الجمعة، 15 ديسمبر 2023 - 07:15 م

كتب الشعب المصرى «قصة نجاح» تاريخية فى التصويت بالانتخابات الرئاسية كما رأينا وتابعنا وشاركنا خلال الأيام القليلة الماضية.

أكد المصريون من جديد وعيهم وإيمانهم ببلادهم، وبالطريق الذى تسير فيه وتسلكه.. وكانت حشودهم على اللجان، وكل بطاقة تم وضعها فى الصندوق.. بمثابة رصاصة لأبواق الخونة فى الخارج، ولحفنة من مُغيبى الداخل.

تابعتُ بنفسى العملية الانتخابية طوال الأيام الثلاثة المقررة للتصويت، وتعمدت التجول فى أكثر من منطقة داخل القاهرة الكبرى، وأدليت بصوتى مساء ثانى يوم، وأنا مُنبهر بإيجابية المصريين أمام اللجان، وبالسهولة واليسر فى التنظيم الفائق الذى تميزت به العملية الانتخابية، لدرجة أن التصويت لم يستغرق معي، أو مع غيري، سوى 7 دقائق على الأكثر منذ لحظة الدخول للمقر الانتخابى حتى مغادرته، باستثناء الانتظار بعض الوقت فى الطوابير خلال ساعات الذروة.

ورأيت مصر كلها هناك: ناس من كل الفئات، عمال ومزارعون ومهنيون، سيدات ورجال، شباب صغير وكبير، وأسعد قلبى منظر أهالينا من كبار السن، وحرصهم على المشاركة، رغم صعوبة حركتهم، ونسائم برد ديسمبر.. لكنه كان عُرسا انتخابيا، شارك فيه الجميع حتى الصغار المصاحبون لأهاليهم، فى لفتة جميلة لتعويد صغارنا على هذه المشاركة الوطنية الواجبة.

فى تقديري.. إذا حللنا أسباب هذا النجاح، وهذه الصورة الزاهية، سيكون وعى الشعب فى المقدمة، ثم «المصداقية» التى تمتعت بها العملية الانتخابية من أولها لآخرها.. الناس تفهم كل شيء، وتثق فيما جرى ويجري، وتعرف ضرورة تصويتهم لمستقبل بلادنا، وأهمية اختياراتهم التى سُتعلن نتائجها بعد غد الإثنين، إن شاء الله، لو لم تكن إعادة.

وكان للجهد الخارق الذى قامت به الهيئة العليا للانتخابات، وحيادها التام أمام المرشحين، الذين تواجد مندوبوهم بكل لجنة، ودقة الكشوف والإجراءات، وللإشراف القضائى الكامل، وأخيرا الأقواس الرائعة التى زينت كل المقار بألوان علم مصر، كلها عوامل قادت لنجاح هذا الاستحقاق الانتخابى الأهم.. مبروك لمصر.