء وعلقوا تحت الركام، حيث ولم يكن الأمر مقتصرًا فقط على ذلك، بل امتد إلى تدمير سيارات الإنقاذ والإسعاف التي كانت تسعف وتنتشل الضحايا، وتنقلهم إلى مناطق الدفن.

فكانت هذه الظروف الصعبة والمُعقدة ، تؤثر بشكل كبير على سرعة وفعالية الجهود الإنسانية قبل الهدنة، حيث كانت العوائق العديدة تصعب إمكانية الوصول الفوري إلى الضحايا وحتى تقديم خدمات الإسعاف الضرورية التي كانت من الممكن أن تلملم جروح هؤلاء الضحايا ولكن بسبب القصف الغاشم على القطاع تعذرت الكثير من سبل الإنقاذ للوصول لأمكان الشهداء، ولكن مع بدء الهدنة المؤقتة، فتحت هذه الفترة الباب أمام فرق الإنقاذ للتحرك بحرية أكبر وتنفيذ مهامها بكفاءة أعلى.

وكذلك أليات رفع الركام في القطاع تعرضت للتدمير نفسه الذي ألحق الضرر بالعديد من المناطق المدمرة وسيارات الإسعاف، وفي هذا السياق، وكذلك تأثرت بعض الآليات بالتوقف عن العمل بسبب نفاذ الوقود، نتيجة لفرض إسرائيل للحصار على القطاع لمدة تزيد عن 49 يومًا، فكانت كل هذه العوامل كحاجز يعيق عمليات الإنقاذ بسهولة وبسرعة. 

وفي ذات السياق، أفاد المكتب الإعلامي في قطاع غزة بأن أعداد الضحايا كبيرة جدًا، وهناك حوالي 7000 شهيد مازالوا تحت الأنقاض في غزة، مما يوحي أيضًا بأنه سوف يكون هناك زيادة في أعداد الشهداء بشكل عام جراء هذه الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر الماضي.

ومنذ انطلاق الهدنة المؤقتة، انطلق السكان في رحلة عوادهم إلى بيوتهم المدمرة ليتفقدوا أنقاضها أو للبحث عن ذويهم تحت الأنقاض، حاملين معهم أحزان الفقد وآمال البقاء، يتجولون بين ركام بيوتهم، يتأملون الذكريات التي تلتصق بكل حجر وآخر، بعضهم قد وصلوا لشمال القطاع بغرض البحث فقط عن جثامين أحبائهم سواء كانوا من أبنائهم أو أمهاتهم أو أبنائهم تحت ركام منزلهم، آملين في انتشالهم ودفنهم بطريقة صحيحة، في لحظة يعلوها الحنين والألم.


«عربات الكارو وسيارت الإسعاف» تنقل جثامين الشهداء

وحتى عربات الكارو التي تجرها الدواب، أصبحت في ظل هذه الأوضاع تحمل الكثير من جثامين الشهداء الذين ارتقوا في الأيام الأخيرة نتيجة للقصف والغارات الإسرائيلية الهمجية على القطاع، قبل سريان تهدئة النار.


عقب سريان الهدنة.. انتشال شهداء من تحت الركام ونقلهم للدفن

ولا تزال أعداد الضحايا تتوافد منذ يوم الجمعة الماضي وحتى يومنا هذا بعدة وسائل منها عربات الكارو وسيارات الإسعاف وسيارات أفراد آخرين في القطاع على مناطق الدفن في المقابر، وسط حالة من الألم الذهول والبكاء الذي ينتاب ذوي الضحايا المكلومين يحاولون تجاوز هذه الفاجعة.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة