الثلاثاء، 12 ديسمبر 2023 - 05:29 م

 النموذج الذى ظهر بالفيلم الأمريكى المريض الإنجليزى للكهف المصرى السابحين بجبال الصحراء الغربية تم تصنيعه وبناؤه فى إحدى واحات المملكة المغربية بعد فشل الشركة الإنجليزية تصويره بمصر للتعقيدات والإجراءات والرسوم المبالغ فيها المطلوب تسديدها فذهبت الشركة المنتجة إلى المغرب حيث لا رسوم ولا تعقيدات ولا إجراءات مطولة فتم بناء الكهف المماثل وفندق مشابه للميناهاوس ومعابد وقرى مصرية لتصوير الفيلم لأنه مرتبط بتاريخنا وحقق الفيلم الذى فاز بالأوسكار مكاسب تعدت 70 مليون دولار.

والفيلم يسرد فترة من قصة النبيل المغامر المجرى الكونت لازلو ألماسى الذى عاش فى مصر بعد الحرب العالمية الأولى وحتى قيام الحرب العالمية الثانية وانضم لقوات المحور أثناء سنوات إقامته.. وكان من المستكشفين للصحراء الغربية وأول من طار بطائرة ذات محرك واحد فوق بحر الرمال الأعظم..

وتولى المغامر المجرى قيادة قافلة صغيرة عام ١٩٣٤استغرقت ٣٤ يوما للجلف الكبير وجبل العوينات ضمت 5 أجانب من عائلات أوروبية وصحفيا مصريا وسائقا سودانيا وطاهيا وعند بلوغه الجلف الكبير وضع نصبا تذكاريا من الرخام تخليدا وتكريما للأمير كمال الدين حسين الذى توفى بفرنسا عام ١٩٣٢ ولخبرته بتضاريس الصحراء قاد أخطر عملية نقل لجواسيس ألمان من طرابلس فى ليبيا إلى مصر مخترقا الجلف الكبير من ممر العقبة إلى أسيوط وسط القوات البريطانية وذلك بالحرب العالمية الثانية وسميت العملية بالسلام وأطلق عليها البريطانيون مفتاح ربيكا وعلم بهذه العملية الضابط عزيز المصرى الذى تولى بعد ذلك أركان حرب وزارة الحربية المصرية والضابط محمد أنور السادات الذى أصبح رئيسا للجمهورية بعد وفاة الزعيم جمال عبد الناصر.

هناك كهوف بالصحراء الغربية غنية بالرسومات البدائية منها كهف المستكاوى الذى به رسومات للزراف والقرود وحيوان يشبه الأسد ومحميات وادى عبد الملاك وبخت وحمرا والمرسوم بها المناظر الطبيعية الجميلة ورسومات إنسان ما قبل التاريخ الملونة الجميلة وفيها تنوع بيولوجى ورواسب بحرية قديمة وأدوات تشير إلى إقامة الإنسان المصرى الأول والعديد من آثار جدودنا قدماء المصريين ويعيش بها اليوم الغزلان والكبش الأروى وثعلب الرمال وتجمعات من أشجار السنط ونباتات متحجرة بالصخور.

منذ سنوات كشفت صور الأقمار الصناعية عن وجود 57 فوهة بركانية للنيازك أو أكبر وأقدم حقل بالعالم عرفه البشر على مساحة ٤٥٠٠ كيلو مترمربع وإحدى الفوهات قطرها 3 كيلومترات وعمقها 80 مترا وأن تضاريسها مثل تضاريس سطح القمر كما اكتشف عام 2006 فوهة عملاقة قطرها ٣١ كيلومترا وأقام مصوران فرنسيان 3 أشهر بالمكان والتقطا آلاف الصور لرسومات ونقوش إنسان العصر الحجرى وتم طبع كتاب ضخم فاخر بعنوان «صحراء النيل» ضم الصور التى تم التقاطها.

الصحراء الغربية زاخرة بالكنوز التى يجب الحفاظ عليها فالصحارى المصرية من أبدع صحارى العالم.. وللحديث بقية.