الفنانة هند صبري، والفنان حسين فهمي
الفنانة هند صبري، والفنان حسين فهمي


انتفاضة فنية بالاستقالة من الأمم المتحدة

آخر ساعة

الأربعاء، 29 نوفمبر 2023 - 11:49 م

■ كتب: محمد خضير

انتفاضة فنية من نوع خاص قام بها عدد كبير من نجوم الوطن العربى بسبب المجازر التى يرتكبها العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، فلم يجد أهل الفن ممن يحملون لقب سفراء للنوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة مجالا للتعبير عن غضبهم ورفضهم لما يحدث سوى ترك هذه المناصب والاستقالة منها، وهو ما قامت به الفنانة هند صبري احتجاجا على فشل حماية الأطفال والمدنيين فى غزة حيث أكدت أنها تخلت عن دورها كسفيرة للنوايا الحسنة لبرنامج الأغذية العالمى بعد ١٣ عاما من العمل الإنساني، وقالت «الذى دفعنى إلى ذلك الإحساس بالعجز لعدم قدرتى على القيام بواجبى على أكمل وجه كعادتهم دائمًا تجاه الأطفال والأمهات والآباء والأجداد فى غزة».

وقالت هند «لقد حاولت إيصال صوتي على أعلى مستوى فى برنامج الأغذية العالمى والانضمام لزملائي فى المطالبة باستخدام ثقل البرنامج، مثلما فعل بنجاح فى السابق، للدعوة والضغط بقوة من أجل وقف إطلاق النار الإنسانى والفوري فى قطاع غزة، والاستفادة من نفوذ البرنامج لمنع استخدام التجويع كسلاح حرب، لأننى كنت على يقين من أن برنامج الأغذية العالمي- الذى حصل على جائزة نوبل للسلام قبل 3 أعوام فقط - بعد أن كان مشاركًا نشطـًا فى قرار الأمم المتحـدة رقم 2417 الذى أدان استخدام التجويع كوسـيلة من وسائل الحرب - سيستخدم صوته بقوة كما فعل فى حالات الطوارئ والأزمات الإنسانية المتعددة، ومع ذلك، فقد تم استخدام التجويع والحصار كأسلحة حرب على مدى الأيام الستة والأربعين الماضية ضد أكثر من مليونى مدنى فى غزة».

ولم تكن الفنانة هند صبري، هى الأولى التى تخلت عن هذا المنصب بل سبقها الفنان لطفى بوشناق، الذى أعلن تخليه عن لقب سفير النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة احتجاجاً على ما وصفه بالصمت الرهيب لما يحدث فى فلسطين وانتهاكات حقوق الإنسان، وعبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك قال: «أستقيل من منصب سفير النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة، احتجاجاً على صمتها الرهيب تجاه ما يجرى فى فلسطين، من حروب وصراعات، وانتهاكات لحقوق الإنسان لقد خابت آمالى فى الأمم المتحدة، التى لم تفعل شيئاً لوقف هذه الفظائع»، وتابع: «لقد اختارتنى الأمم المتحدة فى 2019، لتمثيلها فى مجال حقوق الإنسان، لكنني، اليوم أتخلَّى عن هذا اللقب، لأننى أرى أن الأمم المتحدة لا تستحقه لقد فشلت الأمم المتحدة فى حماية حقوق الإنسان، وهي، اليوم، مجرد أداة فى يد القوى الكبرى».

ومن الإعلاميين والنشطاء الذين استقالوا احتجاجا لنفس السبب، الإعلاميون أمانى الوسلاتى، وبسام بونني، وأشواق الحناشى، الذين قدموا استقالاتهم احتجاجًا على مُخالفة مبادئ الحياد فى تغطية ما يحدث فى غزة ضمن وسائلهم الإعلامية.

كما انضم صانع المحتوى، لؤى الشارنى، لتلك القائمة معلناً تخليه عن لقب سفير النوايا الحسنة للاتحاد الأوروبى فى تونس، وذلك إثر قصف مستشفى المعمدانى فى غزة، والذى راح ضحيته مئات من الأطفال، وقال لؤى عبر حسابه الرسمى على تطبيق إنستجرام: «فشل الاتحاد الأوروبى فى الحفاظ على مبادئ الإنسانية وانحيازه إلى إسرائيل، وتجريم المقاومة».

◄ اقرأ أيضًا | المتحف القومي للحضارة المصرية يشهد حواراً مفتوحاً تحت عنوان «الفن والحضارة»

هذه الانسحابات ليست بجديدة على أهل الفن تجاه مبادئهم بشأن ما يدور فى الوطن العربى ففى ٢٠١١ قرر الفنان القدير دريد لحام، الانسحاب وتقديم استقالته من منصب سفير النوايا الحسنة لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، مُعلقا: «لقد خابت آمالى فى الأمم المتحدة، التى لم تفعل شيئًا لوقف هذه الفظائع» والتى كانت تحدث وقتها من الجانب الإسرائيلى تجاه لبنان، وكذا الفنان السورى، جمال سليمان، الذى اعتذر عن اللقب 2006 عقب قصف إسرائيل مدارس (الأونروا) فى جنوب لبنان، والتى أسفرت عن قتل مدنيين وتهجير البعض، وقال حينها إنه وجد أن الأمم المتحدة لم تعبّر عن موقف صارم تجاه الاعتداء السافر، وأن استمراره هو موافقة على سياستهم، بينما استقالته اعتراض واحتجاج.

الفنان حسين فهمي اعتذر أيضا وقدم استقالته عام ٢٠٠٦ اعتراضاً أيضاً على الحرب الإسرائيلية ضد لبنان، وأكد أن قراره بتقديم استقالته لم يكن انفعاليا أو وليد الصدفة وأشار إلى أن طرد السفير الأمريكى من مصر ليس هو الحل كما يتصور البعض وأكد أن العالم اليوم يحترم منطق القوة ويعمل له ألف حساب أما الضعفاء فلا عزاء لهم.. وطالب بأن تبنى الدول العربية نفسها عن طريق التقدم تكنولوجيًّا وضرب مثالًا بتجربة دول النمور الآسيوية التى أصبحت من أعظم دول العالم اقتصاديًّا الآن.

المنظمات الدولية، منحت لقب سفير للنوايا الحسنة من قبل لعدد من الفنانين العرب، من بينهم محمود قابيل، وكاظم الساهر، ومنى زكي، وصفية العمري، وحسين فهمي، ودنيا سمير غانم، ومحمد عساف، وماجدة الرومي، وأحمد حلمي، وعادل إمام، ونانسى عجرم، وأسيل عمران، وسعاد العبد الله، ودريد لحام ولطفى بوشناق، ونيللي كريم، وآسر ياسين، وكارول سماحة، وخالد النبوي، وملحم زين، ويسرا، وإلهام شاهين وشيرين رضا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة