جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

إذا أرادت أمريكا..!!

جلال عارف

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2023 - 07:36 م

نعم.. إذا أرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن توقف العدوان الهمجى الإسرائيلى على شعب فلسطين.. فسيحدث ذلك فوراً وبدون عقبات حقيقية !! لكن السؤال هو: هل تريد أمريكا ذلك؟!


تصريحات قادة الكيان الصهيونى تقول غير ذلك.. وحتى ما يبدو من خلافات فى تصريحات نتنياهو فإنها لا تصدر إلا عن اطمئنان كامل باستمرار الدعم الأمريكى !! لأنه يدرك تماماً أنه بدون هذا الدعم فإن الوضع سيتحول إلى كارثة غير مسبوقة لإسرائيل، وفى آخر تصريحاته بهذا الشأن قال نتنياهو إن بايدن - فى اتصاله الهاتفى الأخير معه - لم يطلب إيقاف القتال، بل تفهم موقف إسرائيل من استمرار الحرب!! ولم يكن نتنياهو فى حاجة لهذا التأكيد.. فاستخدام «الفيتو» الأمريكى فى مجلس الأمن لمنع إدانة إسرائيل أو إجبارها على وقف القتال يكفى لبيان أن واشنطن مازالت شريكة فى حرب الإبادة مع إسرائيل.. حتى وإن كانت تواجه ضغوطاً داخلية وخارجية تحتم عليها أن تعيد النظر فى موقفها قبل أن يصبح تورطها بدون رجعة!!


يراهن نتنياهو على أن بايدن لن يستطيع التراجع بعد أن تورط فى حرب الإبادة مع الدخول فى عام الانتخابات الرئاسية وحاجته لدعم اللوبى اليهودى.. لكنه رهان لا يراعى أن الحسابات اختلفت، وأن بايدن يواجه معارضة تتسع وتقوى يوما بعد يوم داخل حزبه الديموقراطى بسبب موقفه المنحاز لإسرائيل، وأنه لا يستطيع المضى قدماً فى حملته الانتخابية ومعظم شباب الحزب يعارضون هذا الانحياز.


أيضاً.. لا يستطيع بايدن مواجهة رأى عام مصدوم بما يراه من مذابح ودمار وتصرفات نازية تقوم بها إسرائيل بدعم أمريكا.. خاصة اذا كان جانب كبير من يهود أمريكا يعلنون براءتهم من هذه الجرائم ودعمهم لوقف الحرب، وإذا كانت كل مراكز الفكر والبحث الأمريكى تحذر من عزلة أمريكا ومن تنامى مشاعر الكراهية ضد سياستها التى تهدد منطقة الشرق الأوسط كلها بسبب الانحياز الاعمى لحرب الإبادة التى تمضى فيها إسرائيل وترتكب خلالها كل جرائم الحرب ضد شعب فلسطين.


بالتأكيد.. كانت إدارة بايدن تريد بداية أفضل للعام الانتخابى، لكنها وضعت نفسها فى هذا الموقف بالتورط فى حرب الإبادة الإسرائيلية بعد الفشل فى حرب أوكرانيا. الوضع فى أوكرانيا شبه مجمد الآن، والوضع فى إسرائيل سيحكمه سؤال يفرض نفسه على إدارة بايدن: هل يمكن ترك مستقبل أمريكا فى المنطقة، ومستقبل الحكم فى أمريكا نفسها رهينة لدى عصابة نتنياهو وبن غفير؟
العصابة الإسرائيلية تعتقد ذلك، وأمريكا لا تملك الكثير من الوقت لتجد الإجابة الصحيحة قبل أن تواجه ما هو أسوأ وأخطر!!

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة