فلسطينيون يصطفون للحصول على وجبة مجانية في رفح
فلسطينيون يصطفون للحصول على وجبة مجانية في رفح


سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة

الأخبار

السبت، 23 ديسمبر 2023 - 09:16 م

كتبت :سميحة شتا

حذرت منظمة إنقاذ الطفولة من أن الأعمال العسكرية التى تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلى تدفع الأطفال والأسر فى غزة نحو المجاعة، حيث تظهر البيانات الصادرة حديثًا من التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى والتى وضعتها منظمة الصحة العالمية، أن أسرة واحدة على الأقل من كل 4 أسر تواجه بالفعل جوعا كارثيا وتعانى من النقص الشديد فى الأغذية والتضور جوعا واستنفاد قدرات التعايش، مما يضطرها لبيع ممتلكاتها وغيرها من التدابير القاسية لتوفير وجبة بسيطة. فالجوع والعوز والموت واضح.

ويظهر التحليل أن جميع سكان غزة معرضون الآن لخطر المجاعة ويواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، مع تزايد خطر المجاعة «يومًا بعد يوم». وهذه هى أعلى نسبة من الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائى والتى قام التصنيف الدولى للبراءات بتحليلها على الإطلاق على مستوى العالم، وذلك بحسب موقع «ريليف ويب» الخاص بالتقارير الدولية.

اقرأ أيضاً| اتفاقيتان لتمويل خدمات محطة «تحيا مصر1» بميناء دمياط.. الوزير: لا بيع للموانئ

وتقول رويترز إن الوضع الإنسانى فى غزة تدهور بشكل متسارع منذ نشوب الحرب الإسرائيلية على غزة فى ٧ أكتوبر مع تدمير القصف العنيف مناطق واسعة من القطاع الساحلى فى الأسابيع التالية.

ووصلت شاحنات تحمل مساعدات من مصر بعض الأغذية والمياه والأدوية، لكن الأمم المتحدة تقول إن كمية الأغذية تساوى 10% فقط من الكمية التى يحتاج إليها سكان القطاع الذين نزح معظمهم.

وتسببت الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية وعمليات تفتيش المساعدات التى تقوم بها إسرائيل وانقطاع الاتصالات ونقص الوقود فى عرقلة توزيع المساعدات فى غزة. ووردت تقارير أيضا تفيد بأن السكان يأكلون لحم الحمير وتتحدث عن المرضى الذين يسعون إلى تلقى المساعدة الطبية.

و تخشى منظمة إنقاذ الطفولة أنه إذا استمر الحصار والقصف الإسرائيلى الحالي، فإن آلاف الأطفال معرضون لخطر الموت جوعاً والأمراض المرتبطة به. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 337 ألف طفل دون سن الخامسة و155 ألف امرأة حامل ومرضعة فى جميع أنحاء غزة بحاجة إلى دعم غذائى منقذ للحياة، إلا أن أكثر من نصفهم موجودون فى شمال غزة، وهم مقطوعون تمامًا عن أى مساعدات إنسانية، بما فى ذلك الخدمات الصحية. ويعانى ما لا يقل عن 7٫685 من هؤلاء الأطفال حالياً من الهزال أو الهزال الشديد، وهو أخطر أشكال سوء التغذية بالنسبة للأطفال، والذى يمكن أن يكون قاتلاً إذا ترك دون علاج. الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية هم أكثر عرضة للوفاة بسبب أمراض مثل الإسهال والالتهاب الرئوي، وهو خوف كبير حيث يواجه نظام الرعاية الصحية فى غزة الانهيار التام.

وقال عارف حسين كبير الخبراء الاقتصاديين ومدير البحث فى برنامج الأغذية العالمى «إذا استمرت حرب غزة بالشكل التى هى عليه، وإذا لم تدخل المساعدات بالشكل الذى ينبغى لها الدخول به، فسنشهد مجاعة خلال الأشهر الستة المقبلة».

وقال جيسون لي، مدير منظمة إنقاذ الطفولة فى الأرض الفلسطينية المحتلة: «إن حرمان الأطفال عمداً من الوصول للغذاء المنقذ للحياة وغيره من الضروريات عن طريق تقييد المساعدات الإنسانية والخدمات والسلع، ودفع السكان إلى مناطق أصغر وأصغر تفتقر إلى الأساسيات اللازمة للحفاظ على الحياة، يعتبر انتهاكا للقانون الإنسانى الدولى ويرقى لمستوى جريمة حرب. ويؤكد «أن الخطر المتمثل فى تزايد انعدام الأمن الغذائى فى بعض أجزاء غزة يمثل نقطة تحول كارثية فى وضع صعب بالفعل. وما لم ترفع قوات الاحتلال الإسرائيلية فوراً الحصار المفروض على المساعدات والسلع الإنسانية، فإن جيلاً من الأطفال فى غزة، الذين يتعرضون للقصف المستمر، سوف يعانون أيضاً من العواقب الطويلة لسوء التغذية الحاد».. وتتضاءل إمكانية الوصول إلى الغذاء والمياه فى غزة كل ساعة بسبب استمرار الحصار الإسرائيلى والدمار الواسع النطاق وتعطيل إنتاج الغذاء، بما فى ذلك المزارع والمخابز. وصلت شحنات المساعدات إلى غزة إلى ١٥.٤% فقط من مستويات ما قبل الحرب، حيث اضطرت الأسر إلى الوقوف فى طوابير لعدة أيام فقط للحصول على الحصص الغذائية.

كما أن نظام الرعاية الصحية فى غزة على حافة الانهيار، حيث إن أقل من ثلث المستشفيات تعمل بشكل جزئى فقط ومكتظة بالكامل بالمرضى والجرحى من المدنيين. كما أن تزايد مستويات الجوع يترك آلاف الأطفال عرضة لخطر التقزم وخطر الإصابة بالأمراض، دون إمكانية العلاج.. وحرص إسرائيل على استخدام التجويع كوسيلة من وسائل الحرب سيكون له عواقب مميتة على الأطفال. يمكن أن يواجه الأطفال الذين ينجون من سوء التغذية عواقب طويلة المدى على صحتهم ونموهم الدماغي. من المرجح أن تصبح الفتيات اللاتى يعانين من سوء التغذية نساء حوامل يعانين من سوء التغذية، مع زيادة خطر تعرض أطفالهن حديثى الولادة لفشل فى النمو.

وتدعو منظمة إنقاذ الطفولة إلى وقف فورى ونهائى لإطلاق النار، وتدعو قوات الاحتلال الاسرائيلى إلى رفع الحصار عن غزة، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية دون قيود، واستئناف الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء، واستئناف عبور الشاحنات التجارية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة