سعيد الخولى
سعيد الخولى


كلمة والسلام

الخوارزمية الفيسبوكية وفلسطين

سعيد الخولي

الإثنين، 25 ديسمبر 2023 - 08:33 م

«من أجل رؤية منشورات جميع الأصدقاء لابد من تعديل خوارزميّة الفيسبوك.»
إنها أشهر رسالة تكررت خلال الأيام الأخيرة وتبادلها غالبية مستخدمى الفيسبوك مع بعضهم، ،وكأن هناك فاعلا مجهولا وضع الجميع فى وضعية واحدة. وكان تعبير»خوارزمية الفيسبوك»هو ما استرعى انتباهى بهذا المزيج «الفرانكو آراب»،مابين العالم العربى المسلم الفارسى الأصل محمد بن موسى الخوارزمى   الذى ولد ببغداد عام 780هـ ، وبين حصان طروادة العصر الحديث»الفيسبوك»أو «ميتا» بطبعته الحديثة منذ ثلاث سنوات.


فى البداية يجب التعريف ببعض منجزات هذا العالم المسلم الذى ارتبط اسمه بأخطر مخترعات العصر الحديث للتواصل بين الناس، فقد عُرف الخوارزمى بأنه المسئول عن تعريف حضارة الغرب بالأرقام العربية، واستخدامهم لتسعة أرقام، كما اخترع الخوارزمى رقم الصفر. وهو أول من اخترع مفهوم اللوغاريتمات، أو ما يعرف بالخوارزميات؛ وهو العلم الذى يعمل على حل المسائل المعقدة المختلفة وما زال يستخدم للآن، ولذلك أطلق عليه البعض لقب جد علم الكمبيوتر.


هذا عن العالم المسلم الذى ارتبط بما يجرى ضمن مصطلح «خوارزميات الفيسبوك» وما تركه من علم تأثرت به حضارة العالم كله منذ اثنى عشر قرنا من الزمان، أما خوارزميات الفيس بوك فتعتبر من أهم الألغاز أو اللوغاريتمات التى يسعى مستخدمو هذه الوسيلة إلى حلها. وهى فى الأساس تتحكم فى نسبة عرض المنشورات ووصولها للمستخدمين. وتظهر أهميتها أكثر بالنسبة للتسوق وشراء المنتجات وتوقيت ظهور إعلاناتها ومنشوراتها.


ولذلك فالأثر الأكبر لخوارزميات الفيسبوك يشعر به المسوّقون وأصحاب العلامات التجارية، هذه الفئة من المستخدمين تستخدم الفيسبوك لأغراض مختلفة مثل؛ الإشهار، أو بيع الخدمات والربح منها، أو حتى جذب زوار هذه المنصة إلى مواقعهم وغيرها الكثير.فهل يمكن تسييس الأمر واستغلاله فى قضايا العالم كما يتم لحساب شركات التسويق والترويج بعيدا عن الحسابات الشخصية؟وهل تحارب الخوارزميات ضد فلسطين؟
السؤال ليس معقدا فى إجابته ؛فالأحداث الحالية فى فلسطين أثبتت الإجابة ب»نعم»،فقد قام الاتحاد الأوروبى بتوبيخ «ميتا» ـ فيسبوك سابقا ـ على ترويجها لمواد فيلمية ومعلوماتية متعاطفة مع»حماس»، وبالطبع فاستخدام اسم حماس كناية عن القضية الفلسطينية يعنى مايعنيه من شيطنة كل المقاومة ووصمها بالإرهاب. . وبالطبع أيضا واضح أنهم يقصدون بها مايبرئ ساحة المقاومة الفلسطينية من دعاوى عن ذبح الأطفال والنساء واعترافات نسوة من الأسرى بحسن معاملة الفلسطينيين لهن وإطلاق سراحهن .

رغم أن ميتا أعلنت عن قيامها بحذف 750ألفا من المنشورات بالعربية والعبرية للعرب من المسلمين وغير المسلمين التى تتعاطف مع المقاومة وتندد بما يجرى، حذفوها بدعوى انتهاك المعايير والحض على العنف!
لكنها ضريبة تخلف العرب والمسلمين واعتمادهم على تقنيات وتقدم الغرب كمستهلكين يتصرفون فى حدود مايسمح به الغرب وقتما يريد وقدرما يريد، وهى نفس قضية الاعتماد على سلاح الغرب بالشروط التى يسمح بها مصنعو هذا السلاح إلا أن يضرب العرب والمسلمون رقاب بعضهم البعض.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة