د. آمال عثمان
د. آمال عثمان


أوراق شخصية

لم تشهدها البشرية من قبل!

آمال عثمان

الجمعة، 22 ديسمبر 2023 - 06:03 م

يخطئ من يظن أن المذابح الوحشية التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية، هى تبعات أو انعكاسات لما حدث فى عملية طوفان الأقصى، فمن شاهد نيتنياهو رئيس الوزراء الفاشي، وهو يرفع خريطة للكيان المحتل فى الأمم المتحدة، بدون أى وجود لدولة فلسطين، يدرك بما لا يدع مجالاً للشك، أن المخطط كان ومازال محو فلسطين وإبادة شعبها. 

ورغم كل ما يفعله الصهاينة النازيون من مجازر وتدمير وتخريب ودفن للأحياء،  وتجريف لم تسلم منه حتى مقابر الشهداء، وخيام النازحين والجرحى، إلا إننى  اعتدت دائماً أن أبحث عن الجانب المضيء لكل أزمة، مهما كانت صعبة ومؤلمة أو موجعة، فدائماً يظل جانب إيجابى ومشرق فى كل محنة، ولأن البشرية لم تشهد مثل تلك الوحشية والمجازر التى يقوم بها جيش الكيان المحتل، تكبدت إسرائيل خسارة سياسية واستراتيجية واقتصادية لم تعرفها من قبل، وفقدت كل التعاطف والتأييد الشعبى والسياسى الدولى الذى اكتسبته خلال عقود، عبر البكائيات والاستعطاف والأكاذيب.

وأدرك العالم الوجه القبيح لدولة الاحتلال العنصرية الوحشية، وأهدافها وأطماعها المتمثلة فى محو الوجود الفلسطيني، وتفهمت الشعوب الغربية حقيقة الصراع الممتد 75عاماً، وكيف قامت الدولة الصهيونية فوق دماء وأشلاء وأرواح أصحاب الأرض، وما ارتكبته العصابات الإرهابية الصهيونية من مجازر ومذابح فى دير ياسين والطنطورة ضد الفلسطينيين.

وما قامت به من عمليات تهجير وترحيل للفلسطينيين، وعادت القضية الفلسطينية تتصدر قمة الساحة الدولية، بعد أن ماتت ودفنت تحت أنقاض اتفاقية أو معاهدة «أوسلو» التى تنص على اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بدولة إسرائيل على 78% من أراضى فلسطين، أى كل فلسطين ما عدا الضفة الغربية وغزة!!

ولأن معركة طوفان الأقصى تعد الأبرز والأهم منذ أن جاء الاستعمار البريطانى إلى أرض فلسطين، فيمكن القول إن أهم الآثار الإيجابية المترتبة عليها دخول الفلسطينيين إلى ميزان قوى وتوازن استراتيجي، ولأول مرة تتحول المواجهة إلى ندية يكون فيها الكيان المحتل ليس متفوقاً بشكل مطلق، صحيح أنه متفوق من حيث التكنولوجيا والعتاد والسلاح، لكنه ليس متفوقاً بالقدر الذى يسمح له بتحديد نتيجة الصراع سلفاً.. وللحديث بقية حول ما حققه هذا الشعب الصامد الصابر، الذى يستحق الحرية والحياة والعيش فى سلام.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة