جانب من المناقشة
جانب من المناقشة


مناقشة ديوان الشاعر محمد حلمي حامد «مغرمٌ بالناي» في بيت السناري

صفوت ناصف

الإثنين، 25 ديسمبر 2023 - 11:56 م

ضمن فعاليات بيت السناري الأثري بالقاهرة التابع لمكتبة الإسكندرية، وفي أمسية يغمرها الدفء والمودة وفي حضن التاريخ وعبق الذكريات تمت مساء أمس الإثنين مناقشة ديوان (مغرمٌ بالناي يهذي) وكتاب نون للشاعر د.محمد حلمي حامد ، بحضور لفيف من النقاد والشعراء الأصدقاء تجاوزوا الثلاثين مستمعا.

  بدأت الندوة بتقديم من مديرها الشاعر سعيد صابر حيث عرف الحضور بمختصر للمنجز الأدبي للشاعر المحتفى بإصداره،  ثم قدم الشاعر ليلقي بعضا من قصائده فألقى قصيدة (انأ حر) وقصيدة (صباح الخير) ثم قدم عازف الناي الموسيقى عبد الكريم محمد عزفا جميلا  يرتبط بعنوان الديوان وبكثير من أجوائه،  أعقبه عزف على العود من الموسيقى إسماعيل سمرة.

وأثنى الشاعر أحمد عنتر مصطفى على الديون، وقسمه إلى ثلاثة أجزاء، وعلق على قصيدة استمدت عنوانها من مصراع بيت البحترى الشهير ( والشعر لمح تكفى إشارته ) فأخذ على الشاعر عدم الاهتمام بنهايات قصائده وكأنه تعب وطالبه بمزيد من الاهتمام بوظيفة القافية، وقد أشاد به حيث قال إنه يعلو فوق كثيرين يتحرج من ذكرهم.

 

فيما تجول الناقد عاطف عز الدين في أرجاء الديوان مبينا الجوانب الجمالية والسمات الفنية فيه، فقال: إن شعر الدكتور إنما هو شعر عالمي يحتاج إلى نقاد عالميين يمكنهم مقارعة المدارس النقدية العلمية من الكلاسيكية والرومانسية إلى الحداثة وما بعدها.

 

ولفت الناقد الدكتور حسام جايل إلى أنه نقد سلفا ديوانين للشاعر هما ( تراب السكة ) و( الغيم والدخان )  والفارق الزمني بين آخر ديوانين حوالي سنة،  وعلق الشاعر بأنه توقف عن النشر سنوات طويلة قبل ذلك، منذ منتصف الثمانينيات ، وأن ثورة يناير هي ما أعادته لنشر دواوينه مجددا بديوانه ( خماصا تؤوب الطيور) ، الصادر فى مارس 2011، ثم  تطرق إلى بناء الديوان وقال إنه متأثر ببناء القصيدة العربية القديمة وأفاض في توضيح أجوائه وأخيلته.

 

وقد شغلت العاطفة القوية والحس العالي والموسيقى الرنانة جانبا كبيرا من أجزاء الديوان الذي تميز بالحس الاجتماعي المفرط، الذي جمع بين شفافية الرومانسية وعمق الواقعية الاشتراكية ورقة الموشحات الأندلسية، حيث حاول الشاعر الاستفادة من أقصى طاقة يمكن أن يقدمها الشعر قاصدا توصيل أفكاره دون مواربة ودون اختباء، فالموسيقى والإيقاع في ذروة تجليه والصور والأخيلة في ذروة كثافتها والتشكيل في ذروة تجسيده.، إن ربط الواقع بالإحساس بالغنائية هو أهم ما يميز هذا الديوان الذي تضمن القصائد التالية:

ثم عاد إلى الشاعر ثانية ليقدم بعضا من أشعاره فألقى قصيدة أمنيات قلب، ومنها :

 

 

 ليتَ حَرفِي

           حَبَّةٌ للقمحِ

            أطحنُها لخبزِ الفقراءْ

لَيْتَــه لَحْمٌ

           فيــأكلهُ عَبـــيدٌ وإِمَاء

لَيْتَه قَمَرٌ

          ينيرُ اللَّيلَ للمَحْزُونِ

                     يهدي الغُرباء

أو بِساطٌ

           طائرٌ في الرِّيحِ

            يركبهُ الجِياعُ الحالِمِينْ

 

أو عصاةٌ تمنحُ الضَّالِّينَ

                     بعضًا من يقينْ

أو شراعٌ حاملٌ في البحرِ أزواجًا

            تماهتْ بينَ أفئدةٍ وطينْ

      ليتَ نبضي

          نَجْمَةٌ في الفَجْرِ

                    تهدي السَّائرينْ

فيجيبُ النَّايُ عن جَسَدي

                     أغاني العائدِينْ.

 

 

جدير بالذكر أن الشاعر هو من قام بتصميم الغلاف مستعينا بتقنيات الذكاء الصناعي في عمل لوحة الغلاف وعمل التنسيق الداخلي له، فالكاتب الدكتور “محمد حلمي حامد”، شاعر وعضو اتحاد كتاب مصر، عمل حتى العام 2016 أستاذا بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان، وهو حاليا أستاذ التصميم المتفرغ، ورئيس قسم التربية الفنية سابقا بكلية التربية النوعية جامعة بنها.

صدر له تسعة دواوين هي: قصائد برية (1982) طقوس (1986)، خماصا تؤوب الطيور(2011)، رسم نائلة (2012)، رداء قديم (2013)، تراب السكة (2015)،الغيم والدخان (2022) وديوان للطفل تحت عنوان “هنا بيتى” (2021) .إضافة إلى هذا الديوان.

كما أن للدكتور محمد حلمي حامد العديد من الكتب العلمية في مجالي التصميم وتاريخ الفن ومنها موسوعة بناء الشكل المرئي في سبعة أجزاء (2013)، وتاريخ الفن في العصور الوسطى (2015) قراءات في الفن الحديث (2016).

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة