جو بايدن
جو بايدن


«قذائف دبابات» و«أجهزة تتبع».. صفقة أمريكية لتسليح إسرائيل

سامح فواز

الأحد، 10 ديسمبر 2023 - 11:48 م

يثير الموقف الأمريكي الجدل دائما فيما يخص العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فا في الوقت الذي تطالب فيه الإدارة الأمريكية تل أبيب بعدم استهداف المدنيين والحد من الخسائر في صفوفهم نشرت تقارير أمريكية حول صفقة عسكرية أمريكية - إسرائيلية مزعومة تهدف لتزويد إسرائيل بآلاف القذائف المتطورة، في خطوة انتقدتها منظمات حقوقية على أنها دعم ضمني للهجمات على غزة.

كشف مسؤول أمريكي حالي وآخر سابق أن إدارة الرئيس جو بايدن طلبت من الكونغرس الأمريكي الموافقة على بيع 45 ألف قذيفة لدبابات ميركافا الإسرائيلية بقيمة تزيد عن 500 مليون دولار، في خطوة تنظر إليها على أنها دعم واضح للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة.

وأوضح المسؤولان أن الطلب جاء بالتزامن مع المخاوف المتصاعدة من استخدام الأسلحة الأمريكية في الصراع الدائر، والذي أسفر عن استشهاد الآلاف من المدنيين الفلسطينيين منذ بداية الهجمات الإسرائيلية في أكتوبر.

كما لفت المسؤولان إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية تمارس ضغوطات على لجنتي الشؤون الخارجية والعلاقات الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ على التوالي، من أجل الموافقة على الصفقة في أسرع وقت، في وقت تطالب فيه منظمات حقوقية بوقف تصدير الأسلحة الأمريكية المستخدمة في قتل المدنيين الفلسطينيين.


ردود الأفعال تجاه الصفقة 

أثارت تفاصيل الصفقة المزعومة ردود فعل واسعة، إذ اعتبرها البعض دعماً واضحاً من واشنطن للهجمات الإسرائيلية غير المتناسبة على قطاع غزة، في وقت تتزايد فيه مزاعم ارتكاب إسرائيل لانتهاكات خطيرة بحق المدنيين باستخدام أسلحة أمريكية.

من جهتها، انتقدت منظمة العفو الدولية محاولات الإدارة الأمريكية الضغط من أجل الموافقة السريعة على الصفقة، مشيرة إلى أن الأمر يتطلب مراجعة دقيقة من الكونغرس في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتزايدة.
كما طالب عدد من أعضاء الكونغرس بعدم الموافقة على الصفقة في ظل غياب ضمانات بعدم استخدام الأسلحة في انتهاكات جديدة بحق المدنيين.

الجدل حول استخدام الأسلحة الأمريكية في العدوان

تزامناً مع الكشف عن تفاصيل الصفقة، تتصاعد المزاعم حول ارتكاب إسرائيل لانتهاكات خطيرة بحق المدنيين الفلسطينيين باستخدام أسلحة من صنع أمريكي، فيما يثير جدلاً واسعاً حول مدى المسؤولية الأمريكية عن هذه الانتهاكات.

ففي الأسبوع الماضي، اتهمت منظمة العفو الدولية الجيش الإسرائيلي باستهداف منازل مدنية بذخائر أمريكية متطورة، فيما تشير تقديرات إلى أن عشرات الآلاف من المدنيين في غزة قضوا جراء القصف الإسرائيلي منذ بداية شهر أكتوبر.

وترى منظمات حقوقية أن الولايات المتحدة ملزمة قانونياً وأخلاقياً بالتحقيق في استخدامات أسلحتها غير المشروعة من قبل إسرائيل، ووقف تصدير مثل هذه الأسلحة في حال ثبوت ارتكاب مجازر بحق المدنيين.


تداعيات الصفقة على مجريات الحرب في غزة

من المرجح أن تؤدي الصفقة، في حال موافقة الكونغرس عليها، إلى تصعيد إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة، وبالتالي مزيد من الدمار والخسائر البشرية بين صفوف المدنيين.

كما ستشكل الصفقة، التي تُنظر إليها على أنها بمثابة "ضوء أخضر" من واشنطن لإسرائيل، تأكيداً على الدعم اللامحدود من الإدارة الأمريكية، ما قد يدفع إسرائيل لتجاهل أصوات المعارضة والانتقادات الدولية، والمضي قدماً في عملياتها العسكرية دون اكتراث بالنتائج الإنسانية.

يبدو أن مأساة غزة مقدر لها أن تستمر وتتفاقم، في ظل التوجه الأمريكي نحو تزويد إسرائيل بمزيد من الدعم العسكري، دون مراعاة للنتائج الإنسانية الكارثية لذلك.

وسط هذه المعطيات، تبرز الحاجة الماسة لتحرك دولي جاد لوقف تدفق الأسلحة إلى منطقة الصراع، والضغط من أجل وقف فوري للعمليات العسكرية، قبل أن تؤدي إلى مزيد من الدمار والخسائر في الأرواح.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة