بنيامين نتنياهو وجو بايدن
بنيامين نتنياهو وجو بايدن


بين بايدن ونتنياهو.. تحالف «متوتر» على نحو متزايد

ناريمان فوزي

السبت، 16 ديسمبر 2023 - 03:26 م

شهدت السياسة الأمريكية- الإسرائيلية تقاربا غير مشهود في عهد جو بايدن مقارنة بأي رئيس أمريكي على الإطلاق، وتجلى ذلك التقارب في أعقاب هجمات 7 أكتوبر.

ولكن بعد مرور أكثر من شهرين، وبعد أيام من بداية الهدنة وتوقف الغارات الإسرائيلية على غزة والتي أودت بحياة آلاف المدنيين، اتسعت التوترات غير المسبوقة بشأن الحرب بين البيت الأبيض وحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. واتهم بايدن إسرائيل، بتنفيذ قصف “عشوائي” خلال حدث سياسي، مستخدما لغة صريحة للغاية، وهو ما يتنافى عادةً مع ردة فعل قادة إسرائيل، الذين يصرون على أنهم يحاولون إنقاذ المدنيين متهمين حماس باستخدام الفلسطينيين الأبرياء كغطاء.

وجاء في تقرير لشبكة السي إن إن، بأن الخلافات الدبلوماسية تعمقت بعد أن أظهر تقييم جديد للمخابرات الأمريكية، نشر حصريا، أن ما يقرب من نصف ذخائر جو-أرض التي تستخدمها إسرائيل في غزة كانت المعروفة باسم القنبلة غير الموجهة، والمعروفة أيضًا باسم قنبلة السقوط الحر، أو القنبلة الغبية، وهي قنبلة تُسقطها الطائرات (تقليدية أو نووية) ولا تحتوي على نظام توجيه وبالتالي تتبع ببساطة مسارًا باليستيًا. 

وحصلت شبكة CNN على لقطات حصرية داخل مستشفى ميداني في جنوب غزة، حيث تبادل الضحايا قصصًا أظهرت الحقائق المروعة للحرب.

مما طرح السؤال الجيوسياسي الكبير التالي حول الحرب في غزة ليس ما إذا كانت هذه الحرب ستعزل إسرائيل دوليا – فهذا ما حدث بالفعل، بل يتعلق الأمر بما إذا كان الدعم القوي من البيت الأبيض للعملية سيؤدي أيضًا إلى تنفير الولايات المتحدة من أصدقائها بطريقة قد تؤدي إلى تعريض أهداف الأمن القومي الأوسع للخطر بشدة.

وأضافت سي إن إن، بأن الخسائر الفادحة التي لحقت بالفلسطينيين تزيد أيضًا من الثمن السياسي الذي يدفعه بايدن في الداخل مقابل دعمه لإسرائيل – وتثير الشكوك حول قدرته على تنشيط ائتلافه السياسي قبل انتخابات عام 2024.

هذه هي الخلفية الحساسة لزيارة مستشار الأمن القومي لبايدن، جيك سوليفان، إلى إسرائيل يوم الخميس، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن سوليفان ناقش مسألة تدفق المساعدات إلى غزة و"المرحلة التالية من الحملة العسكرية". إضافة إلى اعتزام كبير مسؤولي السياسة الخارجية في البيت الأبيض مناقشة “الجهود المبذولة لتكون أكثر جراحية وأكثر دقة ولتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين”.

ووفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة، فقد استشهد 18.412 فلسطينيا حتى يوم الثلاثاء، بينما قُتل نحو 1200 إسرائيلي.

وقد برز تعرض بايدن السياسي لهذه القضية من خلال لحظتين استثنائيتين يوم الثلاثاء كشفتا عن انحسار صبره تجاه إسرائيل. وفي حملة لجمع التبرعات خارج الكاميرا، حذر الرئيس من أن إسرائيل تفقد الدعم الدولي بسبب “القصف العشوائي الذي يحدث”. واستمرارًا لعادته في الصراحة بشكل مذهل في مثل هذه الأحداث، قال بايدن أيضًا إن الحكومة الائتلافية اليمينية في إسرائيل "تجعل الأمر صعبًا للغاية"، مضيفًا: "علينا أن نتأكد من أن نتنياهو يفهم أنه يتعين عليه القيام بذلك."

وتظهر خلافات واضحة بين الحكومتين بشأن ما سيحدث لغزة بعد الحرب مباشرة وحول الحلم البعيد المتمثل في إقامة دولة فلسطينية.

وأشارت CNN  بأن الحرب خلفت خسائر بشرية فادحة. ولكنها أثارت أيضاً أصداء سياسية غير متوقعة في الولايات المتحدة، فقد أطلق ذلك موجة جديدة بما يسمى معاداة السامية وكشف الالتباس بشأن التمييز ضد اليهود، بما في ذلك بين بعض التقدميين ففي جامعات رابطة آيفي الليبرالية الأمريكية، كان هناك غضب من المذبحة التي وقعت في غزة.

وتهدد قيادة واشنطن العالمية الآن بتلقي ضربة قوية بسبب دعمها لإسرائيل، ففي خطوة رمزية للغاية يوم الثلاثاء، انفصل ثلاثة من أقرب حلفاء الولايات المتحدة – كندا وأستراليا ونيوزيلندا – عن واشنطن للحث على بذل جهود عاجلة للاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة