حوادث السيارات
حوادث السيارات


بالأرقام l ٨٠% من نزيف الأسفلت بسبب رعونة السائقين .. يليها الإهمال فى صيانة المركبة بنسبة 14%

أخبار الحوادث

الأحد، 10 ديسمبر 2023 - 01:22 م

محمود‭ ‬صالح

 كالعادة دائمًا؛ جنون السرعة هذه المرة يكتب النهاية لـ 14 شخصًا وإصابة اثنين بجروح شديدة وكسور وحالتهما ليست على ما يرام؛ إثر وقوع حادث تصادم مروع - وهي عبارة تعودنا على سماعها باستمرار - بين سيارة نقل وأخرى ميكروباص، على الطريق الصحراوي الشرقي جنوب شرقي محافظة المنيا، كشفت المعاينة الأولية أن الحادث وقع نتيجة السرعة الزائدة والتخطي الخاطئ.

الحادث بدون شك ليس الأول ولن يكون الأخير؛ طالما أن البعض من السائقين المتهورين وجد فيما تحقق من مشروعات عملاقة تمثلت في قيام الدولة بإنشاء طرق جديدة، بعضها محاور حرة تربط المحافظات ببعضها البعض، أو في بناء كباري وأنفاق تكلفت المليارات؛ فرصة لأن ينطلقوا في جنون مخلفين وراءهم ضحايا بالمئات؛  حسب الأرقام الرسمية، وما أشار اليه تقرير التنافسية العالمية، فإن مصر كانت تحتل المركز الـ 118 عالميًا فى جودة الطرق عام 2014، وخلال خمس سنوات فقط قفزت الى المركز الـ 28، وبعدها ببضعة شهر اصبحت مصر تحتل المركز الـ 16 عالميًا من حيث جودة الطرق، وهو ما أكده محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة التنافسية، وهو ما يعني ان مصر قفزت حوالى 102 مركز فى اقل من 10 سنوات، رقم قياسى جديد يضاف إلى سجل الدولة المصرية.

منطقيًا أن جودة الطرق يقابلها انخفاض كبير فى حوادث السيارات، إلا أن الأرقام على أرض الواقع تشير إلى عكس ذلك؛ فمازال الضحايا يتساقطون في حوادث مروعة.

معادلة غريبة ومدهشة، حاولنا تفسيرها والكشف عن اسبابها من خلال الأرقام والإحصاءات. 

لا أحد ينكر أن الدولة وضعت ملف الطرق ضمن أهم أولوياتها، وهو ما وصل صداه إلى إنشاء شبكة طرق عملاقة، بأحدث الإمكانيات والتقنيات، شهد بها القاصى والداني، لكن ما يثير الدهشة، كيف بعد كل هذا المجهود الخرافي لا يكاد يمر يوم أو بعض يوم، ونجد حادث دهس مواطن أو مواطنة أثناء عبوره أو عبورها الطريق، على الرغم من وجود كباري المشاه، التي أنشئت خصيصًا لتفادي عبور الأشخاص الطرق حفاظًا على سلامتهم.

وضعت الدولة عدة خطوات لتطوير شبكة الطرق، أبرزها توسعة الطرق الموجودة وزيادة عدد الحارات، بالإضافة إلى إنشاء طرق جديدة متطورة، يربط بعضهما بعضًا.

الأمر الثاني في إنشاء شبكة الطرق، هو ضرورة وضع إجراءات السلامة المرورية حيز التنفيذ، سواء من ناحية السيولة المرورية أو من ناحية سلامة المواطنين، وهذا ما جعل الدولة تُنشئ العديد من كباري المشاه، والتي صممت خصيصًا لعبور المواطنين عليها، بدلا من عبور الطريق نفسه، وهو ما يعرض حياتهم للخطر.

العنصر البشري

على الرغم من وجود كباري، إلا أن عدة تقارير أوضحت، مؤخرًا، أن أحد أهم الأسباب التي أدت إلى زيادة ووجود حالات الدهس ترجع إلى العنصر البشري.

وهو ما أكدته إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والتي أفادت بأن العنصر البشري تسبب ما نسبته 79.7٪ من حوادث الطرق، يليه عيوب فنية فى المركبة 13.5٪ من إجمالي أسباب الحوادث على الطرق.

هذه النسب التي أوردها تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والذي نُشر في آواخر 2019؛ أفاد بأن العنصر البشري المتسبب في أغلب حوادث الطرق، منها على وجه المثال حوادث الدهس، الناتجة عن عبور أشخاص الطرق العامة من غير الأماكن المخصص لها.

عبور الطرق

استنادًا على هذه النسب، حدثت في الأيام الأخيرة العديد من حوادث الدهس، والتي راح ضحيتها أشخاص أثناء عبورهم الطريق دون أن يدروا أن عفاريت الأسفلت سوف تحصد أرواحهم.

منها في حدث في طريق مصر الإسماعيلية، عندما كان «السيد. أ» متوجهًا إلى مقر عمله في أحد المصانع الكائنة في مدينة العاشر من رمضان.

اعتاد الرجل الخروج يوميًا من مسقط رأسه في قرية العزازي، التابعة لمركز ومدينة فاقوس عن طريق «أتوبيس» المصنع الذي يعمل فيه، لكن في هذا اليوم، غلبه النوم، ولم يسعفه الوقت للحاق بـ «الأتوبيس»، وعليه قرر أن يذهب إلى عمله بالمواصلات العادية.

ولأنه ليس هناك ميكروباص ينتقل من فاقوس إلى العاشر من رمضان مباشرة، استقل ميكروباص حتى طريق طريق «مصر - الإسماعيلية» أسفل الدائري الأوسطي.

وبمجرد ما أن نزل من الميكروباص، حاول أن يعبر إلى الجهة الأخرى ليستقل «ميكروباص» العاشر من رمضان. وفي غفلة جاءت سيارة مسرعة فشل قائدها في التحكم بسرعته فدهس السيد وألقاه على جانب الطريق، مما تسبب في مصرعه.

من طريق الإسماعيلية الصحراوي، إلى الطريق الدائري، وتحديدًا في نطاق قسم شرطة السلام، عندما لقي شاب مصرعه، بعد عبوره الطريق الدائري، بالقرب من نفق السلام، المخصص للعبور أسفل الدائري.

الحكاية بدأت عندما تحرك «ط. م»، في العقد الرابع من العمر، من منزله في منطقة عين شمس، ناحية مدينة السلام، عبر الطريق الدائري، حينها  مرت سيارة مسرعة اصطدمت به.

على الفور أبلغت الأجهزة الأمنية، وبالفحص تبين إصابته بكسور في أنحاء متفرقة من الجسم، ونزيف خارجي.

سلسال دم

ومن الطريق الدائري إلى الطريق الأوسطي، تحديدًا بين مدينة العبور والشروق، في نطاق محافظة الشرقية، عندما ارتكب سائق نقل، جريمة دهس مروعة، راح ضحيتها أسرة كاملة، كانوا يعبرون الطريق.

السائق، وفقًا لتحقيقات الأجهزة الأمنية، أفادت بأنه كان يسير بسرعة جنونية، ما تسبب في دهس «ملهوم السقا»، صاحب الـ 47 عامًا، وشقيقه محمد، صاحب الـ 42 عاما، وابنة الأول ليمار ملهوم، صاحبة الـ 10 سنوات.

واقعة أخرى شهدت أحداثها منطقة الخليفة بالقاهرة، عندما تمكنت الأجهزة الأمنية، من ضبط سائق تسبب في وفاة مسن أثناء عبور الطريق في منطقة الخليفة، وتم التحفظ على السيارة والسائق وجار العرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

حيث تلقى مأمور قسم شرطة الخليفة، إخطارًا من أحد المستشفيات بدائرة قسم الشرطة، بوصول مسن مصاب بكسور في أنحاء متفرقة من الجسم، بالإضافة إلى نزيف خارجي بادعاء حادث سيارة، ولفظ أنفاسه الأخيرة أثناء محاولة إسعافه.

وكشفت التحريات بأنه أثناء عبور المسن «حسن م» في العقد السابع من العمر، للطريق صدمته سيارة وتمكن قائدها من الهرب، وتحرر محضر بالواقعة وبالعرض على النيابة العامة قررت انتداب مفتش الصحة للكشف الظاهري لبيان سبب الوفاة وصرحت بالدفن، وكلفت النيابة العامة المباحث بسرعة تحرياتها حول الواقعة وملابساتها وضبط الجاني.

لم تنته الوقائع عند هذا الحد، بل لعل من أكثر الحوادث مأسوية عندما لقي الشاب صاحب الـ ٢٢ عامًا، أبانوب أسامة، مصرعه عندما كان يعبر الطريق الدائري.

التحقيقات وقتها أفادت بأنه في أول أيام العيد، كان يعبر «أبانوب» الطريق الدائري ناحية المرج، حينها كانت «رحمة»، سيدة تقود سيارتها، في طريقها إلى زيارة عائلية، وفي غفلة منها وفي غفلة منها، لم تستطع تمالك السيارة والتحكم في مقودها عندما وجدت أبانوب أمامها مباشرة، وما كان منها إلا أن ألقته صريعًا على جانب الطريق وهربت. لكن الأجهزة الأمنية استطاعت ضبطها.

من ضمن وقائع الدهس أثناء عبور الطريق الدائري، ما تعرض له «مصطفى»، الشهير بـ»نوير»، والذي لقى مصرعه هو الأخر عندما كان يعبر الطريق الدائري ناحية الهرم، وتحديدًا عند نزلة الشعراوي.

اقرأ أيضا : مصرع قاضي بمحكمة قوص وإصابة زميله في حادث تصادم مروع

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة