كيف تصنع شائعة على «فيسبوك»..الحكاية بدأت مع عمرو أديب
كيف تصنع شائعة على «فيسبوك»..الحكاية بدأت مع عمرو أديب


«بتلوموني ليش».. العندليب أصله سعودي من نجد

كيف تصنع شائعة على «فيسبوك».. الحكاية بدأت مع عمرو أديب

محمد جلال

الخميس، 30 نوفمبر 2023 - 09:02 ص

كيف تصنع شائعة على «فيسبوك»

«بتلوموني ليش».. العندليب أصله سعودي من نجد


عشرة كلمات بالتمام والكمال كانت كفيلة بصنع شائعة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».. وفي أقل من ١٠ ساعات ، وبحسب خورازميات «فيسبوك» ومعادلاته فقد حققت الحد الأقصى من الوصول والتفاعل الذي يحققه أي منشور .

مغامرة صحفية «فيسبوكية» محدودة كانت لها دلائل ومؤشرات هامة من وجهة نظري المحدودة ، كان الهدف منها الإجابة على سؤالين.. الأول: هل يتحقق الصحفي أو الإعلامي أو حتى المواطن العادي من المعلومات التي تبث له قبل تصديقها والتعامل معها على أنها حقيقة ؟.. حتى ولو على المستوى الشخصي عبر المنشورات التي يقرأها على مواقع التواصل الاجتماعي .

أما السؤال الثاني: كيف يتم التحقق من الصور والأخبار ومعرفة هل هى حقيقية أم كاذبة .

السطور التالية ستجيب عن تلك الأسئلة :


البداية .. عمرو أديب سعودي .. وصفوت ناصف «مش مصدق»

في تمام الثانية عشر من صباح يوم الثلاثاء الماضي، اتصلت بالزميل صفوت ناصف مسؤول شفت السهرة في «بوابة أخبار اليوم» وطلبت منه تحرير خبر مفاده أن الإعلامي عمرو أديب حصل على الجنسية السعودية، ليرد ناصف: «معندناش مصدر».. قطعت حديثه قائلا: «هو طلع بنفسه في برنامج الحكاية وأعلن الخبر بنفسه».. ليرد صفوت: «كده تمام .. هعمل خبر حالاً».

إلى هنا انتهت المكالمة ولكني سألت نفسي سؤالاً هاماً: هل تصرف الزميل صفوت ناصف كان تصرفاً معتاداً أم كان بمحض الصدفة؟.. وهنا لا أشكك في مهنية الزميل.. لكني قصدت بالسؤال أن هذا التصرف هو منهج معتاد للمحررين بشكل عام ولا أقصد محرري «بوابة أخبار اليوم» في حد ذاتهم.. بل قصدت الصحفيين والإعلاميين بشكل عام، بل امتد السؤال لأبعد من ذلك: كيف نتعامل مع الأخبار التي ترد إلى مسامعنا؟.. هل نصدقها من ثم نكررها؟.. أم نتمهل ونتأكد من مصداقيتها قبل ترديدها؟..



 


«العندليب» أصله سعودي من نجد

مرت دقائق بعد مكالمتي لناصف.. جلست أتصفح منشورات «فيسبوك» ليستوقفني أحد المنشورات لحساب يبدو من اسم صاحبه أنه مواطن خليجي.. المنشور كان بعنوان: «عبد الحليم حافظ مطرب سعودي» واكتشفت أن المنشور عبارة عن رد على آخر بعنوان: «عبد الحليم حافظ سعودي من أصول نجدية».

الخبر في حد ذاته لم يستوقفني لأنه خبر قديم تم نشره في عدد المواقع ولايزال في موقع خلاف.. لكن ما استوقفني كمية التفاعل على المنشور التي تجاوزت ٤ ملايين.. أغرب ما في التعليقات التي راحت تارة تدافع عن عبد الحليم حافظ وأنه مصري الجنسية.. وتارة توكد صحة الخبر.. إلا أنه لا يوجد تعليق واحد مدعوم بدليل يؤكد أو ينفي الخبر.. الغريب يا سادة أن الـ٤ ملايين يتحدثون وكأنهم من أقرب المقربين للعندليب.. مع إنني أكاد أجزم بأن نصفهم على الأقل إذا سألته ما هى أشهر أغنيه للعندليب لن تجد عنده إجابة !

 



 

بلاها عبد الحليم ... و«نفتح كافيه»

مساء يوم الثلاثاء .. استوقفني منشور على «فيسبوك» يعلن عن موعد افتتاح الفرع الجديد من كافيه.. أهم ما استوقفني في المنشور «اسم الكافيه» الذي يحمل اسم عائلتي .

كنوع من «الهزار» الذي اعتاده متابعيني على «فيسبوك».. قررت إعادة المنشور علي حسابي الخاص، مع الحبكة الخاصة، فجاء المنشور بهذه الكلمات «الافتتاح قريباً إنشاء الله.. الدعوة عامة.. والكل معزوم.. لا اعتذارات».. مرفق بصورة الكافية

كنت حذر جداً في استخدام كلمات المنشور، استخدمت صيغ مبهمة للغاية، وقصدت ألا أجيب عن أهم الأسئلة (أين .. متى .. كيف ... إلخ).

بعدها بدقائق قمت بالبحث على الإنترنت واكتشفت أن الإعلان المذكور لأحد الكافيهات المعروفة في إحدى محافظات مصر ، ليس هذا فقط ، بل يمتلك شعاراً يشبهني إلى حد ما في «اللحية» على أقل تقدير .

هنا بدأ فصل جديد من فصول اللعبة، قمت بنسخ الشعار وقمت باستبدال صورة البروفايل الخاص بي بصورة شعار الكافية .

دقائق وانهالت التعليقات بالتبريكات، مع الإيموشن ما بين «لايك.. وقلب» وخلافه .

لحظات وانهالت الرسائل على الماسينجر والمكالمات الهاتفية ما بين مهنئ ومبارك ـ وهم الأغلبية ـ وما بين باحث عن وظيفة في الكافية الجديد، بالإضافة إلى المعاتبين الذين عاتبوني لأنهم كانوا يتمنون أن يكونوا شركاء في الكافيه.

كل ما حدث سواء من تعليقات أو تبريكات أو رسائل كان يمكن اعتباره أمراً عادياً ، لكن من غير العادي أن معظم أصدقائي على «فيسبوك» أو السواد الأعظم منهم إعلاميين وصحفيين، لم يشككوا ولو للحظة أن المنشور غير حقيقي، خاصة وكما سبق ذكره أنني تعمدت استخدام صيغة مبهمة للغاية .


 


 

تحليل النتائج

٩٨ ٪ من المستخدمين صدقوا المنشور ولم يتحققوا من مصداقية المنشور ولا الصور المستخدمة، وهو ما يحدث مع الشائعات التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والتي تنتشر بنفس الطريقة كالنار في الهشيم .

الغريب في هذه النسبة أن أحد الأصدقاء كتب تعليق صريح بعنوان: «بلاش تشتغل الناس وبطل تهريج».. إلا أن الـ ٩٨٪ ظلوا مقتنعين تماماً بصحة المنشور .


١ ٪ لم يصدقوا المنشور لأنهم بالصدفة كانوا أحد زبائن الكافيه الحقيقي.

١ ٪ شككوا في المنشور عن طريق التعليقات.. الكاتب الصحفي محمد عبد الرحمن شك في الموضوع و كتب : «أوعى تكون اشتغالة».

 

 

 



الإجابة على الأسئلة

بالرجوع للأسئلة التي سبق ذكرها في السطور الأولي: هل يتحقق الصحفي أو الإعلامي أو حتى المواطن العادي من المعلومات التي تبث له قبل تصديقها والتعامل معها على أنها حقيقة ؟.. الإجابة كانت بالنفي، فالأغلبية العظمى قاموا بتصديق المنشور والصور المقحمة عليه.


والسؤال الثاني: كيف يتم التحقق من الصور والأخبار ومعرفة هل هي حقيقية أم كاذبة.. الإجابة بكل بساطة أن موقع جوجل يمتلك أداة خاصة بالبحث بالصور، فما عليك أن تقوم بتحميل الصورة ورفعها على موقع جوجل للتأكد من صحتها، وهل الصورة قديمة أم حديثة، وأين تم نشر الصورة من قبل، والمناسبة التي تم نشر الصورة فيها ... إلخ


رسالة شكر وامتنان واعتذار

في النهاية أشكر كل من ساهم في هذا التقرير سواء بالتعليق على المنشور، أو من تواصل عبر الهاتف أو الماسينجر لأن لولاهم لما كان هذا التقرير .

شكر وامتنان لأحد الأصدقاء الذي تطوع لإقامة حفل الافتتاح لما يملكه من خبرات في هذا المجال.

شكر وامتنان لأحد الأصدقاء الذي تطوع للمساهمة في الديكور الخاص بالكافيه.

شكر خاص للزميل محمد عدوي رئيس تحرير أخبار النجوم الذي كاد أن يفشل خطتي «بتعليقه» من أول لحظة.

اعتذار واجب.. اعتذر عن تلبيه طلبات التوظيف التي قدمت خلال هذه التجربة.

في النهاية

قمت بتعديل المنشور ليصبح خاص

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة